أبجديات الوطن .. إخماد الفتن..!!
عبدالله الصعفاني
مقالة
عبدالله الصعفاني
عبدالله الصعفاني
ما دمنا حتى اللحظة نرفع علم الوطن ونعلق شاراته في مكان قريب من الصدر لماذا لا نكمل المهمة ونضعه معنويا داخل القلب في حراسة من العقل والضمير وصحيح الدين والإيمان..¿
* وما دمنا نتسابق على ترديد نشيد الوطن وتجليات إبداع (أيوب والفضول) ما لنا نجعل (العلم) ومن قبله الوطن حاضنا لحماقاتنا وأوجاعنا النفسية وعللنا الذهنية والسياسية.
* الوطن اليمني يدعونا لأن نحبه فنمارس حماقة الكراهية تجاه بعضنا فيستقبل الوطن شرارات الفتن .. والعلم الوطني يدعونا لأن نرفعه فنرفعه لكن فوق إدمان حماقاتنا وانفعالاتنا.
* بترديد النشيد نؤكد على بقاء نبضات قلوبنا يمنية لكن ما يمارسه بعضنا يصوب رأس الخنجر على خاصرة الوطن بمثابرة تبرز في هذا العناد المستفز.
* نردد النشيد لكننا لا نحترم الشهيد .. وإنما ندفع بشهداء مدنيين وعسكريين ليس من أجل قضية وسياق حل وإنما إرضاء للأهواء الشخصية .. هل هناك ما يبرر عدم استبدال الصراع والمواجهة والفوضى بالحوار على مرأى ومسمع الأشهاد بحيث يقول الشعب مرحى للاتفاق أو يحكم هذا مخطئ وهذا يمتلك الصواب.
* الوحدة اليمنية نفسها لم تعد عند بعضنا النشيد العالق في كل ذمة بعد أن تزايد عدد الذين ينفخون في فتن لا تستدعي .. إلا الانفصال والردة .. هل تابعتم كيف يجعل العطاس والبيض من اصطفافات الشارع وانسداد أفق الحوار السياسي مجرد خطوة من خطوات تهيئ للردة عن الوحدة ..¿
* ولم لا يتربص الانفصالي بالوحدة وهو يرى بوادر الفتن ويتذكر أن من عاد وامتدح الوحدة هو من تقدم الصفوف في كل الظروف حيث بيننا من تتساوى عندهم دعوات التجزئة .. والانشطار .. بدعوات الوحدة وهم الذين وصفهم صحفي مهموم باليمن بالسوس الذي ينخر أجهزة الدولة والمجتمع.
* العلم الوطني الذي يحضر في كل الساحات لا يستحق من بعضنا أن نرسم عليه الجمجمة والعظمتين وإنما نرسم بألوانه تجليات أحلام أطفال يبحثون عن الأمن والاستقرار والتعليم والصحة ولا يفهمون معنى الرحيل أو البقاء المكتوبة على وجوههم الطرية.
لماذا لا نبرئ الوطن والعلم مما يلقى عليهما من أصباغ الفوضى والعبث والاستهانة بواقع يمني لا يتحمل العنف ولا الصدامات التي تتم الآن بقوة دفع الانفعالات ويخشى العقلاء أن تتحول إلى مواجهات ثأر ومناطق ومذاهب..¿ هل حقا ما تزال الوحدة اليمنية نشيدا عالقا في كل ذمة..¿
* مؤسف جدا أن يتواصل الاعتماد على نمط العقلية القبلية بفقه السياسة ووهم الاعتقاد بأننا نحسن صنعا .. ومؤسف أن نسمح بالتضليل السياسي والإعلامي وفجور الايديولوجيا ونزعة المصالح بالتحكم بالإرادة الطيبة والنوايا الصادقة لدى أغلبية يمنية تتشكل مواقفها على نحو جامع يرى الوحدة والاستقرار ومكافحة الفساد في صدارة المطالب ومقدمة الحاجة لاستحضار الإيمان والحكمة.
* أما الحل فليس فقط في شعارات البقاء أو الرحيل وإنما في عدم إسقاط فضيلة اللقاء وفي استحضار الإرادة غير المأزومة على طاولة حوار تكون فيه المواقف والأحلام وحزم الضوء من الوطن ومع اليمن.
* والأمر لا يحتاج إلى أي عبقرية وإنما باستلهام أحلام شعب طيب يغذي صباحاته ولياليه بالقرآن والسنابل وعقود الفل والبن.
* اليمن في هذه الأيام لا يحتاج لمباريات الجمع المحتشدة بسباق التسميات الثورية أو الناعمة وإنما إلى حوار يجري فيه احتراق الدستور والقانون بصورة مختلفة تحتكم إلى الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة بالنزاهة المطلقة في فرض مفهوم الشرعية الدستورية بما يغلق الأبواب والنوافذ أمام غبار الشرعية الثورية.
* وبدلا من أيام الزحف إلى غرف النوم وأيام الخلاص والرحيل المرعبة وأيام الإخاء والتسامح الحالمة ليتوجه الفرقاء إلى يوم عمل حوار جاد ومسؤول وشفاف عنوا نه يوم الوطن.
واللهم من أراد باليمن سوءا فاجعله في نحره .. قادر يا عظيم.