زيارة الرئيس للحديدة .. آمال وتطلعات

جمال الظاهري


 - هذا الكلام ليس مزايدة أو تجنيا على منú مارس نهج التهميش تحت مبرر إعطاء الأولوية في خطط التنمية للمحافظات الجنوبية كي تواكب ما كان قائما في المحافظات الشمالية من بنى تحتية
جمال الظاهري –

هذا الكلام ليس مزايدة أو تجنيا على منú مارس نهج التهميش تحت مبرر إعطاء الأولوية في خطط التنمية للمحافظات الجنوبية كي تواكب ما كان قائما في المحافظات الشمالية من بنى تحتية لأنه كان بالإمكان التوفيق بين الأمرين دون إهمال حاجة هذه المنطقة لصالح منطقة أخرى ولو في الحدود الدنيا.

{ لطالما كانت محافظة الحديدة رمزا للدعة والسلام وثقافة التسامح والإيثار والسلوك الوديع المتحضر يستوي في ثقافتها هذه ابن المدينة مع ابن الريف التهامي الممتد على طول الشريط الساحلي للبحر الأحمر.
رسوخ هذه الثقافة ليس حديثا وليس نتاجا لنظام يختلف عن أنظمة متباينة حكمت بقية أقاليم اليمن الأخرى ونتيجة لذلك فإنه حين يذكر حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وآله وسلم عن أهل اليمن بأنهم أرق قوبا وألين أفئدة يتبادر إلى الذهن مباشرة أبناء تهامة لما عرف عنهم من الوداعة والخلق الجم وسعة الصدر ونقاء السريرة والتسامح وهذا الأخير ?التسامح? ربما هو ما جنى عليهم في هذا العصر نتيجة لتبدل المفاهيم واختلال معاني الفضيلة في الوعي المجتمعي الذي تسيد على المفاهيم الراقية فيه مفاهيم نقيضة لما تقره الشرائع والقيم الإنسانية وما اعتز وفاخر به العرب من الصفات.
استهلالي هذا لا يعني أن أبناء تهامة لا يمتلكون القوة والجرأة أو أنهم عاجزون عن مقارعة الظلم والحيف أيا كان مصدره ولا يقول بذلك إلا أحمق وشواهد التاريخ التي نعرفها خير دليل على قوة وصلابة أبناء تهامة في مقارعتهم للعتاة والمتجبرين وما صبرهم وتحملهم للإجحاف والتهميش في العقود الأخيرة إلا نتاج لأخلاقهم المتسامحة وقوة صبر المؤمن الواثق بأن الظلم لا بد زائل وأن الحق مهما طال اغتصابه ومصادرته لا بد وأن يعود.
زيارة الأخ رئيس الجمهورية الأخيرة لمحافظة الحديدة التي وصل إليها قادما من روسيا على خلفية الأحداث الأخيرة التي خلفت عددا من الضحايا تحمل مدلولات كبيرة بحجم الهموم والمشاكل والمظالم التي ترزح تحتها محافظة الحديدة ريفها والحضر هذه الهموم التي زاد تعاظمها عقب قيام الوحدة في 1990م لأنها ومنذ هذا التاريخ همشت وانتقص دورها وأهملت مشاريعها التنموية لصالح شقيقتيها عدن والمكلا اللتين حازتا على الأولوية في مشاريع البنى التحتية والتنموية.
هذا الكلام ليس مزايدة أو تجنيا على منú مارس نهج التهميش تحت مبرر إعطاء الأولوية في خطط التنمية للمحافظات الجنوبية كي تواكب ما كان قائما في المحافظات الشمالية من بنى تحتية لأنه كان بالإمكان التوفيق بين الأمرين دون إهمال حاجة هذه المنطقة لصالح منطقة أخرى ولو في الحدود الدنيا.
من عرف الحديدة في الثمانينيات وحتى بداية التسعينيات يدرك هذه الحقيقة ويدرك فداحة ما آل إليه وضع ?عروس البحر الأحمر? الحديدة من ترد نتيجة الإهمال والحرمان والتجاهل لمنفذ اليمن الغربي على العالم وكأن الحياة قد توقفت بها وما إعلان ميلاد الوحدة بالنسبة لهذه المحافظة إلا إعلان وفاة لها.
وبالعودة إلى زيارة رئيس الجمهورية لمحافظة الحديدة في خضم ما تعانيه البلاد من مشاكل فلا يسعنا إلا أن نتفاءل ونعقد الآمال على أن تكون هذه الزيارة نافذة أمل تفتح الطريق لاستعادة مكانتها ودورها الريادي والهام كأحد ركائز التقدم والنماء للوطن من أقصاه إلى أقصاه.

قد يعجبك ايضا