خسائر السائ»المطبات« ماركة يمنية بامتياز

استطلاع وتصويرفايز البخاري


استطلاع وتصوير/فايز البخاري –
قين بالجملة.. واللوحات الإرشادية غائبة

كانت أول مرة تنشد لها عيني في منطقة وادي سردد العظيم وأسفل نقيل مناخة حين لم أكن أقطع أكثر من كليومتر إلا وأرى الشحاتين على جنبات الطريق يمدون أكفهم باستجداء عجيب منهم من يفترش الأرض ومنهم من يجلس على كرسي إعاقة – وهم كثر- ليكونوا أشد تأثيرا في من يشاهدهم.. بعد فترة وفي أسفل نقيل بني سلامة بمنطقة آنس على طريق مدينة الشرق يتكرر نفس المشهد وبحسب الجغرافيا المنطقتان تقعان على ارتفاع واحد ومستوى متماثل فتعجبت من ذلك التشابه في التضاريس والعادات السلبية!

لكن مشكلة نصب المطبات وملازمتها لم تقتصر على “الشحاتين ” الذين يعكسون صورة سيئة عن اليمن في مثل تلك الطرقات الرئيسية التي يمر منها الكثير من الزوار الأجانب والوفود الرسمية الخارجية فأصحاب الخضار والفواكه والقات أكثر تسببا في بروز هذه الظاهرة بمختلف مناطق اليمن دون استثناء.. وليس في أمانة العاصمة ولا المدن الرئيسية توجد المطبات التي أرقت السائقين وألقت بالكثير منهم في بحار التهلكة والحوادث الشنيعة بل لا تكاد منطقة في اليمن تخلو من هذا الداء العضال الذي ألم بمختلف البقاع اليمنية وجعل من هذه المشكلة “المطبات” ماركة يمنية مسجلة بامتياز لأنه لا يوجد بلد في العالم يمتلك من المطبات على اختلاف تنوعها مثلما يمتلك اليمن الأمر الذي جعل بلادنا في مصاف الدول المصنعة لهذه الماركة الفريدة.
الكثرة الظاهرة للعيان من المطبات العشوائية التي تنتشر في أرجاء الوطن وكثرة الشكاوى من قبل السائقين والمواطنين كانت الدافع لإجراء هذا الاستطلاع من أجل تسليط الضوء أكثر على هذه المشكلة التي تفاقمت إلى الحد الذي لم يعد بمقدور الناس السكوت عنها وإن كان قد تناولها البعض بصورة أو بأخرى لكنا هنا نتناولها بالتفصيل الدقيق مؤيدين ذلك بالصور المتعددة والمتنوعة التي تنقل وبما لا يدع مجالا للشك الكم الكبير والهائل من المعاناة التي يتجشمها الناس كل يوم على امتداد البلاد بطولها وعرضها حيث تتعدد المطبات بتعدد المبيعات والسلع التي تباع على الطرق فضلا عن إقامة بعضها من أجل منع حوادث الدهس التي يسقط جراءها كل يوم الكثير من الأبرياء الذين يتقدمهم الأطفال والذين يذهبون ضحايا للسائقين المتهورين والطائشين.
ومع أنه بالإمكان القبول بالمطبات في الأماكن المكتظة بالسكان منعا لحوادث الدهس والحد منها إلا انه لا يمكن القبول بها من قبل من يقومون بوضعها من أجل الترويج لمنتجاتهم وسلعهم التي يعرضونها على جوانب الطرقات فنحن نشاهد مطبات في مناطق ينصبها أهلها من أجل بيع القات وأخرى لبيع الثمار كالجوافة والقرع (الدبا) والمانجو والجزر الأحمر والبطاطس والبلس أو التين الشوكي وغير الشوكي والثوم والصعتر والدوم أو ثمرة السدر وغيرها من الثمار التي تنتجها أرضنا الطيبة ويعرضها أهلها بطريقة تؤذي الآخرين لاعتقادهم الخاطئ أن الناس لن يقفوا لشراء تلك المنتجات والسلع إلا إذا وجد في المكان الذي يريدون البيع فيه مطب من تلك المطبات اللعينة.

حوداث شنيعة
وفي هذا السياق تحدث لنا بمرارة السائق علي ثامر الوجيه- سائق أجرة خط طويل- وهو يتحسر على الحادث الذي وقع له جراء أحد المطبات التي تم نصبها بشكل فجائي في الطريق الذي يمر منه بشكل شبه يومي والذي حاول تفاديه والهرب منه الا انه لم يستطع لأنه كان سيصطدم بشاحنة نقل كبيرة فآثر الاتجاه نحو الوادي على جنب الطريق الذي لم يكن مرتفعا وظن أنه لمن يتسبب بكل تلك الخسارة التي وقعت في الأوراح والممتلكات فقد تحطمت السيارة نهائيا وراح ضحية الحادث شخصان من الركاب والسيارة بالكامل فضلا عن الغرامات التي تكبدها في معالجة المرضى الذين تعرضوا لكسور وندوب شديدة.
ويستغرب الوجيه من عدم قيام الجهات المسئولة في تلك المناطق بضبط كل من يقوم بعمل تلك المطبات العشوائية تبعا لأهوائه مع علمهم بأنها تتسبب بحوادث شنيعة وخسائر فادحة في الأموال والأرواح.

صورة سيئة
أما الدكتور حسن محمد الحميري فيرى أن المطبات صورة حقيقية تجسد مدى العشوائية التي تتسيد العديد من مرافق العمل والإنتاج ودليل واضح على التعامل بلا مبالاة وعدم الشعور بالمسؤولية من قبل الجهات المعنية التي تلقي كل واحدة منها بالمسؤولية على الأخرى بطريقة تنم عن فشل وعدم إدراك كل منها بالمهام المنوطة بها لأنه نفسه قدم العديد من الشكاوى في هذا السياق وكل جهة ذهب إليها ألقت بالمسؤولية على الجهات الأخرى.
واستغرب الحميري من وجود مسؤولين في وظائف وأماكن لا يدركون ما هي مسؤولياتهم في هذا المرفق أو ذاك ولا ما هي المهام المنوطة بهم.. قائلا ومتحسرا: إنها قمة المأساة والمهزلة وقمة التخلف أن يظل الوضع هكذا وبهذه الصورة المسيئة ا

قد يعجبك ايضا