تبادل ادوار

معين النجري


معين النجري –

ما يزال كبار القوم يتصارعون انتصارا لمصالحهم لندفع نحن البسطاء الثمن من قوت أبناءنا وصحة أجسادنا وسلامة قوانا العقلية.
يقولون أن الشيطان ليس هنا خلال شهر رمضان , لكن ثمة شياطين كثر من بني البشر أكثر منه براعة , يستطيعون أن يمنحونه إجازة إجبارية وسيقبل بها راضيا مقتنعا لأنه يدرك أن هناك من سيقوم بما عجزت عنه حيله و وسوساته.
كنا نعتقد إننا قد تجاوزنا الأسوأ ومازلت أتمنى ذلك, لكن ما يحدث بشكل شبه يومي من إراقة دماء يمنية سواء عن طريق الاغتيالات أو العبوات الناسفة المنفلتة أو الصراعات بين بين يوحي وربما يؤكد بأننا لم نتجاوز الدوامة الشيطانية , وان أعداء الإنسان ما يزالون طلقاء ولم يصفدوا بعد حتى في نهار وليل رمضان.
لقد نجح هؤلاء في تبرئة ساحة الشيطان من كل الأعمال الإجرامية التي نشهدها منذ فترة ونختتم العرض بلعن الشيطان باعتباره المتهم الأول والعدو الافتراضي للإنسان و سبب كل البلاوي التي تلحق بنا.
لقد ذكرني هؤلاء بنكتة غير مهذبة لا مجال لذكرها هنا كان بطلها واحد من بني ادم حاول أن يقوم بعمل بشع للغاية, وحين فشل تعوذ من الشيطان فرد الشيطان الذي كان مذهولا من بشاعة ما يقدم عليه الآدمي هذا (أعوذ بالله منك أنت , حتى أنا لم يخطر على بالي هذا العمل).
وهكذا سخر بعض كبار القوم نعمة العقل والتدبير لانتقام كل طرف من الآخر ولكن عن طريقنا نحن بسطاء القوم. وفي النهاية كما يقول المثل (الحجر من القاع و الدم من رأس القبيلي) لا احد منهم يمكن أن يتضرر كما نتضرر نحن , ربما نفسيا في حال تعرض إلى خسارة أو هزيمة ألحقها به الخصم . أما الدماء و الأنفس فمن الشعب العرطة هذا.
والغريب أن هذه الأدوات التي يستخدمونها في صراعاتهم تعمل بحرص و إتقان وكأنها مؤمنة أن ما تقوم به سيخدم و الوطن و يبني مستقبلا زاهرا لأبنائهم.
والكارثة أن تجد من هو مقتنع بهذا, ولذلك عنده استعداد للعمل بجد من اجل تدمير الأخر باعتبار الأخر هو الشيطان الأكبر, والسبب الرئيس لتدمير البلد.
لذلك يجب أن نستغل شهر رمضان لنتضرع إلى الله من اجل أن يخلص بلدنا من هؤلاء الشياطين ويرزقنا الأمن و السلامة والرزق الوفير وإنا لله وإنا إليه راجعون.

قد يعجبك ايضا