برنامجـك الرمضـــانــي..اختيــــــار عمــــــرك الجديـــــد

تحقيقاسماء البزاز


تحقيق/اسماء البزاز –
كم من أيام تمر وسنوات تمضي وعقود تهدر في حياتنا ولكن ما أن يأتي هذا الشهر الفضيل حتى تتوقف عقارب الزمن أمامه وتولد الأقدار من جديد وبها توضع الموازين إما شقي أو سعيد وفيه من قدسية الأيام وعظمة الليالي ما إن تظفر بها لكأنك ملكت الدنيا بحذافيرها وتدانت أمامك قصور وتيجان الشرق والغرب وفي نفسك من السعادة والرضا لو علöم ملوك الدنيا مداها لقاتلوك عليها.. ولهذا فبرنامجك الرمضاني هو اختيار للمستقبل الذي تتمناه والعيش الذي ترنو المسألة إليه ولله أن يثبتك بقدر ما رجوت وخير ما صنعت والله خير المحسنين.
نماذج رائعة من الشباب جعلوا من هذا الشهر منطلقا للتغيير الذاتي ونقطة تحول إيجابية في حياتهم من خلال التخطيط السليم واستغلال أوقاتهم لتحقيق أعلى قدر من الفائدة هكذا فعل أسامة الذيفاني طالب عندما وضع جدولا زمنيا قسم من خلاله وقت شهر رمضان بين العبادة والعمل.
يقول أسامة: قسمت وقتي إلى جدول صارم فمن الساعة العاشرة حتى الثالثة عصرا في أداء أعمالي المنوطة بي وفترة ما بين العصر والمغرب قراءة القرآن وتفسير بعض الأحزاب القرآنية الإفطار جماعي في المسجد مع تقديم بعض وجبات الإفطار للفقراء والمساكين لأن من أفطر صائما كتب له كأجر صيامه – الحرص على حضور الحلقات القرآنية ومجالس الذكر والمحاضرات الدينية الحرص على أداء صلاة الجماعة سواء في الفروض أو النوافل صلة الأرحام والانخراط في الأعمال الطوعية والخيرية وفي نهاية كل أسبوع نشكل حلقة مدارسة ومراجعة لتقييم الأعمال التي قمنا بأدائها ثم الترتيب لأعمال أخرى وهكذا أسبوعيا لعل الله أن يقبلنا في زمرة عباده المخلصين ولعل الله أن يجعل رمضان مفتاحا لكل خير في حياتنا وبهذه الطاعات نتقرب إلى الله.
تخيل
في تلك الليالي التي يعتق الله فيها عباده من النار وينزل عليهم رحمته ومغفرته ويخط لهم مقادير عمر جديد بينما أنت تلهو وتفسد ما بين متابعة المسلسلات والبرامج غير الهادفة والتي تصرف الناس في هذا الشهر عن أمور دينهم وعقيدتهم وبين الفحش من القول والغيبة والنميمة والسهرات لقبيل الفجر في ما لا يرضي الله ولا رسوله!! وماذا بعد¿ ترجو خيرا .. رزقا – صحة وعافية – إصلاح الحال والأولاد مستقبلا حافلا بالنجاح والسعادة.. جنة عرضها السماوات والأرض¿!!
بهذا التعجب والاستنكار استهلت التربوية منال الوائلي حديثها حول هذا الموضوع مبينة: يا شباب على وجه التحديد إن المغريات التي تحيط بكم والأخطار التي تحاول النيل منكم كلها تؤدي إلى طمس هويتكم الثقافية والدينية وتجعل منكم فتيلا لأعمالها الإجرامية ولكن سدوا الباب أمام ذلك كله بقوة الإيمان وحلاوة الصبر ولذة الطاعة.. اجعلوا من رمضان منطلقا لحياة جديدة داعين المولى أن يكتب لكم من الأمان والسعادة والرضا والقبول ما لم يخطر على بال وتذكروا قول الشافعي:
تبغي النجاة ولم تسلك مسالكها
إن السفينة لا تجري على اليبس
كحامل لثياب الناس يغسلها
وثوبه غارق في الأوزار والنجس
ما بين الأولويات والمسؤوليات
ومن جهته يوضح مدرب التنمية البشرية عبدالواحد الوصابي أهمية تنظيم الإنسان لوقته وحياته ليسترشف بذلك عوامل النجاح والانضباط والنظام السلوكي والعملي بما يعود عليه بالخير والفائدة معا ويقول: لو أدرك الناس عظمة شهر رمضان وفضله والتغيرات الكونية التي تحدث فيه لاستثمروا كل ساعة منه بل كل دقيقة وثانية فالوقت كان يجمعنا يوما مع أحباب لنا والوقت اليوم يذكرنا بغيابهم ورحيلهم عن الحياة وكأن سنينهم وأعمارهم التي عاشوها إنما لحظات وما أهونها من حياة إن لم تكن في طاعة الله بكل نفس نتنفسه وبكل خطوة نخطوها.
واسترسل الوصابي قائلا: ولهذا يجدر بكل شخص في هذا الشهر أن يضع لنفسه برنامجا خاصا يحدد فيه أولوياته العملية وواجباته ومسؤولياته ثم لينطلق إلى التغذية الروحية والفكرية وعليه من أجل ذلك أن يقسم يومه بين لذة العمل ولذة العبادة مع تجديد النية في كل عمل أو عبادة يقوم بها ليجعل من عمله عبادة ولمبسه عبادة وطعامه عبادة وراحته عبادة لله تعالى «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين».
ويضيف: على المرء أن يقول في قرارة نفسه أولا.. ماذا أريد¿ وما شعاري في رمضان¿ وما هي الدعوات التي أرجو من الله تحقيقها¿ وما المراكز التي أتمنى الوصول إليها¿ حياتك.. عملك.. واقعك.. حال أمتك!! حدد واكتب ذلك في نقاط.. مستزيدا بفعل الخيرات والمواقف الإنسانية كإعانة يتيم أو محتاج تصدق على فقير أو مسكين الإحسان إلى أرملة أو عاجز أو معاق.. وهكذا كن مع الله كما يريد يكن لك الله كما تريد.
طريقك إلى الجنة
أما الداعية طاهر سنان فيقول: لا تستغرب أبدا أن خطتك الرمضانية الخيرة قد تكون طريقك إلى الجنة لأن في هذ

قد يعجبك ايضا