حتى لانردد: إنهبوا بنظام!! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

 
يوميات الثورة

عبدالله حزام

كم هو مناسب التذكير بالحكمة من خلق أذنين وفم واحد للآدميين ¿ طبعا الحكمة ليست اليوم فقرة في إذاعة مدرسية لكنها موجهة لأطراف العمل السياسي المتمترسين خلف إعلام نذير شؤم يهددنا باستمرار نحوس “ليالي العجوز” والسنوات العجاف بدلا عن الإنصات لصوت العقل وموجهة أيضا لمن يتواجد في ميادين التظاهر (مع – وضد) وللفئة الصامتة التي تترقب المشهد وتنتظر رصاصات البنادق تقرع أبواب منازلها!! وتردد معها العبارة المشهورة التي ارتبطت بعربدة 1948م في صنعاء: انهبوا بنظام.!!

الحكمة السابقة ياسادة تقول لنا: عليكم أن تسمعوا أكثر من أن تتكلموا “فمن لا يتقن فن الاستماع لا يجيد فن الحديث” وهذا الحاصل اليوم فقد أضعنا طريق الحوار لأن أفواهنا تسبق لغة الإنصات.. أضعنا الحوار كقيمة قتلناها بالجدل البيزنطي الذي لا يفضي إلا إلى المنحدر الخطر.. وتركنا نعمة الإنصات التي تقود إلى وزن المواقف بميزان التأني الذي فيه السلامة.

وهنا دعوني أسأل.. هل بصمة النفس الضيق في الحوار علامة تميزنا عن غيرنا ¿ وهل نحن خيال حتى لا يرانا السياسيون فيهبطون إلى محيطنا الأرضي يحاورون ويتحاورون من أجل أن يعم الأمن والسلام.. ¿!

فصل من تلك البصمة نشاهده في مواجهة بين سياسيين من أهلنا في مشهد حوار (ديكة) على فضائيات صب الزيت على النار يظهرون فيه كقادمين من أدغال التعصب والعنف يلوكون فيه عبارات الويل والثبور وإقصاء الآخر وتسفيهه لأنه يختلف معهم في الرأي. ولنا في برنامج (الاتجاه المعاكس) أسوة. أما نحن كمشاهدين فنصيبنا الإحباط الذي نشعر معه أننا فعلا “(سلالة قرود) ولسنا أمة صاحبة حضارة على مدى ألف وأربعمائة عام وتزيد”!!..

نبتعد بالأميال عن منهج صاحب أهم دستور الهي القائل : “قال له صاحöبه وهو يحاوöره أكفرúت بöالذöي خلقك… ” ونقترب أكثر من منهج إبليس الذي يحتاج إلى خلوة فتخرج قراراتنا قنابل مدمرة.!

قرارات من النوع الذي تتغلب فيه لغة البنادق والأيدي والهراوات المدججة بهالة التعصب والجدل.. نعم الجدل الذي هو خلاف في الحوار يتسم بالشدة والغلظة في القول وطغيان أسلوب العنف والنزاع.¿ فيتغلب على لغة الإيمان “يمان والحكمة يمانية” المنقوشة على نصب في ساحة جامعة صنعاء تحدق إليه عيون المعتصمين والمارة وكل من يتوق لتذكر تلك الشهادة النبوية لليمنيين.!!

بكل أمانة لاينفك خوفنا من إعمال نظرية “إذ لم تكن معي فأنت ضدي” التي تعتبر أهم معوق اتصالي بين الإخوة أضف إلى ذلك القطيعة وإلغاء الآخر والاستهانة به وجميعها معوقات تواصل لا تزحزöحنا إلا إلى مربع العنف.

وأما ثالثة الأثافي أن البعض منا يدأب على تنحية الحوار جانبا ويعمل بنظام ممارسة طقوس العنف التي نشهدها شعارا يعتنقه البعض فتظهر عقيدته في الاعتداء على المنشآت العامة والخاصة إما إحراقا أو نهبا كنهج يرى فيه أصحابه أنه أقصر السبل لتحصيل الحقوق الاجتماعية.!

هكذا يجد كاتب السطور نفسه قلقا إلى جانب السواد الأعظم من الناس من كل ماسبق.. قلقا من فتاوى علماء يعملون بطريق التليفون الصيني ذو الثلاث شرائح.. مع أن العالöم فاروق بين الحق والباطل لاينبغي أن تأتي فتواه محكومة بخلفيته السياسية.. وإلا إنقسم الناس وأشتعل نار الخلاف..!!

نريد عالما يقول لنا قال الله – قال الرسول ولايقول (رأيا) لأن عواقب الرأي كارثية أحيانا وإلا نزعنا عنه صفة عالم الدين وألبسناه رداء السياسي الذي يمكن تشغيله بزر “فن الممكن.”!!

وما ينبغي أن يعرفه عالم الدين أن لا طريق أمامه كي يكون عالم دين روحي ومتسام إلا الدعوة إلى الصلح الذي هو خير وطريق ذلك الحوار بالحكمة والموعظة الحسنة وليس التنازع وشحذ همم الجماهير بالفتاوى التفجيرية.!

أما الأحزاب فنصيبها كبير في إفساد ذات البين.. تعلمنا على الدوام أن نخلط بين الموضوع والشخص وحين تحاور تحاور على مستوى الأشخاص لا الأفكار..أحزاب ربتنا على الأحادية.. وطريقة شعر جرير والفرزدق في الهجاء.!

يكفي فقد ارتفعت درجة حرارة الأحداث إلى المستوى الخطر واحمرت حدقات عيوننا من كثرة شخوص أبصارنا نحو شاشات التليفزيون ونحن نبحث عن حكمة اليمنيين في خبر عاجل وقد بدأت الحكمة تتجلى بالأمس على شريط الأخبار التي أعلنت عن لقاءات بين السلطة والمعارضة ونقاط جديدة كمدخل للحوار.

نرجوكم إبدأوا وكفوا عن السخرية بعموم الشعب !..لا يزال في الوقت متسع للعقل أعيدوا فقط فرمتته..بدلا عن إغلاق (شواقيص) الأمل في وجوه الناس.. وأحسنوا إليهم تستعبدوا قلوبهم قبل فوات الأوان!!

قد يعجبك ايضا