فتيات لا يفصحن عن وقوع التحرش بهن خوفا من نظرة المجتمع
–
=غياب دور منظمات المجتمع المدني في هذا الاتجاه زاد من تفاقم الظاهرة.
القانون اليمني يحمي المرأة من التحرش ويعاقب مرتكبيه
حملات على الفيس بوك لمناهضة الظاهرة تكسر خوف الفتيات
تحقيق /نجلاء علي الشيباني
تتنقل بين السيارات في الجولات لا تمنعها اشعة الشمس الحارقة من البحث عن لقمة العيش.. تبيع المناديل والفل ومجموعة من العطور ..لكن من يتركها في حالها. فجمالها وصغر سنها يدفع بأصحاب السيارات إلى التحرش بها منهم من يمسك يدها ومن يتلفظ بألفاظ مخلة ومنهم من يطلب منها مرافقته.
فاطمة تبكي بحرقة وهي تلعن الظروف التي ساقتها وشقيقتها أمة الرزاق التي تبيع الخبز والشذاب (المشقر)في سوق الملح فهي ليست احسن حالا من فاطمة كونها تتعرض للتحرش كل يوم تقريبا ..تقولان الدافع الذى جعلنا نخرج للشارع وتحمل هؤلاءالناس الذين لا يعرفون الحياء ولا يخافون الله تعالى هو أن والدنا كفيف ولايمكنه العمل ونسكن في منزل ايجار مكون من غرفتين وملحق حتى صاحب المنزل لم يتركنا في حالناولا اصحاب الحي لأنهم يدركون اننا لا يمكن أن نجرؤ على ارتياد اقسام الشرطة للشكوى ..
تحدثتا الينا وهن تبكيان خوفا من أن تصبحاصيداسهلا في مجتمع لا يرحم…..¿
ليست هذه القصة الوحيدة فهناك تجارب مريرة تذكر… فوزية موظفة في احدى الدوائر الحكومية تقول أن زملاءها في المكتب يظلون يرمقونها بنظرات تخيفها وهي تتحرك بين المكاتب …ولايقف الأمر عند هذا الحد وانما حاول مديرها ذات يوم الإمساك بيدها …وتجاهلت الأمر وكأن شيئا لم يحدث خوفا على سمعتها وتقول لست وحدي من تعرض لمثل هذا النوع من التحرش في العمل فصديقاتي تصل الى مسامعهن الفاظ تخدش الحياء بصورة مقززة ومنهن من يتلقين رسائل فاضحة عبر الجوال …ولا رادع للحد من تصرفاتهم اللاأخلاقية.
سلوى معلمة في احدى المدارس الخاصة تقول :لولا حاجتي الماسة للعمل كي اعيل بها أولادي لما استمررت في هذه المدرسة التي يسيطر عليها الذكور ولبقيت في المنزل هربا من مواجهة الرجال وبعيدا عن التحرش وحريق الدم….
كما تشكي مروة طالبة كلية الهندسة بأنها تتعرض للتحرش من قبل زملائها وفي الباصات .
تضيق جوهرة ربة المنزل من خروجها للسوق لشراء متطلبات اسرتها فهي لا تسلم من معاكسات الشباب واحتكاك الرجال بها في زحمة السوق ….وتحكي ان رجل حاول الالتصاق بهاوضمها الى صدره في وسط شارع جمال وصرخت بقوة وقامت بدفعه بعيدا عنها ….ولاذ بالفرار ..تمنت جوهرة لحظتها لوŽŽŽŽŽأن هناك رجل أمن لكي يلحق بالرجل ويردلها كرامتها منذ’ ذلك اليوم قررت الاتخرج من منزلها بمفردها.
لفت الانتباه
الموظف عبد الواسع عبد الاله جباري يرجع مسألة تحرش الرجال بالنساء…الى المرأة نفسها التي تشد الرجل لهذا العمل المخل بالخروج من منزلها كما نرى هذه الأيام وهي بكامل زينتها وكأنها في عرس الى جانب العطر والقيام بحركات للفت انتباه الرجل وهذا النوع من النساء من الطبيعي جدا أن تجد رجالا يتحرشون بها اما اذا كانت المرأة محتشمة في لباسها ونقابها فلا يجد الرجل ما يجذبه فيتركها تسير في حال سبيلها دون ان يتعرض لها بالقول ولابالفعل.
خليل الجابري له وجهة نظر اخرى تجاه القضية هي ان البطالة التي يعاني منها الشباب هذه الأيام وقلة الوازع الديني هي التي دفعت بهم الى الشوارع وملاحقة النساء ومضايقتهن بصورة مستمرة تدعو للقلق.
اليمن الأكثر نسبة
وحذر ناشطون من 17 دولة عربية في ندوة بالقاهرة عقدت مؤخرا حول التحرش الجنسي بالنساء في الشوارع والمدارس واماكن العمل بالعالم العربي .
واوردت الاحصائيات ان 90%من نساء اليمن تعرضن للتحرش بينما في مصر وصلت نسبة التحرش الى 83%ولبنان بنسبه33% وهكذا تتصدر اليمن قائمة التحرش الجنسي بالنساء في العالم العربي.
وفي الاستطلاع الذي أجراه أحد المواقع الالكترونية حول مشكلة التحرش الجنسي بالمرأة اليمنية اتضح ان من بين (20)امرأة عاملة في مؤسسة حكومية وأهلية وأسواق تم سؤالهن اكدت (18)منهن انهن تعرضن لتحرش جنسي لفضي من
