عيد بأية حال‮.. ‬عدت‮ ‬يا عيد‮!!‬

خالد أحمد السفياني

 -  ‬يحل عيد الفطر المبارك على الأمتين العربية والإسلامية وعلى المسلمين كافة في‮ ‬مشارق الأرض ومغاربها على امتداد العالم الرحب ايذانا بنهاية شهر رمضان المبارك وانتهاء فريضة الصيام
خالد أحمد السفياني –

‮> ‬يحل عيد الفطر المبارك على الأمتين العربية والإسلامية وعلى المسلمين كافة في‮ ‬مشارق الأرض ومغاربها على امتداد العالم الرحب ايذانا بنهاية شهر رمضان المبارك وانتهاء فريضة الصيام التي‮ ‬كتبها المولى سبحانه وتعالى‮ ‬على عباده المؤمنين شهرا من كل عام ليقف المسلمون في‮ ‬كل أرجاء الأرض لأداء صلاة عيد الفطر المبارك في‮ ‬آن واحد وساعة واحدة حمدا لله على إتمام فرض الصيام وطاعة الملك العلام مكبرين ومهللين وكأنهم على صعيد واحد راجين من الله سبحانه وتعالى الثواب والأجر الجزيل وسائلين ربهم أن‮ ‬يتقبل صيامهم وقيامهم مستلهمين في‮ ‬غمرة فرحة العيد واشراقاته الدروس والعظات والعبر من الشهر المبارك الذي‮ ‬تتجدد فيه مشاعر الإيمان ومفاهيم ومعالم وتعاليم الدين الحنيف‮.‬
ويأتي‮ ‬هذا العيد المبارك في‮ ‬ظروف صعبة تعيشها الأمة الإسلامية والأمة العربية في‮ ‬ظل الشتات والانقسام الحاصل ودعوات الفرقة والتجزئة والنزعات المذهبية والطائفية المقيتة لتعيد إلى الاذهان بوقفة العيد وشعائره وحدة المسلمين وضرورة استلهام المفاهيم العميقة والمبادئ السامية التي‮ ‬جاء بها الإسلام وحثت عليها تعاليم الدين الحنيف الداعية إلى وحدة المسلمين والاعتصام بحبل الله جميعا وترك النزعات والخلافات التي‮ ‬تذهب بريح الأمة الإسلامية وعظمتها قال تعالى‮ »‬واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا‮« ‬سورة آل عمران‮ »‬103‮« ‬وقوله تعالى‮ »‬ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين‮« ‬سورة الانفال‮ »‬46‮«.‬
ونحن في‮ ‬اليمن السعيد نحتفل بهذه المناسبة المباركة في‮ ‬أجواء صعبة أكثر تعقيدا من قبل وظروف اقتصادية ومعيشية قاهرة بسبب تأخر التغيير وعدم اكتمال مسيرة الثورة الشعبية الشابية في‮ ‬إحداث التغيير المنشود للوصول بالوطن اليمني‮ ‬إلى شواطئ الأمن والاستقرار والاستقرار السياسي‮ ‬والاقتصادي‮ ‬والذي‮ ‬انعكس سلبا على الوطن وأبنائه وانعكس بثقله على حياة‮ ‬غالبية الأفراد والأسر من أبناء الشعب خصوصا الفئات الفقيرة والمسحوقة التي‮ ‬لا تجد في‮ ‬أيديها من المال ما‮ ‬يستوعب احتياجات ومتطلبات العيد في‮ ‬ظل العوز والفقر وشحة الدخل وغلاء الأسعار لتفقد العيد جوهره من الفرحة والسرور لولا فضل الله على عباده إنه هو العزيز الحكيم وهو الرؤوف الرحيم ولذلك نجد كل الناس على اختلاف فئاتهم وطبقاتهم وشرائحهم‮ ‬يحتفون بهذا العيد ويعيشون أفراحه ومباهجه ولحظاته السعيدة رغم اختلاف الظروف المادية والقدرات وتفاوتها فتجد أن العيد موسم للبهجة والسرور والسعادة التي‮ ‬ترتسم على الوجوه جميعا وكأنها أي‮ »‬فرحة العيد‮« ‬هبة ربانية لا‮ ‬يستثنى منها أحد إلا نزر‮ ‬يسير من الناس لأسباب خاصة لا تمت للعيد وقدراته بصلة لكن في‮ ‬ظل الفرحة والبهجة الطاغية وأجواء العيد السعيد نستشعر ملامح المعاناة والهموم ومكابدة أرباب الأسر في‮ ‬النهوض بمتطلبات العيد واحتياجه وكأنهم‮ ‬يرسمون بظروفهم هذه ومعاناتهم ملامح صورة مشاعرهم وأحاسيسهم في‮ ‬العيد بالبيت الشعري‮ ‬الشهير لشاعر العربية الأكبر أبو الطيب المتنبي‮ ‬حين قال‮:‬
عيد بأية حال عدت‮ ‬يا عيد
لما مضى أم لأمر فيه تجديد
إن من الضرورة بمكان أن نستشعر في‮ ‬هذا العيد المبارك جميعا وخاصة أولئك النفر من القادة والسياسيين ورموز الوطن في‮ ‬هذا العيد أهمية التراص وتوحيد الصف الوطني‮ ‬وضرورة الالتقاء على كلمة موحدة تتضاءل أمامها المصالح والمكاسب الفردية والسياسية وتلتقي‮ ‬على المصلحة الوطنية العليا وتغليبها من أجل وحدة الوطن والشعب وإدراك مخاطر النزعات والخلافات السياسية والمذهبية في‮

قد يعجبك ايضا