التنمية المستدامة

عبدالإله الطلوع

 - البعض ينظر للعمل في مجال التنمية والاستثمار على أنه عمل آني يكتفي بإقامة بعض المشاريع الصغيرة التي تفي بحاجياته الخاصة ولا تلبي متطلبات الصالح العام..!! ويقف عند هذا الحد.. والحقيقة أن العمل في مجال التنمية هو استثمار رائد يشمل مختلف المجالات ولا يقتصر على الاستثمار المالي والاقتصادي وحسب وإنما يشمل الاستثمار الفني والعقلي وغيره من الخطط المرسومة والأعمال الطموحة
عبدالإله الطلوع –
البعض ينظر للعمل في مجال التنمية والاستثمار على أنه عمل آني يكتفي بإقامة بعض المشاريع الصغيرة التي تفي بحاجياته الخاصة ولا تلبي متطلبات الصالح العام..!! ويقف عند هذا الحد.. والحقيقة أن العمل في مجال التنمية هو استثمار رائد يشمل مختلف المجالات ولا يقتصر على الاستثمار المالي والاقتصادي وحسب وإنما يشمل الاستثمار الفني والعقلي وغيره من الخطط المرسومة والأعمال الطموحة والمترجمة في الواقع.
ويعتبر الاستثمار بهذا المعنى الذي طرحناه هنا.. هو ثورة للتغيير والتطوير يتحمل مسؤوليتها الجميع من المشرفين والمتنفذين ورجالات القطاع الخاص والأفراد وحملة الفكر التنويوي والإنساني وكافة المنظمات والأحزاب والجمعيات والهيئات المجتمعية والداخلية ولا يرتبط العمل في مجال التنمية المستدامة بوقت محدود وإنما هو نضال دائم نحو تحقيق الأفضل في مختلف البنى التحتية والركائز الأساسية التي تمثل نقطة الانطلاق للحاق بركب الحضارات المتقدمة في عصرنا الحاضر.
وكل ما نرجوه ونعول عليه اليوم في ظل السياسات والتوجهات العامة التي ترسمها الدولة وفي ظل الانفتاح الخارجي والمزايا الاستثمارية الممنوحة لكل المستثمرين اليمنيين وغيرهم.. هو أن نعمل على إنجاح تلك السياسات ونساعد على تطويرها من خلال تقديم الجديد في المشاريع وفي الفكر الاستثماري وبما يتناسب مع الفرص الموجودة والإمكانات المتاحة في بلادنا خصوصا في مجال الاستثمار الزراعي والسمكي ولإقامة المصانع الإنتاجية والتحويلية والاستفادة من تجارب الآخرين في كثير من البلدان التي استطاعت أن تحقق النجاحات خلال فترات وجيزة ومحدودة.
كلنا اليوم بحاجة -سواء كنا أكاديميين في المؤسسات التربوية والجامعية أو أصحاب رؤوس أموال في القطاع الخاص والمختلط أو مشرفين ومتنفذين في القطاع العام أو آخرين في قطاعات مجتمعية وحزبية- إلى تغيير المفاهيم السطحية حول ماهية الاستثمار الحقيقي وطرقه وأساليبه وكيف يمكن أن نوجد قاعدة متينة نستند عليها لصنع مختلف البنى التحتية ولإحداث نهضة نوعية ومتكاملة في جميع المجالات.
ولكي نكون قادرين على ذلك فلابد من استثمار مختلف الطاقات الإبداعية والشبابية والالتزام بواجبات وشروط التدريب والتأهيل لمختلف الكوادر البشرية العاملة.
وبذلك فإن الحديث عن التنمية المستدامة هو حديث عن حراك الواقع اليومي وما فيه من القدرات والطاقات الإنتاجية والخطط التغييرية التي تصنع لنا ولبلادنا المستقبل الأفضل وهو عمل تنموي يحتاج إلى وعي شامل وإلى نظرة مشتركة وجادة من قبل الجميع.

قد يعجبك ايضا