الكهرباء.. جرح لم يندمل ومعاناة لم ترتحل
–
عبد الرحمن محمد صبر
مرت الأيام تلتها الشهور ومن بعدها السنون والمواطن يعيش الأمرين وهو في معاناة تكاد لا تنتهي من ظاهرة انطفاء الكهرباء التي أصبحت كابوسا يطارده ويؤرق عيشه وهو في حيرة وتساؤل: ما هذه اللعنة التي حلت على الكهرباء في بلادنا ¿! لكنه استبشر بحكومة الوفاق التي كانت بصيص أمله الذي تعلق به لتنقذه من معاناة نكدت عيشه . بيد أن بصيص أمله انقطع وانتهى .
وأدرك أن بصيص الأمل هذا ليس سوى سراب في رمضاء , وانه لن يخلصه من معاناته ومحنته تلك إلا فارس مغوار يركب على جواده الأبيض ويحمل في يده سيفه البتار لا تلومه في الله لومة لائم.
يأتي من أصقاع الأرض ولا تظهر عليه آثار السفر. يأتي وينقذ الكهرباء من لعنة الإنطفاء.
لكن يا ترى من هو ذلك الفارس ¿! ومتى سيأتي¿!
هذا هو السيناريو الوحيد الذي يعشعش ذهن المواطن وستقر رأسه. ذلك لأنه رأى أن حكومة الوفاق الجديدة بجلالة قدرها لم تحرك ساكنا ولم تنظر لهذه القضية بعين المسؤولية ولم تتخذ حتى أبسط الإجراءات الرادعة أو تجد البديل للتخفيف من معاناة المواطن الذي لا حول له ولا قوة. بل إنها لم تفعل شيئا يتم عن إلتفاتها لهذه القضية وهي تقف موقف المتفرج وكأن الأمر لا يعنيها لا من قريب ولا من بعيد.
هل هي يا ترى مستفيدة ومستمتعة من هذا الوضع المتردي¿! أم أن الضعف والخوف هز كيانها وزعزع أركانها !!
إن كان كذلك فلماذا تحكمنا مجموعة فقط¿ لماذا لم يحكمنا قطيع من النمور¿ لماذا لم تنظر الحكومة للكهرباء كيف أصبح حالها اليوم تتدرج بعدة مراتب التفجير وخبطة الحديد فإن لم يكن فخلل فني وإن لم يكن فكهرباء ضعيفة وذلك أكثر ما يستحقه المواطن وهذا في أحسن الظروف. متى سنشعر أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين.
هل توقف الزمن في بلادنا¿ الغريب في الأمر أننا مازلنا نتفاخر ونتباهى بوجود الآثار في بلادنا على أننا الآن نعيش في زمن التقدم والتطور الحضاري. لكننا في الواقع لازلنا نعيش حقبة الماضي البدائي تقريبا.
أما التطور فسمعنا بوجوده في البلدان الأخرى ولم نعرفه أو نلمسه في بلادنا. سيما أن التقويم التاريخي الذي وضعته حضارة المايا يقول أن العالم سينتهي في عام 2012م ونحن الآن في هذا العام أي انه قد ينتهي العالم وأعيننا لم تهنأ بنور الكهرباء بعد ولتنير ليلنا وتعيننا في نهارنا. والآن أصبح شهر رمضان المبارك على مقربة منا فهل يا ترى سيكون رمضان في عام 1433هـ كرمضان قبل 1400 سنة مثلما تعودنا في الأعوام الأخيرة التي خلت يفطر المسلمون في العالم على نور الكهرباء والشعب اليمني يفطر في الظلام لا يعلم أهو أفطر بتمر أو بماء. يا لهذا الشعب التعس الذي أصبح حظه كدقيق فوق شوك نثروه فقالوا لحفاة في يوم ريح اجمعوه.
نرجو أن يأتي هذا العام شهر رمضان مختلفا عن سابقه. نريد أن نشعر بوجوده في ضوء الكهرباء لا أن يأتي ويذهب في الظلام دون أن نشعر به. نريد أن يكون رمضان ونور الكهرباء قريبين لا نقيضين إذا حضر أحدهما