«‬سلع فاسدة وضمائر ميتة‮»‬



عبدالفتاح علي‮ ‬البنوس
تعودنا في‮ ‬بلد الإيمان والحكمة أن نستقبل شهر رمضان بإغراق الأسواق المحلية بأصناف متعددة من المواد الغذائية والاستهلاكية المنتهية الصلاحة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي‮ ‬والتي‮ ‬تباع بأسعار رخيصة مستغلة حالة المواطنين المعيشية وكثرة الطلب على هذه المنتجات والمواد الغذائية خلال الشهر الفضيل‮ ‬والكارثة الكبرى أن هذه السلع تدخل إلى البلاد بصورة رسمية على مرأى ومسمع السلطات الرقابية المختصة التي‮ ‬يبدو أنها تكتفي‮ ‬بأخذ‮ »‬ماتيسرلها‮« ‬من عمولة و»طز‮« ‬في‮ ‬المواطن المسكين الذي‮ ‬ينساق وراء الأسعار الرخيصة لهذه السلع الرئيسية وإذا به‮ ‬يدفع حياته أو حياة واحد من أفراد أسرته ثمنا‮ ‬لذلك في‮ ‬ظل انعدام الرقابة وغياب الضمير الإنساني‮ ‬الذي‮ ‬يردع صاحبه ويرده عن جشعه وطمعه وإجرامه ومتاجرته بصحة الناس وحياتهم من أجل الكسب المادي‮ ‬الرخيص‮ ‬اليوم هناك كميات هائلة من القمح والسكر والأرز والزيوت والحليب والتمور المجهولة المنشأ وغير الصالحة للاستخدام الآدمي‮ ‬لحساب عدد من التجار ورجال الأعمال كل ذلك والسلطات الرسمية تقف عاجزة عن ردعهم واتخاذ الإجراءات القانونية تجاههم‮ ‬والشيء الذي‮ ‬يبعث على الاستغراب كيف‮ ‬يتم السماح لهذه السلع اجتياز المنافذ اليمنية في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬توجد هناك أجهزة خاصة بفحص مقاييس الجودة للبضائع والسلع التي‮ ‬تدخل إلى البلاد‮ ‬لدينا هيئة وطنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة‮ ‬ولدينا الجمعية اليمنية لحماية المستهلك‮ ‬ولكن هذه الجهات لا تقوم بالمهام الموكلة إليها على أكمل وجه‮ ‬فهي‮ ‬تتعرض لضغوطات ومضايقات ولاتمتلك الامكانيات التي‮ ‬تمكنها من أداء هذه المهام الرقابية ولاغرابة في‮ ‬ذلك لأن‮ ‬غالبية المسؤولين في‮ ‬الدولة هم من أصحاب المصانع ومن رجال المال والأعمال ولديهم شركات ووكالات تجارية ودائما‮ ‬مايحول نفوذهم دون تعرضهم لأي‮ ‬مضايقات‮ ‬وكم‮ ‬يشعر المرء بالضيق وهو‮ ‬يشاهد بعض‮ »‬المتسلبطين‮« ‬وهم‮ ‬يهجمون على بائع تمر مسكين‮ ‬يعول أسرة كبيرة ويقومون بمصادرة بضاعته بحجة أنها‮ ‬غير صالحة للاستخدام الآدمي‮ ‬رغم عدم صحة ذلك‮ ‬وما إن‮ ‬يدفع‮ »‬حق ابن هادي‮« ‬حتى تعاد إليه بضاعته ويزول عنها التلف وكأنها خضعت‮ »‬للرقية الشرعية‮« ‬على‮ ‬يد‮ »‬كتائب المتسلبطين من المكاتب الحكومية ذات العلاقة‮ ‬هذا في‮ ‬الوقت الذي‮ ‬لا‮ ‬يجرؤ أي‮ ‬شخص أو تجرؤ أي‮ ‬جهة على مصادرة أطنان من التمور الفاسدة التي‮ ‬تملأ مخازن تجار التمور ممن لايخافون الله ولا‮ ‬يخشون عقابه‮.‬
لقد تحول المواطن المسكين من ذوي‮ ‬الدخل المحدود وأسرته أشبه بحقل تجارب للسلع المهربة والفاسدة والمجهولة المنشأ التي‮ ‬يتم الترويج لها مع حلول شهر رمضان المبارك وخصوصا‮ ‬عقب سقوط بعض التجار في‮ ‬فخ الشيطان الذي‮ ‬أفسد عليهم صومهم وحرمهم من أجره الجزيل من خلال جرهم إلى حبال الجشع والطمع والغش التجاري‮ ‬الذي‮ ‬يبلغ‮ ‬مداه في‮ ‬رمضان نظرا‮ ‬لارتفاع نسبة الطلب والاستهلاك لانعلم لماذا التساهل الرسمي‮ ‬مع المهربين والمتلاعبين بالمواصفات والمقاييس من التجار وماذنب المواطن المسكين الذي‮ ‬يتجرع الغصص والآلام جراء المضاعفات الصحية التي‮ ‬يتعرض لها وأفراد أسرته بسبب هذه السلع الفاسدة والمغشوشة‮ ‬الرقابة صارت ضرورة ملحة وعلى الحكومة العمل على تفعيل دور هيئة المواصفات والمقاييس وضبط الجودة وجمعية حماية المستهلك اليمني‮ ‬ووزارة الصناعة ومكاتبها في‮ ‬المحافظات والمديريات من أجل ضبط السلع الفاسدة وغير الصالحة للاستخدام الآدمي‮ ‬والعمل على إتلافها على مرأى ومسمع الجميع تعزيزا‮ ‬للمصداقية والشفافية‮ ‬ل

قد يعجبك ايضا