يبادلون اليمن عشقا يفتقده الكثير من أبنائها..



تستقبل اليمن من عام إلى آخر عددا من الطلاب الوافدين من دول العالم الأول امريكا وأوربا بمختلف جنسياتهم لتعلم اللغة العربية في اليمن .. ورغم أن معظم هؤلاء الوافدين لاتتجاوز المنحة الدراسية إلى اليمن لتعلم اللغة العربية الـ«3» أشهر وقد تصل إلى الثمانية أشهر إلا أنهم يعودون إلى بلدانهم وقد اصبحوا «نصف يمنيين» بحسب تعبير أحد الدراسين الاجانب الذين التقيناهم فإلى جانب اللغة العربية التي اكتسبوها تجدهم مغرمين بالعادات والتفاليد اليمنية التي يفتقرونها في مجتمعاتهم «المتقدمة» وهذه الخصال اليمنية الأصيلة هي من تجعل هؤلاء «الاجانب» سفراء لـ«اليمن» في بلدانهم.
في جولة سياحية قصيرة بمدينة صنعاء القديمة التقينا صدفة بعدد من الاجانب شباب وشابات يحملون جنسيات مختلفة «أمريكا – بريطانيا – بولندا- هولندا… لخ» فاعتقدناهم سياحا جاؤا للاستمتاع بالتجول بين أزقة المدينة التأريخية ولكننا فوجئنا بهم يتحدثون اللغة العربية بطلاقة والبعض منهم مزج بين اللغة العربية واللهجة اليمنية .. فشدنا ذلك إلى الجلوس معهم لبضع دقائق ومعرفة سر العلاقة بين القادمين من العالم الأول وبين بلد تغرق في الفقر والأمية.

عادل عبده بشر

مهد الحضارة
إيفينيا دارسة من بولندا جاءت إلى اليمن لتعلم اللغة العربية كونها متخصصة في دراسة تاريخ الشرق الأوسط ولذلك تمكنت من الحصول على منحة للدراسة في اليمن.
تقول إيفينيا أنها كانت متحمسة جدا للمجئ إلى اليمن حيث قرأت عنه كثيرا بأنه مهد الحضارة العربية وحين سنحت الفرصة بالحصول على منحة دراسية لتعلم اللغة العربية اختارت اليمن حتى تتمكن من التعرف على هذا البلد الحضاري عن قرب.
وتضيف إيفينا قائلة: «سمعنا الكثير عن اليمن بأنها بلد حاضن للارهاب وأن الذاهب إليها مفقود ونسبة عودته إلى بلاده صئيلة جدا ولكنني لم أبال بكلام الجرائد والفضائيات وتجار السياسية ومن خلال اطلاعي على ما يشهده العالم من أحداث حالية وسابقة تأكد لى بأن الإعلام هو من يجعل من هذا البلد جنة متى شاء ويحولها إلى جحيم إيضا متى شاء وكل ذلك لخدمة أغراض سياسية دولية.
وبحسب الفتاة البولندية فقد تلقت من أسرتها تحذيرات عدة قبل مجيئها إلى اليمن كما أن جامعتها خيرتها بين الذهاب إلى مصر أو أي بلد عربي آخر يقع في نطاق اتفاقيات التبادل الثقافي ولكنها أصرت على اليمن الذي عشقته قبل أن تراه.

إرهابيون
عندما هبطت الطائرة إلى مطار صنعاء وترجلت عنها إيفينا تلفتت يمينا ويسارا تبحث عن إرهابيين وملثمين ويحملون اسلحة الكلا شنكوف – حد وصفها يستعدون للهجوم عليها واختطافها ولكنها لم تجد أمامها سوى رجال ونساء وأطفال يفتحون اذرعتهم لاستقبال أصدقائهم وأقربائهم القادمين من خارج الوطن وكان هؤلاء – المستقبلون – أشخاصا طبيعين تملأ البسمة وجوههم وتطفو الطيبة والتسامح على ملامحهم.
وتواصل إيفينيا كلامها قائلة «رغم أنني لا أعراف أحدا منهم الا أنهم كانوا ينظرون إلي ويرحبون بي بلهجة يمنية رائعة وابتسامة صادقة جعلتنى أنسى كل ما سمعته في بلادي من دعايات مبالغ فيها وتضيف الدارسة الهولندية قائلة: «بعد ذلك اتجهت إلى نزل في صنعاء القديمة يسكن فيه الدارسون الاجانب وشعرت فعلأ بالحضارة اليمنية التي قرأت عنها في الجامعة تنبعث من جدران هذا المنزل الترابي موضحة بأنها لم تحتج إلى جهد كبير لتنخرط في المجتمع اليمني فخلال بضعة أيام تمكنت إيفينيا من التعرف على عدد من الاسر اليمنية حيث تقول: بعض الأصدقاء من أمريكا وأوربا وإيضا بولندا الذين سبقونيإلى اليمن كانوا قد تعرفوا على الجيران في مدينة صنعاء القديمة وبواسطتهم تعرفت أنا بهم بسهولة واحببتهم جدا .. عاداتهم وتقاليدهم وحبهم البلاد على اليمن».
تكافل اجتماعي
أكثر ما أعجبت به الدارسة البولندية في المجتمع اليمني هو التعاون والتكافل بن الأسر فتقول «في اليمن وجدت الشخص الغني يجلس إلى جانب الشخص الفقير في ديوان واحد يتبادلون الحديث ويمضغون القات ليس هناك أية فوارق بين الغني والفقير أو بين رجل الأعمال وبائع المناديل تحت إشارات المرور وإذا حدث مكروه لأي أسرة أو فرد يسارع الجميع لمساعدته وانقاذه مماحل به وهذا ما نفتقره نحن بمجتمعاتنا التي نتباها بأنها مجتمعات العالم الأول».
مزمار وبرع
لم تكتف إيفينا بالتجول في أحياء صنعاء القديمة فسافرت إلى مناطق أخرى منها وادي بنا والحديدة وتعز تقول: «زرت دار الحجر في ضلاع أكثر من مرة وحضرت عدة أعراس وخزنت القات مع الرجال والنساء وإعجبني الرقصات الصنعانية والمزمار أكثر من البرع».

ابتسامة
وتشاطرها في هذا الشعور والاعجاب صديقتها بولينا التي جاءت إيضا لتعلم اللغة العربية من منبعها الأساسي حسب قولها – مضيفة بالقول: «

قد يعجبك ايضا