دردسه !
عبد الرحمن بجاش
عبد الرحمن بجاش –
لا بأس أن نهدئ اللعبة قليلا وننآى بأنفسنا عن الهم العام في هذه اللحظة ( مؤتمر الحوار ) الذي أهم ملاحظه عليه أن وجوها جديدة قفزت إلى المقدمة نتمنى ألا تعمل الوجوه القديمة على إزاحتها من المشهد بالعمل على إفشالها خاصة والرموت كونترول ربما يتدخل من خارج القاعة وهنا مصيبة هذه البلاد .. ما علينا .. !.
الأردن دولة صغيرة لا موارد لها فعمدت إلى استثمار الثروة الأهم ( الإنسان ) فسخرت كل إمكاناتها للارتفاع بقدرته فاهلت ودربت وبعثت وحاسبت حتى صار الأردني الكفؤ يشار إليه بالبنان! ولأن الأمر كذلك فهم يهتمون بالتعليم فيطورون وسائلهم تبعا للتطور الحادث في الكون ويزيدون في الابتكار ويتيحون للمبدعين مجالا للتحرك واثبات الذات .
التلقين آفة التعليم في هذه البلاد ونحن ورثناها عن طرق التعليم التقليدية في أم العرب مصر .. ونخرج من المدارس كالآلات لا روح ولا إبداع بسبب التلقين وإلغاء ملكة الإبداع بالقضاء على روح المبادرة!, التلقين والحفظ يقتلان الإنسان في هذه البلاد وفي عموم العالم العربي .. وننتقل إلى جامعاتنا فنجد أمامنا ( الملازم ) فأما أن تحفظ كلها أو فأنت ( راسب ) كما هدد مدرس في قسم الاجتماع بجامعة صنعاء طلبته أول العام ( إذا زاد أحدكم أو نقص ) حرفا عن هذه الملزمة فليعتبر نفسه راسبا! .
في الأردن يبتكرون يطورون لان لا مجال أمامهم غير الإنسان فإذا لم يواكب مات جوعا وماتت بعده البلاد !! التلقين يؤدي إلى الملل والملل أدى إلى أن الطالب في المدرسة (كره) المدرس والكتاب وكل ماله علاقة بالتعليم لذلك بدأوا بابتكار ما أسموه بـ(دردسه) بالسين وليس بالشين! وما فهمته أن المعادلة قلبت رأسا على عقب فالفصل تحول إلى مكان للمذاكرة والقيام بالواجب فالمدرس يحدد الدرس خلال ثوان وعلى الطالب أن يبحر في الانترنت وفي الصباح التالي يأتي أمام المدرس وعلى السبورة يحل الواجب!, انتقل الصف المدرسي إلى البيت وصار الطالب مدرس نفسه وهذا أدى إلى إشاعة روح جديدة لدى الطلبة فلم يعد معظمهم يهرب من الحصة!, في هذه البلاد مبدعون لكن المخرب غلب ألف عمار الدكتور نبيل احمد حسن وهو مدرس بجامعة تعز يقول لي : اختبر طلبتي بطريقة جديدة حيث أقسمهم مجموعات بالتساوي واترك كلا منهم يسال الآخر وأنا اشرف من سيعمم التجربة بل بالعكس تجد ألف مخرب يغلب مليون عمار !! وفي السويد وصل التعليم إلى المدارس المفتوحة حيث مدارس بلا أسوار ليشعر الطالب انه جزء من المجتمع ولأنه يدرس بواسطة هذه النعمة (النت) فلم يعد يهرب ولا يكره المدرس والسبورة, صار والمدرس أصدقاء .. متى¿