كيف نستقبل شهر رمضان¿

الشيخ رمضان محمد محمد الكيلاني*


الشيخ / رمضان محمد محمد الكيلاني* –
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى , وبعد ,,,
فإن الله تعالى فرض علينا صيام رمضان وقيام ليله أن جعل الله صيام نهاره فريضة وقيام ليله تطوعا, هذا الشهر العظيم أنزل الله فيه القرآن وقال سبحانه (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) سورة البقرة الآية (158) .
أخي المسلم أختي المسلمة أدرك وأغتنم شهر كريم مبارك أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار أترك المعصية فإن الذل كله في معصية الله والعز كله في طاعة الله , ما رأيك أخي المسلم أختي المسلمة في شهر تتفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب النار وتصفد فيه الشياطين وينادي مناد من قبل الله عز وجل (يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر) , شهر ليلة القدر فيه بألف شهر فيجب على كل مسلم ومسلمة أن يستقبل شهر رمضان بالإكثار من ذكر الله والإكثار من تسبيحه والتحميد والتكبير فإن ذكر الله تعالى هو طب القلوب ودواؤها وهو عافية الأبدان وشفاؤها , قال تعالى (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) سورة الرعد الآية (128) , وقال تعالى (والذاكرين الله كثير والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيم) سورة الأحزاب الآية (35) , وقال الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا) سورة الأحزاب الآية (41) , وفي الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم) , نستقبل هذا الشهر بالإكثار من قراءة القرآن والاستماع إليه والعمل به فإن قراءة القرآن لن تبور حيث قال تعالى (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور) سورة فاطر الآية (29) .
لقد بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين يقرأون القرآن ويعملون بما فيه بأنهم خير الناس فقال صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)بشرهم بأن القرآن سيكون شفيعا لهم فقال صلى الله عليه وسلم (إقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) .
علينا أن نجعل رمضان في عامنا هذا صياما حقيقيا لا خيالا لأن الصيام لو كان حقيقة في ما مضى من أعمارنا وتعلمنا في كل عام خصلة واحدة لفضيلة من فضائله لتغير حالنا إلى أحسن حال لكنا ندعو الله أن نفيق , ياللأسف الشديد من ناس في زماننا هذا يعلمون ولا يعملون فعلينا أن نستقبل شهر رمضان هذا العام ونحن عاقدون العزم الأكيد على توبة نصوح وقلب طاهر وألا نقول إلا طيبا وأن نعمل الصالحات وأن يكون سلوكنا حميدا وأن نتحلى بمكارم الأخلاق ففي الصحيحين عن أبن عباس رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن).
وصدق الله إذ يقول (وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله هو خير وأعظم أجرا) سورة المزمل آية (20) .
نستقبل رمضان بتوطين النفس على كل ما يرضي خالقنا من أقوال وأفعال فهو جهاد للنفس بمنعها عن الطعام والشراب وعن الشهوات في نهاره بإخلاص وصدق لا يعلمه إلا الله تعالى لذا جاء في الحديث كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدع طعامه وشرابه من أجلي) .
يا أمة الإسلام يا خير أمة أخرجت للناس لا تفوتوا هذه الفرصة العظيمة على أنفسكم وأنتم تستقبلون مدرسة الله ورياضة الأرواح وقرب من الله تعالى كفانا ما مضى من أعمارنا فما من يوما ينشق فجره إلا وينادي عليك مناد فيقول يا أبن آدم أنا فجر جديد وعلى عملك شهيد فاغتنمني فإني لا أعود إلى يوم القيامة .
وفي هذا كفاية وعلى الله الهداية ,,,
* عضو بعثة الأزهر الشريف في اليمن..

قد يعجبك ايضا