هكذا يريدها الإخوان المفلسون!!
فايز البخاري
فايز البخاري
* فايز البخاري
على الرغم مöن أنني مع الطموح المشروع للأحزاب السياسية في الوصول إلى السلطة إلا أني لا أتفق مع بعض تلك الأحزاب في الطريقة التي يرون أنها مناسبة للوصول لسدةö الحكúمö,ومن ذلك الطريقة التي تؤمن بها بعض التنظيمات والأحزاب السياسية في بلادنا اليوم وبالذات الإخوان المسلمون(حزب الإصلاح) أو {الإخوان المفلسون} كما كان يسميهم الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه اللهوالمتمثöلة بالانقضاض على الحكم عن طريق تأليب الشارع وتضجيج البسطاء للاعتصامات وقطع الطرق والخروج بمسيرات غير قانونية واستخدام ألفاظ نابية وغير لائقة بنا كشعب حضاري عريقفضلا عن أننا شعب إسلامي له قصب السبق في التمسك بالشريعة الإسلامية الغراء وتعاليمها السمحة التي تنبذ الإسفاف وبذاءة القول والعنف والغلو كما تأبى الفوضى وتحض على السلام والإخاء والمحبة والحوار.
ولنا في محاورة المولى عز وجل لإبليس اللعين أكبر عظة وعبرة,حيث أعطانا الله تبارك وتعالى درسا متجدöدا في كيفية التعامل بالحسنى والحوار حتى مع ألد الخصوم,وإنú كان أدنى منك درجة ومنزلة!
ومع أن المظاهرات والاعتصامات حق دستوري كفله دستور الجمهورية اليمنيةإلا أن المؤسف في الأمر أن المعتصمين يتمسكون بهذا الحق الدستوري ولا يقبلون بمن يتمسك أيضا بحقöهö الدستوري في بقاء فخامة الرئيس حتى 2013م حسب الأغلبية التي منحتها إياه الجماهير الناخبة وفقا للدستور والقانون الذي وافق عليه الجميع وخاضوا من خلاله انتخابات على قدر كبير من التنافس والجدöية لم تشهد الأقطار العربية لها مثيلا.
ومع ذلك يبادر إخواننا المعتصمون وحسب إملاءات إخوانية للقول بأن اعتصاماتهم ومظاهراتهم دستورية في الوقت الذي يقولون فيه أن الدستور لم يعد صالحا وأنه أسقöط بخروج المتظاهرين والمعتصمين للساحات مثلما أسقöطتú مشروعية النظام بهذا الخروج والاعتصام.
ووجه الغرابةö هنا يتمثل في التناقض بين ما يصرöح بهö إخواننا المعتصمون وبين ما يريدون تطبيقه على أرض الواقع,فكيف تدعي أن اعتصامك حق دستوري فيما أنت تطعن في هذا الدستور¿! وكيف تتمسك بحقöك الدستوري وتأبى على الآخر أنú يتمسك بحقöهö الدستوري¿¿!
إنها مفارقة عجيبة ينتهجها الإخوان المفلسون في بلادنا,وهي لعمري دليل على الإفلاس السياسي والفكري لهذا التيار في آن معا,ومؤشر خطير على استعداد هذا التيار لاقتراف أي شيء في سبيل الوصول للسلطة,والأدلة التي تعضد ذلك كثيرة على رأسها تحليل الغناء وتجويز الاختلاط والاستقواء بالأجنبي والكذب والتدليس ونقض العهود والمواثيق المبرمة مع الطرف الآخر.
وهنا لابد لنا أنú نوجöه لهم رسالة عسى أن يثوبوا لرشدهم ونقول لهم: أيها (الإخوان) إن محاولاتكم الانقلابية التي تنتهجونها اليوم من أجل الانقضاض على الحكم هي سنة غير حسنة تسنونها للشعب الذي سيكويكم بنارöها يوما ما فيما لو نجحتم في الوصول إلى السلطة وسدة الحكم عن طريق المظاهرات والاعتصامات وتضجيج الشارع,لأن الآخر سينتهجها من اليوم التالي لوصولكم الحكم وسيخرöج أنصاره إلى الشارع ويطالب بإسقاط النظام والرحيل الفوري لرموزه,وعندها سنعيش في دوامة لا خلاص منها,وسيدخل الشعب في أتون صراعات لا نهاية لها,كل ذلك بسبب سنتكم غير الحسنة التي تريدون فرضها على الشعب دون وعي لعواقبها في لحظة نزق قد تجعل منكم أولى ضحاياها.
فهل آن الأوان لينهج الجميع الطريق المشروع الذي توافق عليه الجميع ويحترم كل طرف رأي الأغلبية التي حصل عليها الطرف الآخر,لأن ذلك وحده الكفيل بإخراج اليمن من دوامة الصراعات والمضي بها قدما نحو المستقبل المنشود.