كريم دليا بريتيا¿¿!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش –
{.. العبارة بالروسية وكتبتها بالعربية وترجمتها صابون حلاقة أو كريم افهموها كيفما تريدون بالعربي أو بالروسي أو بالإنجليزي إن شئتم إذ مررت على البقالة لطلب الصابون لذقني لأشاهد بلمح البصر عبوة صغيرة أنيقة العبارة عليها بالروسية والإنجليزية فابتسمت واشتريت رحت أردد كذاك الذي خرج من الحمام عاريا يجري ويصرخ: وجدتها!!
الروس قادمون إذا!! وقد قالها كيسنجر لئيم السياسة أو داهيتها لا فرق : روسيا ستعود دولة عظيمة!!
أن ترى صناعة أية دولة في السوق فيعني أن تلك الدولة قادمة ولن نمثل بالصين فشعار هسياو بينج : ليس المهم لون القطة المهم أنها تأكل الفئران تراه في العالم كله آثار دولة أو أمة تتقدم!!
فتحت العبوة لتنتشر رائحتها لأتأكد من مواصفاتها كأية صناعة عالمية إلى عهد قريب كلما قال زميل : متى ستعود روسيا أقول : حين ترى صناعتها المدنية وليس أسلحتها الحربية!! وإلى عهد قريب طالما تندر الآخرون بالقول إن اليابان تشتري بقايا السيارات الفولجا الروسية والزل لتعيد صهر كتل الحديد ومقابل كل سيارة سيارات عشر!! وإلى عهد قريب وصف الروس بأنهم قبائل أوروبا منافسين الطليان على ذلك ونسي العالم أن أكثر الاختراعات روسية استطاعت المخابرات الغربية سرقتها لتنتجها معاملها ومصانعها.
روسيا وريث الاتحاد السوفيتي العملاق الذي ذهب مع الريح بسبب حزبه الذي تحول إلى آلة صماء عملاقة وبشرها تحولوا لحظتها إلى مجرد مسامير في تلك الآلة الرهيبة!!
ليس عبثا أن ينشئ بوتين المتهم بالديكتاتورية منظمة للشباب يجري اختيار أعضائها عبر شروط قاسية جدا ومن ذوي الأعمار الصغيرة يعاد تأهيلهم تحت شعار الولاء المطلق لروسيا ويعاد إطلاقهم إلى الواقع كاحتياط بشري لروسيا القادمة.
وانظر فهنا الفرق بيننا وبين تلك الشعوب نحن بلا مشاريع وهم هناك منú يعيد تربيتهم تحت هيمنة الدستور والقانون وسيادة العلم ونحن في تخلفنا نسبح يولى علينا كيفما نكون!! انظر إلى المجر أين هي¿ والتشيك والسلوفاك أين أصبحوا¿ ولأنها شعوب تمتلك الخيال فقد اختار التشيكوسلوفاكيون في أول انتخابات بعد تحررهم من هيمنة السوفيت فاسلاف هافل وهو كاتب مسرح وحين حان افتراق التشيك عن السلوفاك قرر أن يتنحى : «لا أريد أن يكتب في صفحة التاريخ أن ذلك حدث وأنا في الحكم» ليعود رئيسا من جديد ويخرج مواطنا من جديد!!
الروس قادمون إذا طالما وكريم الحلاقة الروسي في الأسواق فانتظروهم لنبكي معا على خيبتنا كعرب ويمنيين لم نجد بداية الطريق إلى اللحظة لأن لا زعامة ملهمة ولا حزب ولا نخبة تقود بمشروعها المجتمع لأن لا مشروع!!