مشاهد يومية .. عتمة … لم تعد محمية!!!
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
{ صديقي الزميل محمد محمد إبراهيم قالها ذات لحظة : هذه الصورة تشعرني بالكآبة كان يشير إلى صورة كبيرة في مكتبي لعتمة يومها استغربنا كثيرا كيف لهذا المنظر الجميل الذي أظل أكحل به عيني كلما كنت في المكتب قال زميل آخر : محمد إبراهيم مهموم بالزواج ولذلك يرى كل شيء مدعاة للاكتئاب تأكد لنا بعد زواجه الميمون صحة ما قاله ذلك الزميل أن الرجل كان مهموما بالخطوة القادمة التي أنجزها منتصرا وعاد يقول لي : هذه الصورة تشيع في نفسي الفرحة!! ففرحنا جميعا الزملاء الذين نجتمع كل يوم في مكتبي لانقشاع غمامة الكآبة لدى زميلنا.
منذ أن تفتحت عيناي على الحياة انطبعت في ذهني صورة تلك القافلة الطويلة من الجمال والتي كانت تظهر أمامنا فجأة من بين الغمام وأمام ديوان الوقف أمام دار جدنا الأكبر جد القرية ينيخ القادمون جمالهم تبين في ما بعد أن تلك القافلة كانت تأتي من عتمة.
وعتمة للجمال والخير مكان للعيش والاستقرار وانظر إلى وجوه أبنائها وأولهم محفوظ البعيثي وإنسانها إنسان كريم يحرث الأرض بأصابعه فتنتج حبا كانت القوافل تذهب به إلى الحجرية وكان إنسانها يأتي إلينا ليعمل في الأرض لأكتشف في ما بعد أن أجدادنا طالما ذهبوا إليها لينالوا من خيرها ما تستطيع أياديها العرقى من الجهد ليأكلوا عيشا نظيفا لتظل بطونهم نظيفة أليس العمل قيمة أخلاقية على الأقل تعلمنا هذا من أهلنا الذين نحتوا الصخر وصولا إلى اللقمة الشريفة.
عتمة في لحظة ما أعلنت محمية طبيعية ولا أزال نادما إلى اللحظة فيومها دعاني الصديق الجميل عبدالرحمن الغابري صاحب العين الأجمل للذهاب معه فتلكأت لأندم إلى الآن وعلى فكرة فقد تعلمت أول الحروف في المهنة من الأستاذ زيد الغابري.
الصديق عبدالملك المعلمي كان في الواجهة لإعلانها محمية استبشرت أن عتمة الجميلة ستتحول إلى مقصد للباحثين عن الجمال وهدوء النفس وستكون نواة للحفاظ على البيئة والحياة البرية عموما.
ويا ليتني لم أحلم فقد تمخض الجبل فولد فأرا كما يقولون غابت أخبار المحمية وتبين في ما بعد أن لا محمية ولا يحزنون برغم حنق البعض من تحقيق نشره الزميل عبدالواحد البحري عن القضاء على النمر البري قامت الدنيا وقعدت حتى اللحظة قعدت الهيئة التي يفترض أنها تشرف على المحمية لتضيع الفكرة وتبقى عتمة وإذا أردتم ولكي تكون الصورة واضحة فاقرأوا هذا التحذير :
حذرت دراسة جديدة من تناقص الموارد الطبيعية خاصة الغطاء النباتي بمحمية عتمة الطبيعية بسبب الممارسات والنشاطات الخاطئة والمناخ.
وأوضحت الدراسة التي نفذها المهندس بالهيئة العامة للبحوث الزراعية محمد مفرح بتمويل من وزارة المياه والبيئة أن المحمية تعاني عددا من المشاكل والصعوبات منها الإفراط في قطع الأشجار الحراجية المعمرة خاصة على ضفاف الأودية الرطبة.
وأشارت الدراسة إلى أن الزيادة الكبيرة في عدد السكان أدت إلى زيادة الطلب على منتجات الأخشاب كحطب الوقود والفحم ومنتجات أراضي المراعي وبحث الكثير من السكان عن العمل في مجال بيع وشراء منتجات الغابات والطلب على الأراضي الزراعية والسكنية وتوسعها على حساب الغابات الطبيعية.
ونوهت بأن فترة الجفاف المتعاقبة والطويلة أدت إلى انحصار الغطاء الشجري في المناطق شحيحة الأمطار وكذا انجراف التربة وتهديم بنيانها ما تسبب في حوادث السيول الجارفة في مناطق الوديان.
وسجلت الدراسة ظهور ندرة لبعض أنواع الأشجار الهامة المكونة للغابات ما سيؤدي إلى تدهور مناطق الغابات نفسها كما هو حاصل لشجرة العلاب في وادي هدر وأشجار الطالوق والذرح في مناطق أخرى.