في أربعينية الشهيد اللواء الركن سالم قطن..
إسكندر المريسي
إسكندر المريسي –
ماهو معلوم أن المؤسسة العسكرية اليمنية ليست عديمة ففيها كوادر عسكرية مدربة وعلى قدر عال من التأهيل العلمي وكذلك قيادات بعضها ظاهرة على السطح وبعضها أيضا خلافا لذلك بعيدة عن الأضواء الاعلامية ولعل قائد المنطقة العسكرية الجنوبية اللواء الركن الشهيد سالم علي سالم قطن من بين تلك الكوادر العلمية والعسكرية المؤهلة.
حيث التحق بالسلك العسكري عام 1970م وتدرج في سلم الترقيات العسكرية وحصل على الدرجة العلمية ممثلة بقيادة قوات مشتركة كما تسلسل أيضا في سلم تلك الدرجات وتولى العديد المناصب القيادية في القوات المسلحة اليمنية ففي البداية كان الشهيد قائد فصيلة تابعة للكلية العسكرية تلى ذلك قائد فصيلة مشاة الكلية العسكرية ثم أركان كتيبة وكذلك أيضا ركن تدريب لواء إضافة إلى تحمله عددا غير قليل من المناصب القيادية بدءا من نائب قائد سرية وكذلك عام 1979م تولى الشهيد سالم قطن سرية مشاة تم كتيبة السلام اليمنية في لبنان عام 1977م وذلك في إطار مشاركة اليمن في تنفيذ قرار دول مجلس الجامعة العربية قبل تلك المشاركة بأن يكون هناك قوات عربية لمواجهة الكيان الصهيوني الذي كان يهدد القطر اللبناني بالغزو والاجتياح الذي تم عام 1981م وقد شارك اللواء الشهيد سالم قطن كنائب قائد سرية مشاة كما قلنا خاصة بكتيبة السلام اليمنية في ذلك القطر الشقيق تلى ذلك رئيس عملية لواء في الجيش اليمني ثم أركان حرب لواء وجرى تعيينه أيضا قائد لواء شلال وكان من ضمن العسكريين البارزين أثناء عملية توحيد المؤسسة العسكرية اليمنية على إثر استعادة الشعب اليمني لوحدته الوطنية كما تولى ذلك الشهيد أيضا منصب قائد لواء 115 مشاة وكذلك قائد حرس الحدود المنطقة العسكرية الوسطى تلى ذلك تعيينه قائدا لأحد أهم المحاور العسكرية الخاصة بالجيش اليمني ثم تم تعيين الشهيد اللواء سالم قطن نائيا لرئيس هيئة الأركان العامة لشؤون القوى البشرية وذلك بين عامي 2002م -2012م كما صدر في الآونة الأخيرة قرار جمهوري بتعيين اللواء سالم قطن قائدا للمنطقة العسكرية الجنوبية وقائدا للواء 31 مدرع وقد تقلد الشهيد طيلة حياته العسكرية عددا من الأوسمة والنياشين أهمها وسام الوحدة 22مايو الدرجة الثالثة – وسام الشجاعة – وسام حرب التحرير وكذلك حصل في حياته العسكرية على عدد من الميداليات أهمها ميدالية الذكرى العاشرة للوحدة ثم ميدالية التفوق القتالي وكذلك ميدالية الخدمة العسكرية كما حصل بسبب جهوده العسكرية والبطولية ومكانته في الجيش اليمني على عدد من النياشين والشهادات التقديرية.
كما عرف عنه أيضا انضباط العسكري وتواضعه مع الجنود والضباط وأخلاقه العالية وثقافته الوطنية الوحدوية وأثناء حرب صيف عام 1994م كان سالم قطن في طليعة العسكريين الذين رفضوا قرار الا نفصال وأعلنوا انحيازهم المطلق للوحدة اليمنية من ناحية المبدأ قدر ومصير الشعب اليمني وانتصر ذلك القائد في حربه على أنصار جماعة عبدة الشياطين في أبين وكبد تلك الجماعة المارقة على كل القيم الإنسانية والعدوة اللدودة لتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الخسائر وتمكن من دحرها مما جعلها تنال من تلك الهامة العسكرية في عملية غادرة وجبانة أدت إلى استشهاد ذلك البطل والذي تحيي وزارة الدفاع الذكرى الأربعين لاستشهاده وقد خسر الوطن فعلا كما خسر الجيش اليمني قائدا عسكريا محنكا بحجم ومكانة الشهيد سالم قطن الذي نسأل له من المولى عز وجل الرحمة والغفران وأن يلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان فقد كان رجلا مخلصا لوطنه مدافعا عن عقيدته ووحدة الوطن وسلامة أراضيه.