دبات الكوثر« المستبدلة‮ .. ‬أوبئة متنقلة‮.. ‬ورقابة‮ ‬غائبة

تحقيقهشام المحيا


تحقيق/هشام المحيا –

في‮ ‬ظل الأزمة التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها اليمن من شح في‮ ‬المياه جاءت محطات المياه‮ (‬الكوثر‮) ‬لتغطي‮ ‬بعض احتياجات المواطنين إلا أن هذه الخدمة ظاهرها الرحمة وباطنها الخراب فعملية استبدال العبوات وعدم تنظيفها من قبل أصحاب المحطات‮ ‬يسبب الكثير من الأمراض وتصبح دبات الكوثر وعاء لنقل الفيروسات والأمراض على اختلاف أنواعها‮.. ‬ورغم التحذيرات من الباحثين والمهتمين من كارثة صحية إلا أن الجهات الرسمية لا حس فيها ولا خبر‮.‬
‮(‬دبات الكوثر‮) ‬عنوان لكارثة صحية قادمة إن لم‮ ‬يتنبه لها المواطن والدولة‮.. ‬والتحقيق التالي‮ ‬يوضح تفاصيلها‮:‬

‮< ‬تمر‮ (‬دبات الكوثر‮) ‬بالعديد من المراحل حتى‮ ‬يتم إöشباعها بالجراثيم والفيروسات فهي‮ ‬تخرج من المحطة إلى المستهلك وتوزع المياه التي‮ ‬تدعى‮ »‬صالحة للشرب‮« ‬إلى المحلات والبيوت على سيارات مكشوفة بطريقة مخالفة لاشتراطات النقل حيث تتعرض عبواتها البلاستيكية لحرارة الشمس مما‮ ‬يؤدي‮ ‬إلى تغير طعم ورائحة الماء‮.‬
كما أنها تتعرض للأتربة أثناء تنقلها من منطقة إلى أخرى فتكتسب اللون الأصفر ويعاد تعبئتها أكثر من مرة لتصل المياه في‮ ‬النهاية إلى المستهلك مسببة له المرض‮ ‬أما المرحلة الثانية فيستخدمها المواطن بطريقة‮ ‬غير صحيحة مثل الشرب من رأس العبوة وهو ما‮ ‬يسبب نقل بعض الأمراض والفيروسات وتبقى مفتوحة سواء في‮ ‬المحلات أو المنازل والمحطات والناقلات مما‮ ‬يعرضها لجميع أنواع الملوثات المرئية وغيرها وعوادم السيارات والروائح المنبعثة من أجواء الطرق ومخلفات العواصف الرملية‮ ‬وتصل أخيرا‮ ‬إلى المحطة لتضفي‮ ‬إليها النكهة إما بقليل من البترول أو الصابون أو‮ ‬غير ذلك‮ ‬ويتم تجاهل الرمل والإخضرار داخل الأوعية ربما لا عتبارها علامة للجودة عندهم‮ ‬فيما هي‮ ‬دليل‮ (‬تعفن‮)‬
غياب الاهتمام
عندما تغيب الأمانة ويعمل الناس لأجل المال دون الاهتمام بالمستهلك‮ ‬هنا فقط تحل الكارثة‮.. ‬إذ‮ ‬يمكن أن‮ ‬يصاب المواطن اليمني‮ ‬بالعديد من الأمراض دون أن‮ ‬يعلم سبب الإصابة‮ ‬فغياب الضمير الحي‮ ‬عند بعض أصحاب المحطات وضعف الرقابة من قبل الجهات ذات العلاقة وعدم وعي‮ ‬المواطن بحجم الكارثة كل هذا‮ ‬يجعل من‮ »‬دبات الكوثر المستبدلة‮« ‬حامل الألم لا الأمل‮.‬
المواطن عبدالله أحمد‮ ‬يشكو من‮ ‬غياب الرقابة على المحطات فهي‮ ‬لا تقوم بتنظيف العبوات العائدة إليها ويؤكد أن الماء وصل إليه أكثر من مرة بألوان وروائح مختلفة فمرة برائحة البترول وأخرى بالصابون ويضيف لست الوحيد الذي‮ ‬يشكو فأغلب الحارة‮ ‬يعانون من نفس المشكلة وتم نقاشها أكثر من مرة في‮ ‬جلسات المقيل ويقترح حلا بأن تلغى قاعدة الاستبدال فهو الحل الوحيد والمناسب حد وصفه‮.‬
الشاب أمين الجنيد‮ ‬يؤكد الكلام السابق ويؤكد أنه‮ ‬يواجه نفس المشاكل التي‮ ‬يعاني‮ ‬منها المستهلك الآخر ويرى بأن انعدام المسؤولية عند عمال المحطات هو السبب‮.‬
الحاجة هندية وجدتها بالصدفة في‮ أحد المحلات طلبت ماء كوثر فئة‮ ‬5‮ ‬لتر ولأن العطش قد أنهكها استعجلت بشرب الماء فتفاجأت بها وهي‮ ‬تمجه بسرعة وتدعو على كل من في‮ ‬المحل رغم أنه لا ذنب لنا كزوار للمكان الذي‮ ‬أغضبها هو طعم كريه للغاية لم تستطع وصفه حسب قولها‮.‬
عبدالله الأديب حاول أن‮ ‬يجد مصدر دخل فما كان أمامه إلا أن‮ ‬يشتري‮ ‬عددا من دبات الكوثر ويقوم بتوزيعها في‮ ‬البيوت إلا أن فكرته لم تنجح فأصحاب المنازل‮ ‬يرجعونها في‮ ‬اليوم التال

قد يعجبك ايضا