ذكريات من عهد الثورة الخالدة

يحيى محمد العلفي

 - ‬في‮ ‬يوبيلها الذهبي‮ - ‬وهو عمر جيل كامل بحساب الزمن‮ ... ‬لايسعنا إلا أن نتذكر بعضنا مما‮ ‬يجول في‮ ‬الخاطر وما الذي‮ ‬تختزنه ذاكرة الذهن عن ثورة الـ‮٦٢‬من سبتمبر1962م‮ ‬الخالدة‮.. ‬ففي‮ ‬حين كنا وقتها شبابا‮ ‬يافعين‮ ‬بل وزهرات طلابية متفتحة شاءت الأقدار أن نعيش بعضا‮ ‬من عهد الظلم والجهل والفقر والمرض‮ ‬وأن نشهد مع آبائنا وأجدادنا قسوة المعاناة التي‮ ‬سادت اليمن إبان الحكم الإمامي‮ ‬الكهنوتي‮ ‬الرجعي‮ ‬المتخلف‮ ..
يحيى محمد العلفي –
‮.. ‬وبالعودة إلى البدايات الأولى التي‮ ‬تمخضت عنها ثورة سبتمبر المجيدة‮- ‬ولم‮ ‬يعرف‮ ‬غالبية أبناء اليمن‮- ‬رجال ونساء‮- ‬ماذا تعني‮ ‬الثورة‮ ‬وما هي‮ ‬الجمهورية‮ ‬نظرا‮ ‬لانغلاق الشعب اليمني‮ ‬عن عالم العصر ولتعمق الجهل والأمية بين أوساط المجتمع‮.. ‬حتى أن معظم الأجداد والجدات كانوا‮ ‬يتساءلون‮: ‬متى ستأتي‮ ‬الجمهورية عندهم كي‮ ‬يستأنسون بوجودها‮.. ‬وما الذي‮ ‬يمكن أن‮ ‬يقدموه لضيافتها‮.. ‬ظنا‮ ‬من هؤلاء الأجواد بأن الجمهورية اسم آدمي‮.. ‬وما كان من الأبناء المتعلمين نوعا‮ ‬ما‮ ‬إلا أن‮ ‬يحاولوا تعريفهم وتوعيتهم بأن الجمهورية نظام حكم شوروي‮ ‬ديمقراطي‮ ‬يعني‮ ‬حكم الشعب لنفسه‮- ‬وأن الثورة قامت لإنقاذ الشعب اليمني‮ ‬من نظام الحكم الإمامي‮ ‬الكهنوتي‮ ‬الاستبدادي‮ ‬الظالم‮..‬
كما إننا كنا جماعة المد الثوري‮ ‬من طلاب المدارس‮: ‬المتوسطة والثانوية والعلمية ودار المعلمين‮.. ‬ومن شاركنا في‮ ‬مظاهرات وانتفاضات ماقبل الثورة وتحديدا‮ ‬في‮ ‬العام‮ ‬1961م‮ ‬كنا نذهب إلى القرى والأرياف المعزولة سيرا‮ ‬على الأقدام سواء في‮ ‬المقاومة الشعبية والحرس الوطني‮ ‬أو في‮ ‬مهمات لإرشاد المواطنين وتبصيرهم‮ ‬بأن الثورة والجمهورية جاءت لإخراج الشعب من عزلته ومن عهد الظلام الذي‮ ‬خيم على أرض اليمن السعيد ردحا‮ ‬طويلا‮ ‬من الزمن‮- ‬وأن الثورة قامت من أجل التطور والتقدم والنهوض ومن أجل الحياة الحرة الكريمة‮.. ‬وظلت قوافل شباب الثورة تواكب مسيرة الثوار‮.. ‬الأحرار في‮ ‬ملاحقة وتعقب البدر المخلوع وحاشيته وأنصاره ابتداء من خروجه متخفيا‮ ‬بلباس متنكر من دار البشائر إلى ضلاع همدان فمنطقة عمران ثم الأشمور حيث كان‮ ‬يتجه نحو مدينة حجة ظنا‮ ‬منه أن عودته ستكون من هناك‮ ‬كما فعل أبوه الإمام أحمد من قبل‮ .. ‬ولكن مدينة حجة وقلعتها الشامخة كانت قد تحصنت وأقلعت عن الطاعة العمياء‮ – ‬حين كان الثوار قد حصنوها بقائد عملاق وثائر بطل هو اللواء المرحوم‮/ ‬علي‮ ‬سيف الخولاني‮ ‬وعدد من زملائه الثوار الأحرار‮- ‬ولما علم البدر وهو في‮ ‬في‮ ‬طريقه إليها‮ ‬غير مسار طريقه نحو الخوبة على الحدود اليمنية‮- ‬السعودية وقال لمرافقيه‮ – ‬كماروى عنه ذلك أحد أبناء الصعر‮- ‬مقولته الشهيرة‮: »‬عودوا من حيث أتيتم‮ ‬وجمهروا‮ – ‬إذ لاعودة لنا ولا لحكمنا الملكي‮ ‬إلى اليمن ما دامت حجة وقلعتها القاهرة بأيدي‮ ‬الثوار‮.. ‬وقيل بأنه‮- ‬أي‮ ‬البدر‮- ‬ذرف دموعا‮ ‬نادبا‮ ‬حظه التعيس وذهب إلى‮ ‬غير رجعة‮..‬
ولا أنسى بأنني‮ ‬كنت من ضمن من دخل على البدر في‮ ‬قشلة عمران حين تدفق الكثير من الناس للسلام عليه وتوديعه‮ – ‬وكانوا‮ ‬يسلمون عليه و

قد يعجبك ايضا