كأني أجن !!
عبدالمجيد التركي
عبدالمجيد التركي –
أرى الآن أفئدة تتدفــق من حزن هذي الكمنجة أشياء لم يرها كاهن أو يلم بكلö تفاصيلها شاعر يتهجى قصائده ومواجعه.. إن هذي المواويل كانت أنينا تجسد حتى غدا غـصة تتمدد بين السماواتö والأرضö مثل الندى لا يراه سوى الورد والصبح حين يدق على كلö نافذة قطعتú ليلها في مناجاةö نافذة أغلق البـعد أزرارها وطوتها المسافات والليل والأسئلةú.
• • •
أرى وردة خدشتú نفسها لتشم شذاها.. لماذا إذا واجهتني المرايا تـريني سواي إذا كتـبـتني القصائد في كلö سطر أرى وجعا كلما جف حبري تندى وسال.. توجـه وجهي إليكö ولكن قلبي له وجهة ليس فيها نظرú .
• • •
أرى الآن ما لا يرى.. أرى الليل يبحث عن شمعة تحمل الهم عنه قليلا ليدخل في حلم لا تـكدöره الظلمات كأني أجن.. قد ارتفعت حجب جمة مذ بدأت كتابة هذي الحروف وصرت أرى سحبا تشرب الماء والماء يحبل بالظمأ المستدير فتورق في قاع بئر السراب الحصى..
• • •
يا إلهي: توقف في كلö هذي التقاويم وقتي أنام وبي قلق أن أنام بلا حلم أصبحت ساحة الحلمö بيضاء من غير سوء سواي توشحت الجنيات بأثدائها واستعار الذي كان يسترق السمع نظارة كي يرى ما أرى.
• • •
(إذا فرقتنا المسافات تجمعنا الذكريات)…..
كأني قرأت العبارة أعلاه في صدر شاحنة حين كنا معا نتقاسم خبز مشيئتنا ونلوöن أحلامنا في شوارع صنعاء هل تذكرين: عبرنا حدود الصداقة في لحظة وانتقلنا إلى جنة عرضها مثل شوقö المرايا إلينا وما زال يسألكö البـن عن رغبتي فيه عن رغبتي فيك عن رغبتي في احتساء الجنون..
• • •
هنا صنمان يكادان أن يستجيبا إذا دعيا.. هل تذكرتö كنا نصلöي وكانت تؤمöن كل الزوايا سأدنو لكي تستجيب السماوات أدعيتي إنني ساجد تلك تسبيحتي ولساني الذي لا يكف وهذي يدي تتهجاكö ترقيك من كلö حمى وكلö حميـا سيسألني الله عن وجعي كيف عاقرتــه عن أصابعي المتخمات بذاكرة ليس تنسى.