ودعت حبك
عبد الرحمن بجاش

عبد الرحمن بجاش –
لا ادري وكنت بين نخيل الدريهمي كيف امتدت يدي إلى جهاز تليفوني الجلاكسي والى قائمة الأغاني حيث احتفظ بأغنيتين للمرشدي, وكلما داهمني الشجن لجأت إليه ليتهادى أجمل الأصوات في واحدة من أروع ما صدح به الصوت الذي جبنت عن الاقتراب منه بقلمي وبالمطلق, الثانية يا ساري البرق للآنسي عبد الرحمن ذلك العظيم الذي سكن تهامه فألهمته أجمل ما صدح به قلمه .. اسمعوا من أجمل – في نظري – ما غنى ولو أن لياسر الشوافي حسب العادة رأيا آخر !! , البحر أمامي, وصفير الريح يخترق السمع , لكن المرشدي وأجمل أصوات السماء يعزفها الريح على الموج أغنية ( ودعت حبك ) وتذوب روحي حين يجفل طائر اللقلق من صوت ينساب قويا جميلا فلا أستطيع وصف مشاعري تلك اللحظة, نخيل, وهدوا, وموج يتعارك والريح, وصوت من أجمل أصوات خلق الله (المرشدي), فلا تدري اهو صوت الموجة تضرب وجه التراب أم صوت الشجن (مع النسيان ودعته) ولا ذكرته .. ولا مره وأنكرته .. يا الله هل هو صوت ..أم خرير ماء أم أنغام تتدفق إلى الروح فتعود رغم كل محبطات المدينة إنسانا كما ولدتك أمك!, أجا رسولك .. يعاتبني ورجعته, يا الله كم هي طبقات صوت المرشدي عالية منخفضة صاعدة حتى عنان السماء, هابطة حتى أعماق الأرض حنجرة يتدفق منها فن مش عصيد!! .. متى .. متى .. تغيب الموجه .. يخفق القلق, أغيب أنا بين الماء, والنغم وما أبدعه الله جمال يعبث به الإنسان بجهل مطبق, وإلا ما رأيكم وسط كل ذلك الجمال الذي أبدعه الله يظهر احدهم محملا سلاحه الآلي فتلعن اللحظة التي صنع فيها الروسي كلاشينكوف سلاحه الآلي, تخاطب نفسك: وهل هذا وقته¿..أنت تهرب بنفسك من الهجير إلى الماء, والخضرة .. وودعت حبك .. وأجا رسولك .. واللقلق .. وصفير ريح البحر .. وموجة إثر موجة تضرب خد التراب .. يظهر صاحبنا بالآلي .. كنت ربما أجد له العذر لو كان راعيا يرعى إبله, لكنه أتى من البعيد يفسد جو المكان والزمان هكذا مع سبق الإصرار والترصد , سلمت عليه كان لطيفا , لكنها قوة العادة لا رحمها الله .. رثيت له ولأطفاله , وبعدين كل ما في المكان من بشر ورمل وعشش يوحي بطمأنينة لا تجدها في بيتك !!!. يبدو أني سرحت فحين رأيت الخبر على شاشة التليفون (وفاة فنان اليمن الأكبر) لا أدرى لöم سرت على الشفاه ابتسامة خفيفة ربما الهزء باللحظة, فحين تشبعت الروح .. حرام عليك تهجر وتنساني .. ربما ضحكت من حالة تلبستني طوال الوقت وصارت قرارا داخليا ..الخوف من الاقتراب من اثنين ابو علي وآخر يرعبني جمال صوته وقوته فأتهيب إلى اللحظة مجرد الاقتراب .. المرشدي توفاه الله فأعفاني من الخوف من هيبته ..لا ادري ماذا أقول سوى مطلع أغنية من أجمل ما غنى .. لم أجدها أبدا ( واشركسي واغصن وامحنى ) .. رحمك الله أيها الصوت العظيم القادم من رحم الأرض .. وعمق الإنسان.
