الإرهاب صناعة دولية‮!!‬



أحمد عبدالله الشاوش
‬انعقد منتدى التضامن الدولي‮ ‬لمكافحة الإرهاب الخميس الماضي‮ ‬في‮ ‬تركيا بحضور أكثر من‮ ‬20‮ ‬دولة ومنظمة مجتمع مدني‮ ‬كغيرها من المؤتمرات الدولية السابقة التي‮ ‬عقدت في‮ ‬الرباط عام‮ ‬2004م والرياض‮ ‬2005م ومؤتمر لندن حول القرصنة في‮ ‬الصومال في‮ ‬2012م وآخرها في‮ ‬تركيا والذي‮ ‬جاء في‮ ‬ظروف استثنائية بالغة الخطورة‮ ‬يمر بها عالمنا العربي‮ ‬منذ أزمة أو ثورة الربيع العربي‮ ‬الدامي‮ ‬التي‮ ‬بدأ اشتعالها بصرخة‮ »‬البوعزيزي‮« ‬من تونس‮ ‬وامتد صداها ولهيبها إلى سائر المنطقة العربية باستثناء دول الخليج‮ !! ‬لمطالب حقوقية مشروعة كالعدل والمساواة والحرية والقضاء على الفقر والبطالة ومراكز القوى الفاسدة والتي‮ ‬سرعان ما تحولت إلى فوضى عارمة نتج عنها الكثير من الدماء والضحايا والدمار والحرائق والمآسي‮ ‬وبالتالي‮ ‬هيأت هذه الأزمة لبيئة أكثر قابلية وانتشارا‮ ‬للإرهاب السياسي‮ ‬والفكري‮ ‬والثقافي‮ ‬والاجتماعي‮ ‬والديني‮ ‬وتحت مسميات مختلفة وبمباركة دولية ووفقا‮ ‬للسيناريو المعد في‮ ‬المطبخ السياسي‮ ‬الأمريكي‮ ‬ونظيره الغربي‮ ‬نتيجة لتدخل تلك الدول في‮ ‬الشئون الداخلية عبر سفاراتها وإدارة الصراع بوسائلها الإعلامية المدمرة‮ ‬ومد‮ ‬يد العون للجماعات والحركات والأحزاب الثائرة والمتمردة أحيانا على كل ما هو جميل لحسابات معينة‮ ‬والتي‮ ‬هي‮ ‬بفطرتها عنيفة حتى أصبحت سفارات تلك الدول خلال هذه الأزمة أشبه بأقسام شرطة ووكلاء نيابات‮ ‬وتلعب دور الشيخ الذي‮ ‬يمسك بمفاهيم اللعبة أكثر من الدولة والمعارضة بعيدا‮ ‬عن الأعراف الدبلوماسية واحترام السيادة والقانون بغرض ابتزاز القادة أو محاولة اقتلاعهم بعد انقضاء شهر العسل مع تلك الديكتاتوريات الهرمة‮ ‬رغم‮ ‬غض الطرف عن تجاوزات تلك القيادات وفترة حكمهم السابقة وتعاونهم مع الدول العظمى‮ ‬ومع هذا تضغط لاستبدالهم بقيادات جديدة أكثر هرولة وطاعة من أجل الوصول إلى كرسي‮ ‬السلطة مهما كان الثمن حتى لو استدعى الأمر بهؤلاء القادة الجدد تغيير‮ ‬قبلتهم نحو البيت الأبيض لإضفاء الشرعية عليهم واستلام مفاتيح السلطة والتسلط من جديد‮.‬
‮❊ ‬ومع علمنا جميعا‮ ‬بأن الإرهاب أحد العناصر التي‮ ‬تهدد السلم والأمن الدوليين‮ ‬ورغم المعايير والأسس الواضحة التي‮ ‬تكفل التصدي‮ ‬لظاهرة الإرهاب وبما لا‮ ‬يتعارض مع حقوق الإنسان‮ »‬الشماعة‮« ‬إلا أن طرق مكافحته بالرؤية الأمنية‮ ‬غير مجدية وأصبح المجتمع الدولي‮ ‬يئن ليلا‮ ‬ونهارا‮ ‬من وسائل الإرهاب المتعددة فكريا‮ ‬وسياسيا‮ ‬واقتصاديا‮ ‬وعسكريا‮ ‬واجتماعيا‮ ‬‮ ‬نتيجة لعدم مصداقية الدول الكبرى وفي‮ ‬طليعتها أمريكا حفاظا‮ ‬على مصالحها ونهب ثروات الدول الضعيفة‮ ‬بل إن الدول الكبرى أصبحت جزءا‮ ‬من الإرهاب بالوسائل الحديثة التي‮ ‬تملكها والمدمرة‮ ‬فسيطرتها على الإعلام الدولي‮ ‬والاقتصاد العالمي‮ ‬وانتشار بوارجها الحربية في‮ ‬بحار الآخرين ومحاولة فرض ثقافتها بالقوة على شعوب المعمورة وغزو بنما والعراق وافغانستان وضرب المفاعل النووي‮ ‬العراقي‮ ‬ومحاولة ضرب المفاعل النووي‮ ‬الإيراني‮ ‬وابتكار قانون أو مصطلح‮ ‬الحرب على الإرهاب عقب أحداث ‮١١ ‬سبتمبر ‮١٠٠٢‬م هو قمة الإرهاب والابتزاز‮ ‬وبرغم جروت تلك الدول إلا أنها ما تزال تدفع الثمن الغالي‮ ‬كالصراع بين الجيش الإيرلندي‮ ‬والجيش البريطاني‮ ‬وتدمير السفارة الأمريكية في‮ &#82

قد يعجبك ايضا