مرضى يعيشون قصة البحث عن الطبيب المناوب



– استشاريون: الوضع الصحي لا ينبئ بخير وأخلاقيات المهنة ذهبت أدراج الرياح
– د. زايد عاطف: 50 طبيبا مناوبا يتوزعون في أقسام مستشفي الثورة و6 أشهر توقيف عن العمل للمقصرين

تحقيق / افتكار أحمد القاضي
محمد وهناء ومرضى كثر انتظروا الطبيب المناوب ليريحهم من آلامهم لكنه غادر المكان في تلك اللحظات التي كانوا هم يعاركون الألم وهو لايدري عنهم شيئا ليأتي بعد فوات الآوان يبدو عليه التعب والإرهاق وأطباء يفتون بما ليس لهم به علم ليدخلوا المريض في دوامة لا نهاية لها وربما تكون النهاية غرفة العناية المركزة ومنها الى ثلاجة الموتى.. آهات يطلقها المرضى متى سنجد طبيبا يخاف على صحتنا ويتقي الله فينا¿ وأين الرقيب على الأطباء الذين يتساهلون بأرواحنا¿ قصص واقعية ومآسي حدثت لهؤلاء المرضى نرويها في هذا التحقيق …
محمد يدرس في إحدى الجامعات البريطانية أصيب بضيق تنفس شديد لم يتمكن بعدها من التنفس تم إسعافه إلى المستشفى وهناك استقبله الطبيب المناوب وأجرى له عدة فحوصات منها تخطيط القلب حتى تمكن من التنفس بشكل طبيعي وبعد أن تأكد الطبيب من استقرار حالته قرر خروجه من المستشفى لكن المفاجأة التي كانت لمحمد هو أن الطبيب المناوب أعطاه دواء وايضا أعطاه رقم هاتفه وقال له (بعدما تتحسن حالتك وتتعافى وتصبح %100 اتصل على هذا الرقم وادفع قيمة الدواء «إذا سمحت»).. أما كل ما عمله سابقا فقد كان مجانا ذهل محمد ونظر إلى صديقه وقال له (هذه الإنسانيـــة لم نلمسها في وطننا والأمانة والنظام ربما هو غريب علينا ) فرد عليه صديقه هذه بريطانيــا تقدر قيمة الإنسان حتى لو كان مقيما على أراضيها أما نحن في اليمن فصحة الإنسان لا قيمة لها وفي أحسن الأحوال قد تكون آخر اهتمامات الأطباء والدولة عموما .
قصة أخرى عشتها أنا بنفسي فعندما كنت في زيارة إحدى قريباتي في أحد المستشفيات الحكومية بصنعاء وكانت المرضية مصابة بـ ( الغرغرينة) مرض يصيب شرايين الرجل ..وقد كان اجري لها عملية بتر ساقها وفي ذلك اليوم كانت تعاني من ألم شديد والمرافقون الذين معها لم يتمكنوا من فعل شيئ لأن الطبيب المناوب لم يكن موجودا في تلك اللحظة على الرغم ان الوقت لم يكن متأخرا وبعد أن حضر الطبيب لم يقدم جديدا وأعطاها مهدئا لم يستمر طويلا حتى عادت إلى نفس الحالة وظلت في انتظار طبيبها الخاص الذي أجرى لها العملية لينظر في حالتها وتركتها وهي في حالة انتظار تعد الساعات تلو الأخرى وكم من أمثالها على هذه الحالة .
حسين طفل أدخل (الحضانة) مكان لرعاية الأطفال المواليد الذين لم يكتمل نموهم وكان والده عندما يريد الاطمئنان على صحته ومعرفة حالته يمنع من الدخول بحجة عدم وجود الطبيب المناوب الذي لم يراه منذ ان دخل ابنه الحضانة.
والد محمد يقول ( اضطررت إلى إخراج ابني من الحضانة إلى المنزل بسبب غياب الطبيب المناوب والمشرف على حالته الذي لم أراه قط ولا أدري من اطلق عليه اسم الطبيب المناوب وهو لا ينطبق عليه والمفرض ان يطلق عليه طبيب حسب المزاج .
هناء عاشت مرارة ومعاناة لا تحتمل فعندما كانت ترقد في إحدى المستشفيات الحكومية كان مرافقوها يعانون من عدم وجود الطبيب المناوب الذي كان أما نائما أو برفقة الأطباء في الأقسام الأخرى إلى آخره.
محمد مصلح والد هناء يروي قصة معاناتهم ومعاناة ابنتهم التي كانت تعاني من ورم في الدماغ ويقول ( كانت زوجتي مرافقة لابنتي وهي غير متعلمة وعندما كانت تتألم هنا لا تدري ماذا تعمل وعندما تذهب للممرضات تسأل عن الطبيب في كل مرة يؤكدن لها بأن الطبيب سيأتي بعد قليل وابنتي تعارك الألم ولا حياة لمن تنادي وإذا كانت هناك ممرضة تخاف الله تأتي وتعطيها حقنة مهدئة إما الطبيب إذا تواجد فيكون ذلك آخر الليل ويكون مروره مرور الكرام وهو عابس لايرد على أي استفسار .
عبدالله ..أصيب بلدغة عقرب في رجله وعندما أسعف إلى المستشفى ظل لمدة ثلاث ساعات بانتظار الطبيب المناوب الذي لم يأت رغم وعود المستلمين هناك بأنه سيأتي لكن الساعات مرت دون أن يأتي الطبيب فذهب مرافقو المريض الى المسئول المختص في المستشفى لتقديم شكوى بذلك الطبيب لكن مسئول الفترة المستلم هو الآخر لم يكن متواجدا فغادروا المستشفى وظلوا يبحثون من مكان إلى آخر وحالة المريض تزداد سوءا لتكون النهاية هي بتر رجل المريض بعد أن انتشر السم فيها بالكامل .. فمن يتحمل المسؤولية تجاه مثل هذا الانفلات والإهمال ¿!.
الدكتور أحمد المترب استشاري أمراض القلب يرى بأن الوضع الصحي في بلادنا متدن وان هناك الكثير من الاخطاء التي تحدث في المجال الصحي وليس هناك من يحاسب على ذلك الرقابة ايضا غائبة والطبيب المناوب أرى بانه موضوع مهم وضروري ولابد من مناقشته بشكل واسع وان تكثف حملات إعلامية لهذا الموضوع لأن الذي يحدث في الوقت الحالي بأن ا

قد يعجبك ايضا