باصرة وبقايا النظام وأشيـــاء أخــــرى !!

أحمد الجبلي

 - أحترم في الدكتور صالح باصرة شجاعته وصراحته واعتزازه بنفسه كسياسي محنك وأكاديمي ومفكر ومناضل كانت له إسهاماته الوطنية في مسيرة الكفاح ضد الاحتلال البريطاني للجنوب  ولم تتوقف إلى الآن
أحمد الجبلي –
أحترم في الدكتور صالح باصرة شجاعته وصراحته واعتزازه بنفسه كسياسي محنك وأكاديمي ومفكر ومناضل كانت له إسهاماته الوطنية في مسيرة الكفاح ضد الاحتلال البريطاني للجنوب ولم تتوقف إلى الآن .
في مقابلة صحفية أجريناها معه قبل ثلاث أو أربع سنوات تقريبا الزميل أحمد الزبيري وأنا ونشرتها « 26 سبتمبر « تحدث باصرة وهو وزير في حكومة مجور بجرأة وشجاعة عن كثير من القضايا السياسية التي كانت مثارا للجدل حينها ومن ذلك القضية الجنوبية ومن بين ما قاله في هذا الصدد : لماذا أقدم وزير الإعلام آنذاك حسن اللوزي بتغيير اسم قناة عدن إلى « اليمانية « وعدن هي المدينة الأكثر شهرة بالنسبة للعالم منذ زمن بعيد وأكد أنه كان قد طرح هذا السؤال على زميله اللوزي في اجتماع لمجلس الوزراء .. معتبرا تغيير اسم عدن المقصود منه طمس هوية هذه المدينة العريقة … الخ.
بعد إجراء المقابلة وقبل نشرها سألني الأخ العميد علي الشاطر رئيس التحرير حينذاك عما قاله باصرة فأجبته بأنه قال كلاما جريئا عن الوحدة وعن عدن وذكرت له ما قاله عن اللوزي . فقال لي : انشروا كل ما قاله .. وفي ما يتعلق بقناة عدن قلت للشاطر أنني أتفق تماما مع باصرة فرد علي قائلا : سوف ننقل ذلك إلى الأخ الرئيس ولا أعتقد أن هناك ما يمنع من إعادة تسمية القناة كما كانت إذا كان هذا مطلبا لأبناء المحافظات الجنوبية وهو ما كان .
تذكرت هذه الواقعة وأنا أطالع آخر مقابلة للدكتور صالح باصرة نشرت قبل أيام وقال فيها أنه عندما رأى استقالات بعض الوزراء والمسؤولين والمشايخ والعسكريين وانضمامهم للثورة ونظر للأسماء ورأى أن معظمها وردت في التقرير المشهور « هلال – باصرة « قرر أن يبقى من بقايا النظام أفضل من الذهاب إلى جانب لصوص الثورة والثروة على حد تعبيره .
وبغض النظر عن اتفاقي أو اختلافي مع باصرة إلا أن ما أردت قوله هو أن ثورة التغيير أفرزت أنماطا من الممارسات والتصرفات المشينة التي أساءت للشباب الذين أوقدوا شعلتها وانحرفوا بأهدافها إلى مسارات أخرى غلب عليها طابع المكايدات والمناكفات الحزبية لتتحول بذلك من ثورة إلى أزمة سياسية غير مسبوقة ما أدى إلى البحث عن حلول سياسية إقليمية ودولية للخروج منها بتلك التسوية التي تضمنتها مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومجلس الأمن الدولي .
كان المتوقع بعد التوقيع على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والبدء في ترجمتها حدوث انفراج حقيقي ينهي الأزمة القائمة ويتحقق معه الوفاق المطلوب بين فرقاء العمل السياسي وبالتالي البدء بإزالة كل مظاهر التوتر الأمني والسياسي حتى تتفرغ رئاسة الدولة والحكومة إلى معالجة الأوضاع الاقتصادية والخدمية المتعلقة بمعيشة الناس وحياتهم الضرورية اليومية غير أن الأوضاع – كما نرى – لم تنته إلى تلك النتيجة حيث أن البعض من « لصوص الثورة والثروة « على حد تعبير باصرة اعتبروا أن الفرصة باتت مواتية أمامهم للانقضاض على مكاسب الشباب والاستيلاء على بعض مؤسسات الدولة مستغلين حالة الإرباك التي تعاني منها البلاد والتي فرضت على رئاسة الدولة إعادة ترتيب البيت اليمني وتهيئته للانتقال إلى الدولة اليمنية الجديدة وذلك في محاولة من هؤلاء البعض لفرض أمر واقع يتيح لهم تنفيذ مخططاتهم الخبيثة متناسين أن هذه الظروف التي تمر بها البلاد لن تدوم طويلا ولا بد أن يأتي اليوم الذي يخضع فيه الجميع للمساءلة والمحاسبة وتتكشف فيه الأقنعة المزيفة والتي أرادت العبث بمكاسب الشباب .
وأستطيع الجزم أن بعضا من الانتهازيين الذين يزعمون – باطلا – أنهم الأحق بالمناصب والوظائف التي اغتصبوها عنوة من غيرهم وخاصة من أولئك الذين يطلقون عليهم « بقايا النظام « إنما أرادوا بذلك الحصول على ما لم يستطيعوا الحصول عليه في المرحلة السابقة ليس لشيء سوى أنهم أثبتوا فشلهم وعجزهم عبر العديد من الممارسات والتصرفات التي أساءت لهم وللوظيفة العامة ولذلك رأوا أن الفرصة باتت متاحة أمامهم الآن للممارسة أحقادهم والانتقام ممن كانوا يتفوقون عليهم حرصا ومسؤولية وأمانة وكفاءة .
ولا أعني بذلك تبرئة النظام السابق من بعض الأخطاء والممارسات التي لحقت أضرارها بالبعض نتيجة للتعسف والظلم بسبب تفشي الفساد وغياب المعايير الحقيقية للتعيين في الوظائف العامة وتغليب الوساطة والمجاملة والمحسوبيات على أية معايير أخرى إلا أن ذلك لا يعني بأي حال من الأحوال إسقاط تلك الحالات على الجميع إذ لا ينكر أحد أن من بين « بقايا النظام « – وإن كنت أتحفظ على هذا التسمية – من أثبتوا بأنهم كانو

قد يعجبك ايضا