الحوار‮ .. ‬والامتحان الصعب



أحمد الكاف
المتعارف عليه أن لكل مشكلة حلا‮ ‬ولكل داء دواء‮ ‬يستطب به‮ ‬إلا الحماقة أعيت من‮ ‬يداويها‮.‬
وبلادنا الغالية مرت بالعديد من الأزمات السياسية ومنذ سقوط الإمامة ورحيل الاستعمار تطلع شعبنا للبناء والإعمار والتقدم والازدهار في‮ ‬ظل عهد الثورة والجمهورية وسعيا‮ ‬نحو تحقيق دولة الوحدة الأمل المنشود والهدف العظيم من أهداف الثورة اليمنية الواحدة سبتمبر وأكتوبر‮ .. ‬بيد أن وطننا شهد عقب ذلك أحداثا‮ ‬وصراعات سياسية وفكرية بل وعقائدية أيضا‮ ‬كادت هذه الأحداث أن تعصف بالوطن بشطريه‮ ‬بل إن هذه الأحداث والصراعات كانت أكبر عائق أمام إعادة وحدة اليمنيين خاصة في‮ ‬ظل تدخلات إقليمية وتأثيرات ما عرف بالحرب الباردة بين المعسكرين الغربي‮ ‬والشرقي‮ ‬قبيل سقوط الأخير‮.‬
ففي‮ ‬ظل هذه التأثيرات الدولية والتدخلات الإقليمية احتدم الصراع داخل كل شطر طبعا‮ ‬قبيل الوحدة وامتد الصراع إلى صراع شطري‮ ‬زاد الطين بلة‮.‬
بيد أن الحوار بين الفرقاء كان هو السبيل الأمثل للخروج بالوطن من الازمات‮.‬
‮ ‬ففي‮ ‬حين مثل مؤتمرا‮ ‬حرض وخمر إبان الصراع بين مناضلي‮ ‬الثورة اليمنية وبقايا فلول العهد الإمامي‮ ‬أو كذا الصراع بين الثوار أنفسهم فيما‮ ‬غرق بأحداث أغسطس‮ ‬68م مثل طريقا‮ ‬نحو المصالحة الوطنية عام‮ ‬70م والتي‮ ‬على ضوئها ترسخت وحدتنا الوطنية وتجاوزنا آثار الصراع والتناحر والتنافر فيما بيننا البين وساد الأمن والاستقرار معظم ربوع ما عرف بالشطر الشمالي‮ ‬سابقا‮.‬
كذا مثل حوار القاهرة بين رفاق الدرب الواحد فيما عرف بالجنوب سابقا‮ ‬لبنة أساسية في‮ ‬إعادة مسار الثورة إلى الطريق الصحيح وطبعا‮ ‬لولا الحوار لما تحقق الاتفاق والائتلاف وإن كان الصراع الشطري‮ ‬بين كيانين لاسم واحد اسمه اليمن أطال عمر التشطير فإن الحوارات واللقاءات بين قيادة الشطرين ساهمت في‮ ‬تقريب وجهات النظر وإزالة بؤر التوتر في‮ ‬مناطق الأطراف في‮ ‬الحدود الشطرية المصطنعة فإن هذه الحوارات واللقاءات مثلت السبيل الأمثل نحو تحقيق حلم الشعب وأمانيه في‮ ‬تحقيق وحدته والتي‮ ‬أشرقت في‮ ‬سماء الوطن ظهيرة الـ22‮ ‬من مايو‮ ‬90م كما لا ننسى أن فشل الجميع في‮ ‬حل أزمة شركاء الوحدة والتي‮ ‬تفجرت عقب الانتخابات البرلمانية الأولى في‮ ‬ظل الوحدة انتخابات‮ ‬93م كان هذا الفشل سببا‮ ‬في‮ ‬احتدام حرب صيف‮ ‬94م والتي‮ ‬مازالت آثارها شاهد عيان على أن الحوار هو السبيل الأمثل للخروج من الأزمات‮.‬
ومع تفجر ثورة الربيع العربي‮ ‬تطورت أزمتنا السياسية من أزمة بين أعداء اليوم رفقاء الأمس إلى دعوات مناطقية وصراع مذهبي‮ ‬وطائفي‮ ‬قد تحول الوطن الموحد إلى دويلات وكيانات لمشاريع صغيرة تجاوزناها سابقا‮ ‬طبعا‮ ‬بالحوار الهادف والبناء لا بالقوة والاستعلاء‮.‬
وفي‮ ‬ظل هذه الأزمة الطاحنة والتي‮ ‬تعد من أخطر الأزمات التي‮ ‬نواجهها أصبح اليمنيون أمام مفترق طرق وغدا الجميع أمام امتحان صعب لم نشهد له مثيلا‮ ‬هذا الامتحان العصيب نتائجه نكون أو لا نكون‮.‬
لكن أمام هول الأحداث وجسامة المخاطر التي‮ ‬تهدد وطننا شعبا‮ ‬وكيانا‮ ‬هل‮ ‬يصغي‮ ‬الجميع لنداء العقل والمنطق¿ وهل‮ ‬يسعى الكل للاستفادة من ماضي‮ ‬الأحداث الأليمة¿ وهل تتجلى الحكمة اليمانية المعهودة في‮ ‬الجلوس حول طاولة الحوار الوطني‮ ‬الشامل بعقول وطنية ومسئولة أمام الله والتاريخ والوطن في‮ ‬حوار العقلاء لا الطرشان لإنقاذ الوطن من براثن الصراعات والفتن فاليمنيون اليوم أمام امتحان صعب والحوار الوطني‮ ‬الهادف والبناء هو السبيل الأمثل أمام هذا الامتحان نتمنى أن‮ ‬يمثل الحوار الوطني‮ ‬الشامل سبيلا‮ ‬للخروج من هذا الامتحان العسير وكلنا ننتظر بشوق وصول الجميع إلى ط

قد يعجبك ايضا