وليعذر من أساء الظن به!!
عبدالجبار سعد
مقالة
عبدالجبار سعد
عبد الجبارسعد
> على من يرون أن لهم مصلحة في التغيير أن يستعرضوا كل القوى التي تسندهم وتروج لمطالبهم ويحددوا مواقفهم منها حتى يكون صوتهم متميزا عنهم .. فلا يمكن أن يكون من ساهم في خلق الفساد والقتل والنهب والظلم والاستئثار والتمييز في ليلة واحدة هو نفس الثائر الذي سيخرج البلاد والعباد من تبعات أفعاله .. وليته استغفر الله قبل ذلك واعترف بخطيئاته في حق الله وعباده ورد المظالم إلى أهلها وتخلى عن الثروة الحرام التي انتهبها من الحقوق الخاصة والعامة .. فالله يقبل التوبة عن عبده مالم يغرغر .. والمؤمنون متخلقون بأخلاق الله .. ولكن هل من مدكر .. ¿
>>>
الذين يرون أن الشباب وحدهم هم القوة الحقيقية المطالبة بالتغيير وأن ماسواهم ممن ركبوا موجة مطالباتهم من فاسدين ومغامرين هم بعيدون عنهم ولا يجسدون توجهاتهم وإنما هم ذباب تقع على موائدهم ..عليهم أن يعينوهم في التعبير عن مقاصدهم بعيدا عن المتسلقين والمتمصلحين وأن يكون تعبيرهم موحدا وعقليا وملما بكل ماحولهم من أوضاع ومتغيرات ..
>>>
الشيخ القرضاوي استأذن مرة وأخرى من شباب التغيير في مصر أن يقدم من الدوحة إليهم في ميدان التحرير ليسندهم ويلقي خطبة الجمعة فيهم وهم في قلب المواجهة مع مبارك ونظامه فاعتذر منه الشباب قائلين إن الثورة لم تبلغ نهايتها بعد ولم تحقق مقاصدها .. وبعد أن تخلى مبارك عن الحكم عاود الطلب فأذن له الشباب ..
وكم كانوا حكماء عندما فعلوا ذلك حتى لا تحسب ثورتهم عليه ولا على غيره من الرموز الدينية وغير الدينية .. ولم يفعل شبابنا الأمر نفسه للأسف مع أمثاله في البلاد .. وإن كان البعض عبر عن مقته لمن لهم مواقف لا تنسى من قضايا الأمة ..
>>>
ربما بلغ الأمر بالبعض حد اعتبار من لم يعتصم مع المعتصمين كافرا أو غير مؤمن برغم أن الشباب المطالب بالتغيير ممن لهم معاناتهم الحقيقية أو مطالب من النظام له قد أصبحوا نقطة في بحر القادمين عليهم من طلاب التغيير ممن لا يعانون لا من انعدام القوت ولا من حرمان الوظيفة الشريفة التي يطالب بها الشباب ..
وبرغم أن الكثير ممن يتقاطرون على المعتصمين الآن ليسوا بحجة على الله ولا على الناس وليس لهم تاريخ نظيف في السلوك السياسي والأخلاقي والديني ..
>>>
وحدهم الذين لا يمتلكون شريعة ثابتة تحدد مسارهم هم الذين يندمون على مواقفهم لأنهم يسيرون باتجاه الريح حتى لو اتجهت عكس مقاصدهم الشرعية والعقلية ووحدهم الذين يضعون شريعة الله مصدر مسلكهم هم الذين لا يندمون على موقف حتى لو ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الموقف فالحقيقة التي لا تقبل التغيير هي شريعة الله أما المواقف المختلفة للناس سواء كان مصدرها فلسفات أومصالح أو رؤى خاصة فهي تتقلب بتقلب الأوضاع والناس ..
>>>
لا ينبغي أن يطالب من يرفض العنف ومايفضي إليه ومن يرفض الفتنة وما يوقظها بالندم والاستغفار عن موقفه ولكن يجب أن يطالب المحرضين على الدم والفتنة بأن يستغفروا الله عن ذلك .. فالفتنة نائمة لعن الله من أيقظها .. والله يقول .. «وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين» ..
>>>
يجب على كل مؤمن أن يكفر بالفتنة وأهلها ويطلب الوصول إلى حلول تقي الأمة شرها .. فمن كان له مشروع للتغيير الآمن فليقدمه للناس كي يروا فيه رأيهم وسنكون مع المؤمنين فيما اتفقوا عليه وقبل ذلك وبعد ذلك مع شريعة الله التي لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها ومن كان غير ذلك فليعذر من أساء به الظن .. والله من وراء القصد