الاعلام الرمضاني لابد من أن يوافق المرحلة الآنية بجو من التسامح والروحانية

تحقيق وائل شرحه – أسماء البزاز – أمل الجندي


تحقيق/ وائل شرحه – أسماء البزاز – أمل الجندي –
مرت بلادنا بأحداث شكلت تغيرات ملحوظة على واقعها وأسهمت في خلق تكتلات سياسية جديدة وأحزاب ناشئة متعددة ومن لم ينظم إلى حزب يكون له توجه سياسي معين يؤمن بأحقيته ويرفض ما سواه وبين هذا وذاك هناك من يؤمن بالديمقراطية والتعددية الحزبية بقلب كبير وبصدر رحب تحت سقف الوطنية بعيدا عن أولئك الذين اتخذوها منبرا للعداء ووسيلة للانتقام وأمام كل تلك الانقسامات المتعددة سياسيا انبثقت روحانية هذا الشهر الفضيل وبخصوصيته ونواميسه وأجوائه بل بعاداته وتقاليده المنوطة بهذا الشعب شكل عرسا فرائحي روحاني عانقت فيه القلوب بعضها وتوحدت صفوفهم بالطاعات والاقبال على الخيرات وبروح التسامح ينبذون كل معترك يحول دون التآخي بينهم فهذا الشهر المقدس لا يقبل إلا القلوب البيضاء ولا يصافح إلا أيادي السلام..

ما أعظم توحدنا الإلهي
الله ما أعظمه من شهر وما أعظمها من روحانية أقبلت علينا في عز الأوضاع المتردية والصراعات السياسية والأزمات المتوالية التي شهدها ويشهدها اليمن حيث جعلت أناسه ينأون عن طرق التحزب والجدال « المفرط « إلى سبل التوحد الوجداني والإيماني معا وكأن رمضان رسالة إلهية تبين للناس حقيقة أمرهم وسفينة نجاتهم في العودة المخلصة إلى الله والاستزادة من تعاليمه وهديه هكذا استهل الأكاديمي يزان الصالحي حديثه معنا حول هذا الموضوع مبينا: صوم في وقت واحد ونفطر في وقت واحد نصلي في صفوف متوحدة وننهل من حلقات الذكر والقرآن نصل الرحم ونقوي علاقاتنا الأسرية والمجتمعية نغسل قلوبنا من الحسد والأحقاد ونبدأ صفحة جديد من الحب والتسامح نعين بعضنا البعض على قضاء حوائجه ونترنم في لياليه الى الأناشيد والابتهالات الدينية من موروثات شعبية رائعة حتى الطعام الذي نأكله وموائد إفطارنا واحدة وفيه يتهافت الناس ويتسابقون الى رضا الله لا رضا المعبودين وبهذا تصلح أحوالهم وتستقيم حياتهم فياليت إن الدهر كله رمضان.
شغلتنا السياسة
أما الناطق الرسمي لحزب الربيع العربي اسماعيل الوجيه فهو يقول : في رمضان نشعر كم أخذتنا الدنيا بعيدا عن ذواتنا وكم أشغلتنا السياسة عن رسالتنا الأولى في الحياة وفي رمضان ستشعر المخرج الحقيقي لمشاكلنا ويذود الناس عن الصراعات إلى بحث أوجه الاتفاقات وهذا هو حالهم في الطرقات في الأسواق في المساجد وفي مختلف المناطق موضحا: وكأن آلية الحوار الوطني والدورات والبرامج المعهدة له قد تجسدت طوعيا في هذا الشهر من منطلق إيماني قبل أي اعتبارات فالكل حريص على الفوز بعظمة هذه الأيام وعلى كسب الأخر وتفادي المشاكل والخلافات قد ضربوا أروع الأمثلة للحكمة التي ورثوها أبا عن جد وهذا هو حالهم الأبدي بإذن الله.
الطمأنينة
يقول الدكتور عبد الخالق خميس استشاري نفساني بجامعة صنعاء إن الناس عاشت في الفترة الماضية حالة من عدم التوازن النفسي والسلوكي والاجتماعي للكثير من الأسباب التي تمر بها البلد وما أن هلت أجواء الشهر الكريم بعاداته وتقاليده وطقوسه أضافت للناس نوع من الأمان والطمأنينة بعد أن كانت سياسة البلد وعتمتها مخيمة على المشاعر الحميمة والانسجام بين الناس.
وقال خميس إن رمضان في المفهوم العام يؤدي إلى حالة من الاستواء النفسي الداخلي وحالة من صحو الجوارح لأنه يمثل مخرجا نفسيا للإنسان من كل الأزمات كون الصيام هو المنطق الذي يجتمع فيه القلب والعقل معا ويصبح الإنسان يعيش بلذة التقوى بما يسمى حواس المعنى.
فالأجواء الخاصة في رمضان من جميع جوانبها تجعل الإنسان يتمنى أن يظل العام بأكمله هذا الشهر المبارك لما له من معاني تراعي جميع المقاصد العامة.
الخطاب الإعلامي الرمضاني
وتحت هذا المحور يوضح الدكتور أحمد عقبات مستشار جامعة صنعاء على الدور الكبير الذي يلعبه الإعلام المقروء أو المرئي أو المسموع في مجاوبة القضايا الآنية التي تمر بها البلاد متفقة مع الأجواء الروحانية لخصوصية هذا الشهر بشكل لا يتم استغلاله عاطفيا في كسب استعطاف الناس لانتماءات محددة أو دعوات سياسي ضيقة ولا يتعاطى أو يتفق مع الدعوات التحريضية أو دعوات الإقصاء لأفراد وجماعات معينة بشكل لا يخدم المصلحة الوطنية.
واسترسل عقبات حديثه قائلا لابد من وجود خطاب إعلامي توافقي في مختلف البرامج الرمضانية لما يلبي المرحلة الآنية وتطلعات المصلحة العامة التي هي فوق كل اعتبارات ضيقة.
ويتفق معه الدكتور علي العثربي أستاذ العلوم السياسي بجامعة صنعاء مضيفا إلى حديثه للأسف الشديد الإعلام الرسمي ما زال نقطة في بحر أمام القضايا المحورية والمصيرية التي تمر بها البلاد فلم يصل إلى مستوى المصداقية التامة ولم يتجاوز مرحلة الوفاق الوطني ولهذا فرمضان فرصة لوضع النقاط على الحروف من باب التوعية الدينية والوط

قد يعجبك ايضا