د. سيد مصطفى سالم.. عذرا ياسيدي!!
محمد الغربي عمران
محمد الغربي عمران –
> لم يكن لي إلا أن أقرأ على صفحات الصحف أن جامعة صنعاء كرمت الأستاذ الدكتور سيد مصطفى سالم.. وأجزم بأن الكثير من طلابه قد علموا مثلي بعد فوات الأوان بهذا التكريم.
وأنا ممن تتلمذ على يدي هذا الإنسان واسع الثقافة والمعرفة شامل التخصص في التاريخ المعاصر والحديث.. ولا أعني بالتتلمذ ما سمعته وما قرأته عنه.. بل ما أكتسبته من طباع وأسلوب تعامل.. وطريقة تفكير وأبجدية نظرته للوجود.. إن الإنسان سيد مصطفى سالم ذو روح خلاقة .. ومزاج إنساني سام.. ولذلك يحضر معي .. بوجودي وسط أسرتي أصدقائي زملائي.. يحضر كقيمة أستشف مما تعلمته منه في فن الحياة وطلب العلم والخلق الإبداعي.. وهو القائل ” لا تدع المادة تسيطر عليك.. سيطر عليها” والقائل ” حين تكتب لا تنقل واسأل نفسك أين بصمتك وما تضيفه إلى ما كتبت¿” جملا كثيرة أحفظها وتحضرني أثناء كتاباتي للقصة أو عند إعداد وصياغة بحث.. أو كتابة رواية.
أتمثله حين أسرد تجربتي الأدبية أو قراءة ملخص لمقال أو ورقة نقدية.. بذلك الصوت الهادئ والحنون.. وبالنظر إلى عيون من في القاعة.. هكذا كان يأسرنا في محاضراته بكلية الآداب جامعة صنعاء قسم التاريخ.. وفي مرحلة تمهيدي ماجستير تاريخ معاصر.
ولذلك نستحضر ذلك الهرم العظيم من الأخلاق والسمو.. نستحضره مقلدين أسلوبه الراقي في التعامل مع الأصغر سنا ومع الأقران.. أنا لا أتحدث عن غزارة علمه واتساع معارفه ولا عن أثر كتبه التي كانت مقرره علينا ولا زالت ضمن أهم الكتب في مكتبتي حتى اليوم. أنا أتحدث عن سمات جمال أخلاق اكتسبناها عنه .. ولا أتحدث عن يمنيته وهو الذي لا يؤمن إلا بالإنسانية وطنا وهكذا العظماء.. متمثلا بقول الرسول الكريم”كلكم لآدم وأدم من تراب”
فهل غفرت لنا يامن تحملك حدقات أعيننا. وهل بحثت لنا عن مبرر لغيابنا يامن نستحضر سجاياك الفريدة ونعيشها في كل لحظه.
شكرا لمصر الكنانة.. وشكرا لقلبك الذي يتسع لأكثر من كوكب..وشكرا لعقلك الذي أزهر في عقولنا شموسا وأقمارا.
وعذرا إن لم نتشرف بالحضور في يوم تكريمكم لأننا لم نعرف إلا بعد فوات الأوان.. هي قبله على جبينك الشاهق.. ولقلبك المليء بالحب والجمال.. ولعقلك النير .
عذرا ياسيدي فأنت الإكتمال ونحن النقص.. وأنت المنهل والمتفضل دوما.. ونحن إلى بهائك أحوج.
شكرا لمن فكروا بتلك الفعالية التي أثلجت صدورنا لما سمعنا وقرأنا عناها.. شكرا لمن نفذوها فهي تعبر عن كل محبيك من زملاء العمل والأصدقاء ومن طلابك الذين يعيشون في فيض عطائك ما حيوا..
دمت بخير وربنا يرعاك.