تجربة اللامركزية في إدارة الموارد المائية

دكتور ياسين عبدالعليم القباطي

 - قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب على المرض وانتصر عليه و ما زال يعمل في مشروع مكافحة الجذام هو الحاج أحمد عزيز أبو حسن من بيت أبوحسن عزلة الكينعية آنس
دكتور/ ياسين عبدالعليم القباطي –

قصة واقعية لمصاب بمرض الجذام تغلب على المرض وانتصر عليه و ما زال يعمل في مشروع مكافحة الجذام هو الحاج أحمد عزيز أبو حسن من بيت أبوحسن عزلة الكينعية آنس

نجران بن زيدان بن سبأ
ها أنذا أخيرا وبعد صبر وجهد وتعب شديد وصلت إلى نجران أقف أمام نقطة الطغز الحدودية فاصل بين بلدي وأرض اقتطعها من اليمن الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود بعد أن كسب وأنصاره البدو النجديون الحرب وحلفاؤهم مشايخ الدين الوهابيون ضد أشراف مكة لتوحيد نجد والحجاز ملكا خالصا لبيت سعود ليسمي أرض نجد والحجاز بإسمه لم يكتف بل وسع ساحة القتال إلى أرضنا التي عجز مولانا الإمام يحيى حميد الدين عن حمايتها فتنازل عنها باتفاقية وقعها بجدة في مايو 1934م وسماها اتفاقية الطائف نسبة لآخر قرية ساحلية احتلتها قوات السعودي بقيادة إبنه الأمير فيصل بعد أن اكتسحت قوات ابن سعود عسير وهي المخلاف السليماني الذي اقتطعه الإدريسي من اليمن بعد انتصاره على بيت حميد الدين وتقع قرية الطائف على البحر الأحمر قرب الحديدة في منطقة الزرانيق وقد كانت حدود اليمن قبل غزوها من ابن سعود تمتد إلى نهاية عسير قرب مكة وما تزال الخرائط المحفوظة بكل متاحف العالم توضح تلك الحدود لليمن الذي كان سعيدا قبل دولة مولانا رحمه الله.
أقف في الطعز أمام بدوي جلف يحرس حدود نجران التي أسسها أحد أقيال سبأ حين هجر عاصمته مارب على أثر رؤيا أرعبته فخرج منها ليستقر في واد غير مسكون سماه بإسمه ” نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان” البدوي يحرس أرضا كانت على مدى التاريخ أحد مخاليف اليمن وبعد مسير أيام على أقدام مجروحة حافية في طرق جبلية وصحراوية ومعاناة الجوع والعطش أخاف أن يكتشف هذا البدوي علتي ويقول عد إلى بلدك يا يماني بدوي نجدي يحرس أرضا يملكها سيده الملك السعودي ولا يخطر بباله أنها كانت حتى 30 عاما مضت أرضا يمنية تسكنها قبائل يمنية وايلة ويام وكهلان والمكارمة وجهم التي مازالت تسكن اليمن .
لنجران تاريخ مكتوب بالخط المسند يعود للقرن الثامن ق.م وجد في نقوش معبد الإله المقه في خرائب صرواح يحكي أن نجران تعرضت لحملة عسكرية قاسية من مملكة سبأ خلفت خمسة وأربعين ألف قتيل وثلاثة وستين ألف أسير عندما رفضت قبائل نجران أن تدفع الجزية التي كانت تؤديها سنويا لإله سبأ .
كانت نجران مركزا مهما في طريق البخور ولذلك حرص ملوك سبأ وحمير على استتباب الأمن فيها ولجأوا للقسوة المفرطة لضمان عدم خروج نجران عن طاعتهم فقد كانت كل القوافل العمانية واليمنية سواء تلك المتجهة نحو الشام ومصر أو تلك المتوجهة نحو العراق تتوقف في نجران مما زاد من ثراء وازدهار نجران وقد وصفها بطليموس بأنها المزدحم والكبير وهي دلالة على نشاط المدينة التجاري وأهميتها في تلك العصور القديمة نجران كانت من ضمن “الفيدرالية” السبئية مثلها مثل نهم وخولان اللتين سبق ذكرهما . كانت نجران تحكم ذاتيا وتتبع مأرب سياسيا واقتصاديا وعسكريا عن طريق ضرائب سنوية تدفعها القبائل لمركز الدولة في مارب منذ القرن السادس ق.م .
لا أزال منتظرا الفرج أقف طغزة تحت جبل طغزة الذي تصب فروع الأودية القادمة منه ومن الجوف ومن صعدة في وادي نجران فيمتد الوادي لينتهي في الربع الخالي الذي دفنت رماله وكثبانه العالية حضارات جنات عدن وأشهرها إرم ذات العماد تاريخ يجول في مخيلتي وينسيني جلافة العسكري البدوي الذي يقف أمامي ولكن كيف أنساه ومصيري في يده حسب إتفاقية الطائف التي لم تحترم إلا ما جاء فيها لصالح الملك سعود في امتلاك أرض سبأ وحمير أراه بجلافته وبندقه الجرمل على كتفه واقفا كالوحش فأتذكر الملك اليهودي يوسف أسعد أو ذو نواس الحميري الذي أحرق المؤمنين في الأخدود كما جاء في القرآن الكريم وكما رواها لنا سيدنا الفقيه في كتاب قرية أبو حسن أحرق ذو نواس المؤمنين وعلى رأسهم القديس حارثة أسقف نجران في أخدود جمع فيه كل حطب جبل الطعز ياساتر كيف أعمل لو رفض العسكري البدوي دخولي إلى نجران !! فلن يكون عمله هذا أقل سوءا بالنسبة لي من عمل ذو نواس الحميري إذا منعني البدوي من عرض نفسي على الأطباء أصحاب مولانا الإمام في نجران فلن أعود إلى آنس دون معرفة سر مرضي المجهول ودون علاج وسوف ألعن مرضي واتفاقية الطائف والملكية والجمهورية وسأحرق نفسي كما أحرق ذو نواس اليهودي المؤمنين في أخدود نجران سوف احقد على مولانا الإمام واتفاقية الطائف التي أعطت أرض الجدود وما بباطنها من ثروات لإبن سعود الذي أوفى

قد يعجبك ايضا