رجاء .. لا ينقطع الحبل!

جميل مفرح


جميل مفرح –

جميل مفرح
كنت في أحد المجالس أتحدث بحماس شديد وبانتقاد يشبه الامتعاض حول ما آلت إليه أوضاع الوطن من ترد محزن ومعيب في حقنا كيمنيين وكان أكثر حماسي يدور حول فكرة حكومة الوفاق وما مثلته من حبل نجاه للوطن والشعب من عواصف الاعتراك والتأزم والتباين الذي كاد يقد الوطن من أقصاه إلى أقصاه ويضر بكل مصلحة مفترضة ابتداء من مصلحة الفرد أيا وأين كان ووصولا إلى المصلحة العامة للوطن ومقدراته ومنجزاته ..
وركزت حماسي في تلك الجلسة التي كانت بمثابة مأتم أو بكائية على وطن يعز على الجميع على ما انعقد من آمال كبيرة على حكومة الوفاق التي جاءت لتمثل كل الوطن وكل القوى السياسية المختلفة والمتعارضة وهو ما كان يفرض في تخيلات الجميع توقعات إيجابية حول ما كان يمكن أن يوجد في حضور هذه الحكومة وبين أطرافها من علو همة وتنافس في الأداء والمبادرة والمكايدات الفعلية الإيجابية التي من المفترض أن تأخذ بيد الوطن وتحلق به عاليا بعد أن تنتشله في رواكد ومغبات الأزمة التي كانت تحدق به من كل صوب .. كنا نعتقد أن وجود هذه الحكومة فعل ناجح لانتزاع الوطن من إطلاقية الانفراد في تقرير مصيره ولقيادة دفته بما يخدم كل أبنائه ويحقق كامل مصالحه ويرفع من مستوى أداء الحكومة باعتبار أن المتعدد أكثر نجاحا من المنفرد كما هو متعارف عليه.
بالطبع ذلك (العشم) كما يقولون أن التفاؤل ما يزال قائما حتى الساعة والآمال كبيرة في أن تفتح العيون التي أغمضها التنافس أو التكايد السياسي البحت .. غير أن الملاحظات في الواقع المعاش حاليا هي ما تقود إلى الامتعاض والتحسر والتألم .. وحتى لا أذهب بعيدا عما بدأت أروي عنه جاء تعليق أحد الأصدقاء في المجلس المشار إليه مقاطعا بقوة وبامتعاض جاوز امتعاضي مشيرا إلى أن ما أطرحه وأناقش حوله موضوع أو كما وصفه بالضبط (كلام قديم) وأردف متسائلا أين الجديد حكاية حكومة الوفاق هذه حكاية قديمة وقد فات وقتها أين أنت يا أستاذ من الواقع المعاش اليوم¿
ومثل هذا الصديق كثير من الناس سيوجهون ذات السؤال وسأجيب على الجميع وأوكد أن الفصل والحل ومربط الفرس وبر النجاة بيد حكومة الوفاق التي انشغلت عن ما يجب عليها أن تهتم به وذهبت بنفسها بعيدا عن تلبية مطالب وحاجات الوطن الماسة ما أدى إلى ما نعيشه من انعكاسات متوالية وبما تنبي بما هو أسوأ وأضر بالوطن وأهله .. فما نعرفه أن الحكومة في أي نظام حكم على الأرض هي الجهاز التنفيذي للسياسات العامة التي تصب في خدمة الشعب وحل كل ما يمكن أن يسهم في تعثر خدمة من الخدمات الأساسية والثانوية التي تكفل حياة آمنة في مجمل نواصيها ومتطلباتها.
ولكن ما يحدث اليوم بعيد كل البعد عن تأمين أبسط متطلبات الشعب الذي بات مؤخرا يشعر بكونه رقما في المرابحات والمزايدات السياسية وحسب .. ومن هنا فإنه لمن الواجب أن نكرر قولنا وإشاراتنا ودعواتنا لكل الأطراف إلى أن يولوا وجوههم شطر الوطن والشعب بعيدا عن أي مصلحة أو حساب سياسي لأن هذين العنصرين الأساسيين هما بمثابة رأس المال والمكسب في أي عمل سياسي.. وتؤكد أنه لو التفت جهاز الحكومة الموقر إلى ما يهمه ويعنيه من مهام وواجبات لكان الوطن قد تجاوز الكثير من المشكلات والعوائق ..
في الأخير .. لطفا .. عفوا .. رجاء .. إخواننا في الحكومة الوطن في أمس الحاجة إليكم في هذه الفترة .. إنه يناديكم ونحن نشد على أياديكم فإذا لم تكونوا معه وله في ظروف عصيبة كالتي يشهدها اليوم وتثبتوا ولاءكم وحبكم له قبل أي حزب أو توجه أو مصلحة فردية إقصائية أو انتقامية فمتى سيكون ذلك سؤال ليس بيد أحد سواكم أن يجيب عنه وأنتم أهل لذلك متى ما استقامت النوايا والمقاصد والله من وراء المبتغى والمقصد.

قد يعجبك ايضا