مشاهد يومية..التدوير الوظيفي¿! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 
 
عبدالرحمن بجاش
 
{ وحده أبو الهول سيظل مكانه إلى ما شاء الله لن يبرح المكان ولن يطلب إليه ذلك أحد!! وجوده هناك حارس للأهرامات حارس للزمان والمكان ما بقي المكان ومهما تغيرت الأزمان لكن حقائق الأمور والمنطق والعقل يقولان بضرورة أن لا يظل الموظف في مكانه من لحظة أن ينضم إلى الوظيفة إلى لحظة أن يخرج منها بالموت وحده لكن موظفين كبارا بدءا من أمناء الصناديق يظلون أكثر مما تبقى خزائن الأموال وإن تركوا المكان فيكون للولد الذي تم توظيفه خلسة على أنه زائر ثم مساعد ثم ورقة تقدم إلى المدير «هو ابنكم ويساعدني» وفجأة تجده يصرف المال ويشخط وينخط وإذا بالناس يلاحقونه «عند الله وعندك أيحين نجي» وهو واقف كالأسد الهصور يوزع نظراته وخيراته هذا إذا كانت خيرات.
 
وتصعد في السلم لتجد أناسا من صنف «مسؤولين كبار» يلتصقون بالكرسي ويا «أنا يا هوه» واللي مش عاجبه يشرب من ماء البحر أو النهر لكن لا أنهار في هذا الوطن سوى نهر الأموال!! التي تتدفق إلى بعض الجيوب – وما أكثرها -!!
 
ظللنا نتحدث كثيرا في الحوارات والمقابلات عن «تدوير الوظيفة» وصدر لهذا قانون أو هو لا يزال أمام مجلس النواب – لا فرق – ولا تدري متى سيظهر للعلن ولا تدري هل سيطبق أم لا ولكن بالنظر إلى ما سبقه من قوانين فأخشى القول إنه سينضم إلى سابقيه فقط لكي نظل نردد : «لدينا أفضل القوانين في اليمن» ولا يتجرأ أحد على القول : ولا نطبق منها حرفا واحدا وهو بالفعل ما يحصل حيث لا قانون يطبق حتى قانون المرور!!
 
هل يدرك البعض أن مساحة الإحباط تكبر كل يوم بسبب عدم تدوير الوظيفة وتخليد الموظف في مكانه ولا أقصد هنا صغار الموظفين الذين تطبق عليهم حتى مساءلة هيئة مكافحة الفساد التي تحيل يوميا منهم عشرات إلى نيابة الأموال العامة لا تجرؤ على الاقتراب من كبارهم الذين اختاروا أجود أنواع الصمغ للتثبيت على الكراسي!!
 
وانظر إلى داخل كل وزارة ومؤسسة ومرفق ستجد الناس قد أصيبوا بالملل والسأم وهم باقون في أماكنهم ومحور الكون المسؤول الأول والباقون كأنهم خشب مسندة! هكذا فرض عليهم الإجحاف الدائم والاستمرار على الكرسي إلى ما شاء الله!!
 
وبرغم كل الكتابات وكل النقاشات تصبح الدعوة إلى تدوير الوظيفة قانونا حديثا في مهب الريح!! لكن النتائج التي لا ترى بالعيون المجردة تباطؤ في الإنجاز توقف الإبداع لا تجديد في شيء ولا يحزنون ويتوقف الكون عند إرضاء فلان وعلان لأنهما – فقط – فلان وعلان وفي ستين داهية أبو منú يستحق!!
 
كثيرون سيخرجون ألسنتهم تجاه هذا ولسان حالهم يقول : «طز لو ماتوا نحن باقون» ولا يدرك هذا أن الدائرة ستدور عليه يوما مهما طال الزمان وسيخرج المتشبث بالوظيفة بطريقة هو يعلمها لكن الذين تسيل الأموال إلى جيوبهم لا يعيرون الأمر التفاتا لأنه لا يهتم لا بمستقبل هذا البلد ولا بمستقبل أولاده هو لأنه لا يدرك أنه أغلق النوافذ والأبواب على الريح التي تجدد هواء الغرفة المكتومة.
 
الآن هؤلاء الشباب المحبطون هم هكذا لإحساسهم بأن نوافذ الأمل أغلقت ولا وظيفة ولا حلم ولا أمل بل قص ولصق!! وهم ينظرون إلى المستقبل الشخصي الذي يأتي ولا يأتي ثم يرون إلى المستقبل العام الذي يغيب رويدا حتى يكاد يضيع ومنú لا يريد أن يترك للجيل الذي يليه «يعúكöم الزمان والمكان» بينما المطلوب صحوة ضمير ليدرك أن هؤلاء خريجي الجامعات والمعاهد من حقهم أن يتوظفوا من حقهم أن يبادلوا منú سبقهم أماكنهم لأن حكمة الله قد قضت أن يتتابع الناس ويرث بعضهم بعضا لكن أنانية الموظف العام الكبير تقول بغير ذلك تقول بـ «نحن وليذهب الآخرون إلى الجحيم» لا يدركون مهما بدا أن أولادهم لا يعانون من مشاكل أنه سيحين الوقت الذي سيأتي فيه الولد لأبيه ليقول له : لو دامت لغيرك ما وصلت إليك وانظر – مثلا – على صعيد المهنة الصحفية في البلاد التي تعرف المهنة على أنها مهنة إبداع وليست مهنة نسخ وقص ولصق تجد رئيس التحرير يتحول إلى محرر والمحرر يتبوأ رئاسة التحرير ليعود مرة أخرى إلى الميدان لتتجدد الحياة وليبدع منú هو قادر على الإبداع أما أن تتوقف الحياة فهو هدف الأنانيين وسؤال إلى الحكومة : افتحوا نافذة أمل للشباب وقولوا للمعتقين : يكفي وبالقانون.
 
 

قد يعجبك ايضا