مصر‮.. ‬دموع الثورة‮!!‬

أحمد عبدالله الشاوش

 - بعد مرور سنتين من ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮ ‬2011م ما‮ ‬يزال المشهد المصري‮ ‬مرعبا وأكثر ضبابية بتجدد العنف وعلو الصرخات والنياح وانهمار الدموع‮ ‬فالحرائق المشتعلة في‮ ‬كل مكان ودماء الشهداء والجرحى هي‮ ‬العنوان البشع والحالة المرعبة للشعب المصري‮ ‬و
أحمد عبدالله الشاوش –
بعد مرور سنتين من ثورة‮ ‬25‮ ‬يناير‮ ‬2011م ما‮ ‬يزال المشهد المصري‮ ‬مرعبا وأكثر ضبابية بتجدد العنف وعلو الصرخات والنياح وانهمار الدموع‮ ‬فالحرائق المشتعلة في‮ ‬كل مكان ودماء الشهداء والجرحى هي‮ ‬العنوان البشع والحالة المرعبة للشعب المصري‮ ‬وأبناء الأمة العربية والمآسي‮ ‬والأحزان حلت محل الأفراح والسكينة والخوف والصمت خيم على الكثير وصارت الآمال والأحلام أشبه بسراب وأصبح الاحتكام إلى الشارع بديلا عن الدستور‮ ‬غير المتوازن والقانون هو نتاج طبيعي‮ ‬لحالة الفوضى السياسية وعدم تحكيم العقل كما أن الحماقة والإفراط في‮ ‬التوازن ساعد على اشتعال الموقف‮ ‬فالإخوان المسلمون الذين خدمتهم الظروف وحالفهم الحظ وسلبوا العقول والألباب أثناء الثورة بوسائلهم العجيبة التي‮ ‬أوصلتهم إلى السلطة وأدت إلى تربع الدكتور مرسي‮ ‬على عرش مصر بانتخابات حرة شهد العالم بنزاهتها ورغم ذلك فإن بعضا‮ ‬من الشعب المصري‮ ‬ما‮ ‬يزال‮ ‬ينظر إلى أن مرسي‮ ‬أسير للجماعة في‮ ‬كل شاردة وواردة مما جعله‮ ‬يتخذ قرارات صعقت الكثير من الطيف السياسي‮ ‬المصري‮ ‬الذي‮ ‬يرى أنها في‮ ‬خدمة الجماعة وليس شعب مصر وأن مرسي‮ ‬ما‮ ‬يزال‮ ‬يعيش بعقلية أمير الجماعة وأنه وجماعته لم‮ ‬يحرروا من آلام الماضي‮ ‬وما تعرضوا له من تعذيب واعتقالات وسجون وعنف ومضايقات مؤلمة جدا‮ ‬وبدون التسامح ونسيان آلام الماضي‮ ‬لم ولن تستقر مصر ولا تياراتها السياسية‮ ‬فلابد من التسامح والتضحيات لتعزيز الثقة والمصالحة حتى تستقر مصر أرضا وإنسانا فوثيقة الأزهر الشريف هي‮ ‬البداية الحقيقية لبلوغ‮ ‬المرام وتفويت الفرصة على تجار الأوطان‮.‬
مشهد مرعب وجريمة نكراء وامتهان كرامة إنسان كرمه الله على سائر مخلوقاته‮ ‬ذلك المشهد المفزع الذي‮ ‬نقلته لنا بعض الفضائيات المصرية وغيرها بقيام شرطة الأمن المركزي‮ ‬المصري‮ ‬بالاعتداء على المواطن حمادة صابر وضربه بالهراوات وبطحه أرضا وتجريده من ملابسه عاريا كما خلقه الله أمام مبنى الاتحادية عند التظاهر وسحبه وركله بصورة بعيدة عن أي‮ ‬قيم دينية أو إنسانية وفي‮ ‬تجاوز للدستور والقوانين التي‮ ‬تلزم رجال الشرطة باحترام إنسانية الإنسان وكرامته وتقديمه إلى الجهات المختصة في‮ ‬حالة تجاوز القوانين‮.. ‬المشهد مروع ولم نر مثيلا له إلا في‮ ‬معتقلات أبوغريب بالعراق على‮ ‬يد بعض الجنود الأمريكيين المجردين من الإنسانية وما أثار حفيظة المجتمع المصري‮ ‬هو رد وزير الداخلية بأن ذلك تصرف فردي‮ ‬وبأنه‮ ‬يشعر بالاستياء وأن النيابة استجوبت المجني‮ ‬عليه‮!! ‬في‮ ‬حين أن الذين اعتدوا عليه عدد كبير من الجنود الذين تنضلوا عن خدمة الشعب وتعبر عن الحقد والكراهية والتعبئة الخاطئة لبعض رجال الشرطة في‮ ‬حين أن الكثير منهم مثال للأخلاق والالتزام‮ ‬فتحية للإعلام الشاهد الوحيد في‮ ‬نقل هذا المشهد المرعب حتى‮ ‬ينال المسيء عقابه‮.‬

قد يعجبك ايضا