أين من “ادوشونا”!!
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي
معاذ الخميسي
* الاستوديوهات التلفزيونية المباشرة كشفت في إحدى ايجابياتها أن هناك من يتحاشى الظهور على الشاشة ومن يبحث عن اعتذار على طريقة( سنتي يا دكتور) ليبتعد عن عدسات الكاميرات وهي ترصد القناعة كيفما كانت وإلى أي اتجاه تسير.. وفي وقت مهم مطلوب فيه من أصحاب الحرص الزائد على الظهور والحب الكبير للكاميرات أن يظهروا.. وهذه المرة دون أن يطلبوا الظهور أو يحرروا المذكرات للجهات الإعلامية لتقوم بالتغطية.. وللأهمية كما تشير المذكرة أو الرسالة في آخر السطور.. فهم في هذه اللحظات مرحب بهم بل ومطلوب حضورهم ليقولوا ما عندهم سلبا أو إيجابا.. خيرا أو شرا !!
* قد يظهر من يؤكد بأن تخصص أصحاب المسئولية والوجاهة وعشاق الظهور هو رصد قدرتهم على ترؤس اجتماع أو الجلوس على( كنب) آخر موديل في جلسة محادثة أو لقاء مع وفد زائر أو مسئول في منظمة عالمية.. وكما هي عادتهم في إظهار إجادتهم استخدام أحدث ربطات العنق وأفخر أنواع البدلات .. وما غير ذلك يسبب لهم الحرج الذي يظهر شيئا من حمرة الخدود فمنهم من هو غير قادر على التحدث .. ومنهم من لا يستطيع إيصال عبارة أو سطر مرتب ومفهوم .. ومنهم من لا يحب الكاميرا .. فقط .. في هذا الوقت !
* اطلبوا عمرا بالتأكيد سترون العجب العجاب ومن ذلك عجب عدد من المسئولين الذين يجلسون على كراسي( النغنغة) ولديهم أصل وفصل إجابات كثيرة لأسئلة يلوكها المواطنون صباح مساء وليس هناك من يجيب .. ولا من يرد !
* ولا داعي أن تستفسر تلك الفتاة التي قالت في إحدى الفضائيات .. أين المسئولون .. أين الوزراء .. أين المثقفون .. والمفوهون منهم .. نريدهم هنا في الأستوديو ليتحدثوا .. نريدهم ليقولوا لنا ما يحدث .. ويأتونا بما عندهم !
* أكثر من قناة فضائية شكت وبمرارة من عدم التجاوب .. وفي الوقت الذي تجد فيه تعاونا واستجابة وتجاوبا من شباب مؤيد ومعارض وتربويين رجالا ونساء ومن علماء ومشائخ إلا أن المسئول أو الوزير الذي يتميز بالقدرة على الحديث وبإجادة التقاط الأفكار وتقديمها بسلاسة يصر على تسجيل الغياب .. وإقفال التليفونات .. أو عدم الرد .. أو التحويل على طريقة خارج نطاق التغطية .. أو المشترك لا يرغب في استقبال المكالمة .. ولا الظهور في التلفزيون !
* أتساءل وببراءة متناهية أين أولئك الذين( أدوشونا) بفعاليات كنا نظن أنها تخدم الشباب وهي تخدم البهرجة والتقاط الصور وصرف المال .. وأين من يتقافزون إلى الكراسي الأمامية في الفعاليات والمناسبات ويبتسمون للكاميرات .. وأين من يتزاحمون على دس أنوفهم ويسارعون إلى الإمساك بالميكرفونات .. وأين من( يتأنقون) على آخر( سنجة) ليؤكدوا أنهم حاضرون .. وأين الذين اعتادوا على( البهررة) ومن أدمنوا( الشكاوى) لدى مسئولي وسائل الإعلام لأن الخبر لم ينشر أو اللقاء أو الاجتماع لم يبث!!
* تحية خالصة للشباب الذين يحرصون على أن يتواجدوا .. ومنهم من يؤيد ومنهم من يعارض .. وقاسمهم المشترك اللغة الراقية البعيدة عن التجريح والإساءات .. وتحية للمشائخ والعلماء وللتربويين ولمن حضر ليقول كلمته ورأيه حسب قناعته .. فأقل شيء أنهم يخففون من الجراح .. ويؤكدون أن الحوار .. حل أسلم وأنفع!
وقفه
المثقف والأديب والصحافي عبدالناصر مجلي .. تابعت له في قناة سبأ تحليلا حديثا وصادقا وسلسا للمشهد اليمني .. يكفي فيه أنه تحدث بوضوح وصراحة وواقعية وبطريقة لك وعليك .. ومثل عبدالناصر يستحق المتابعة لأنه يشد انتباهك ويحصد اهتمامك دون أن تشعر إلا بشيء من الراحة على عكس من يتحدثون بالتأتأة وبعجز كامل الدسم في إيصال كلمة أو عبارة مفهومة!!
Moath1000@yahoo.com