وقفات حول‮ ‬رواية «ظلمة‮ ‬يائيل»

نبيلة الشيخ


نبيلة الشيخ –
‮عندما قرأت‮ ‬ظلمة‮ ‬يائيل تذكرت رواية مصحف أحمر لأن نبض الروائين واحد‮.. ‬في‮ ‬الاسلوب وحتى في‮ ‬الأفكار مع‮ ‬وجود المفارقات فمصحف أحمر ركز على فترة سياسية بعينها تغير معاصرة نسبيا‮ ‬وكشف صراعاتها وجوهر الدين ودوره في‮ ‬هذا الصراع وأن لم‮ ‬يكن ذلك بارزا‮ ‬كما هو الحال في‮ ‬ظلمة‮ ‬يائيل‮.. ‬ثم أن التركيز على معنى الله الذي‮ ‬تبحث عنه القلوب‮.. ‬وكيف‮ ‬يرتدي‮ ‬الآخرون قفازات الدين ليدخلوا في‮ ‬حلبة مصارعة‮ ‬غير متكافئة مع المؤمنين وغيرهم في‮ ‬صراع ديني‮.. ‬لا‮ ‬يقترب من جوهره‮.‬

توطئة
ربما‮ ‬يختلط على القارئ أساس مرجعية الرواية‮.. ‬حيث وقد أتكأت على المنظور التاريخي‮ ‬وافتتحت فترة زمنية بعينها كانت مليئة بالأحداث المأساوية التي‮ ‬مرت بها صنعاء وأهلها وكذلك كافة مناطق اليمن‮.. ‬فيتساءل هل الرواية‮ ‬محض خيال‮.. ‬فهي‮ ‬في‮ ‬الأخير رواية‮..‬
لكنه حين‮ ‬يتأمل الأحداث والأسماء الحقيقية للأمراء والملوك‮.. ‬يجد أن في‮ ‬الأمر حقيقة كبرى لا تمنع من‮ ‬كون الرواية تسير بقدمين واثقتين فما فن السرد‮…. ‬إلا أن تلك الأسئلة التي‮ ‬قد تثيرها الرواية‮.. ‬والتخبط‮ ‬بين كون الأحداث هذه وهمية لشدة‮ ‬غرابتها وبشاعتها‮ .. ‬أم أنها مجرد افتراضات فنية لتكون ساحة واضحة لكشف فكرة التسلط الديني‮ ‬وكيف‮ ‬ينحرف عن مسار الحب والتسامح إلى مسارات الكراهية والموت‮.‬
ولتوضيح بعض‮ ‬غبار هذه الأسئلة دعونا نلقي‮ ‬نظرة عجلى على كتاب القاضي‮ ‬إسماعيل بن علي‮ ‬الأكوع‮» ‬الدولة الرسولية في‮ ‬اليمن‮» ‬حيث‮ ‬يقول في‮ ‬صفحته الثامنة مستندا‮ ‬إلى ما قاله المؤرخ السنابة صلاح بن الجلال المتوفى في‮ ‬805هـ بقوله‮:‬
وكانت صنعاء وأعمالها كالخرقة الحمراء بين الأحدى‭, ‬لها في‮ ‬كل سنة أو شهر سلطان‮ ‬غالب عليها‮…‬حتى ضعف أهلها وانتجعوا إلى كل صقع‭, ‬وتوالى عليها الخراب وقلت العمارة‮.. ‬حتى انتهى عدد دورها إلى أكثر من ألف دار‮.. ‬بعد أن كانت ل‮ ‬200‮ ‬هـ في‮ ‬عهد هارون الرشيد وابنه هارون الرشيد نحوا‮ ‬من مائة وعشرين ألف دار‮. ‬ببعض التصرف فقط كانت هذه التوطئة ضرورية لأوضح أن الخراب والدمار المهوول الذي‮ ‬سكن هذه الرواية ليس محض خيال‮.. ‬ولا ضرورات فنية‮.. ‬وإنما كانت مرجعية تاريخية وإنسانية لهذه الرواية‮.‬

التناص
عندما قرأت عن رواية عزازيل والتي‮ ‬لاقت نجاحا‮ ‬شهيرا‮.. ‬وأن رواية ظلمة‮ ‬يائيل قد اتكأت عليها وتأثرت بها‮.. ‬سواء في‮ ‬إبراز أهمية‮ ‬وخطورة المخطوطات‮.. ‬أو من حيث جوهر الرواية التي‮ ‬عرت النظام الديني‮ ‬المسيحي‮ ‬وأثارت‮ ‬حفيظة رهبانهم‮.. ‬وسواء‮ ‬كانت هذه الإثارات التي‮ ‬أثارت إلى ظلمة‮ ‬يائيل تحمل مدحا‮ ‬أو ذما‮ ‬لهذا التناص‮.. ‬لكن استطيع أن أوضح ما قاله الأدباء والنقاد وأجمعوا عليه أن الأدب الإنساني‮ ‬في‮ ‬مجمله ماهو إلا اجترارات‮ ‬من الماضي‮.. ‬وأنه‮ ‬يستحيل وجود عمل ليس له مرجعية‮.. ‬فالتناص عمل ذهني‮ ‬يستطيع الأديب أن‮ ‬يحوله إلى شيء آخر وفينة أخرى مدهشة شريطة أن تحتوي‮ ‬على التحوير والتأثير وهذا ما فعلته الرواية‮.. ‬فكون الروائي‮ ‬قد سكنته فكرة ثم سيطرة على قلمه فأخرجها‮ ‬ببناء هندسي‮ ‬مميز وخاص وشرح بها مجتمعا‮ ‬مميزا&

قد يعجبك ايضا