الرئيس واستحضار أهمية مخرجات الحوار
كتب : المحرر السياسي

كتب : المحرر السياسي –
مع إطلاق صافرة البداية لمرحلة جديدة من الحوار الوطني بإعلان قوام فرق العمل التسع يكون مؤتمر الحوار قد دخل في البدايات الحقيقية لتشخيص الأزمة اليمنية وإيجاد الحلول الناجعة لمجمل تداعياتها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية حيث جاءت تأكيدات الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية – رئيس مؤتمر الحوار الوطني وهو يدشن هذه المرحلة تصب جميعها في أهمية المسؤولية الاستثنائية التي يعلق عليها الشعب كبير الأمل في إنجاز التسوية السياسية والخروج بالوطن إلى شواطئ الأمان .. وهي نفس التطلعات التي تستبد بالأسرة الإقليمية والدولية خاصة وهي ترقب مجريات الحوار الوطني بالنظر إلى مصالحها المرتبطة باستقرار هذا البلد الذي يطل على أهم ممرات الملاحة الدولية .
لقد حددت كلمة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يرأس الجلسة السابعة لمؤتمر الحوار وبوضح كامل خطوط وملامح خارطة الطريق المستقبلي أمام اليمنيين الذين أبهروا العالم باصطفافهم غير المسبوق تجاه تغليب منطق الحوار وهو أمر يلقي بتبعات إضافية على المتحاورين في أن يتمثلوا جسامة هذه المرحلة التاريخية بكل ما تحمله من دلالات ومؤشرات أشار إليها الأخ رئيس الجمهورية باعتبارها لحظات فاصلة في حياة المجتمع اليمني الذي عليه واجب الانتصار لقيم التحول الحضاري والمتغير الموضوعي الذي شهدته ساحات التغيير على مستوى الوطن كلهö خلال الفترة المنصرمة أو الذهاب إلى متاريس الاقتتال والعنف والتشظى.
أن ثمة سمات إضافية لمدلول خطاب الرئيس هادي في هذه اللحظات الاستثنائية من تاريخ اليمن المعاصر تكمن في قدرتهö على شد جميع الأطراف إلى ضرورة التخلص من الماضي والانشداد إلى المستقبل والعمل بروح الوفاق والتوافق داخل مفاعيل مؤتمر الحوار الوطني بإنجاز مشروع النهوض الحضاري الذي لا خيار أمام اليمنيين غير القبول بأدواتهö ملاذا أمنا لصياغة عقد اجتماعي جديد يجسد حقيقة التوحد في إطار التعدد وإطلاق قدرات الإنسان اليمني بصورة تتفق وإمكاناته المهدورة للاستفادة من عبقرية المكان الذي تتمتع بهö اليمن وبصفة تكاد تكون متفردة على مستوى دول المنطقة والعالم .
صحيح أن هناك تحديات ستواجه مراحل الحوار الوطني ولكن كل الثقة بأن أعضاء هذه اللجان لابد وأن يتحلوا بقدر كبير من المسؤولية والجلد والتحمل فضلا عن الشفافية والثقة بالأخر.. وبأن تكون التكوينات الحزبية والجهوية عامل دعم لمجريات هذا الحوار حتى يتمكن الجميع من وضع رؤية موضوعية تضع اليمن على عتبات القرن الواحد والعشرين كما أكد على ذلك الرئيس عبدربه منصور هادي وهو يشير إلى قدرة القوى الوطنية في استلهام هذه التحديات وتجاوز عثراتها وصياغة المستقبل المنشود على أسس جدية من العدل والحرية والمساواة واحترام حقوق الإنسان وعلى مبادئ الحكم الرشيد وسيادة النظام والقانون .. وهو ما يتطلب من القوى – بدرجة أساس – من القوى داخل معترك الحوار الحضاري تناسي الاختلافات وإدارة حوار بناء وشفاف في إتجاه صياغة المستقبل الذي يتطلع إليه أبناء الوطن في الداخل والخارج والمنطقة والعالم من حولنا .
ومن هذه المنطلقات جاءت مضامين كلمة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي مستجيبة لنبض الشارع وملبية للطموحات في التشديد على أهمية هذه المرحلة ليس في سياقاتها التاريخية فحسب إنما في دلالاتها الوطنية ومقتضيات مصلحة أمن واستقرار وتطور الشعب اليمني ولذلك لم يكن مستغربا أن يستحضر الأخ رئيس الجمهورية شواهد التاريخ ووقائع الحاضر متسلحا بصدقية الطرح لتحفيز النخب على أن تكون عند مستوى هذه الاستحقاق الوطني والتاريخي بامتياز والذي لا يقبل الفشل بأي حال من الأحوال .
