مشاهد يومية.. لا تنسوا تهامة¿¿
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
عبدالرحمن بجاش
{ في الكون كله تحصل المظاهرات تحصل المسيرات تنظم فعاليات أنشطة لكنك ترى في الأخير أن الجميع لا يتركون الحياة تتعطل ويظلون مشغولين بشيء واحد.
وانظر ففي الدول المتقدمة حين يزورها أكبر رأس في الكون فيحصر استقباله وأنشطته في مساحة معينة ويترك الباقي للناس يمارسون حياتهم وأتذكر أن بوش حين زار إيطاليا ذات مرة فتعطل مواطن عند إشارة بحجة أن الشارع شغöل أو تم إيقاف حركة السير ليمر موكب بوش لم يتردد المواطن الإيطالي في أن يرفع دعوى ضد الحكومة بأن وقته أهدر وذلك أثر على مصالحه ولم تتردد المحكمة في أن تحكم له بالتعويض في بلادنا هناك ممن يبحثون عن الرزق منú هو مستفيد من وجود الجموع في ميدان التحرير وميدان التغيير والآخرون من التجار خسروا فمنú يعوضهم.
البلاد كلها بمن فيها المسؤولون حتى الخدميين مشدودون إلى ما يحصل في الشارع وهذا لا بد منه في جانب من الصورة لكن مصالح الناس تتعطل حين توظف الوقت نصفه في متابعة ما في الشارع والآخر أمام التلفزيون.
في تهامة الآن يعاني الناس معاناة شديدة والكل مشغول ووسائل الإعلام أنظارها مشدودة إلى ما يجري – أيضا – في الشارع وهذا واجبها لا نقول فيه شيئا لكن إذا طالعت صحيفة ستجد كل صفحاتها مكرسة للمظاهرات والمسيرات ولم تشد انتباهها إلى ما يجري في تهامة وما يجري فيها معاناة واضحة وهناك أناس يموتون ليس بسبب الضنك ولا المكرفس ولا انفلونزا الخنازير ولا انفلونزا الطيور ولا حتى الملاريا التي تعيث في الأرض فسادا بسبب جهل الإنسان معظم الوقت وتدني وعيه إذ أن الوقاية خير من العلاج لكن الجميع يلهث متأخرا وراء العلاج ويضرب بالوقاية عرض الحائط ولو نظرت – مثلا – إلى ذلك السور الهائل في صورة معلقة بمقر مشروع مكافحة الملاريا والسور من إطارات السيارات لعرفت أين الخطأ وممن يرتكب.
ويفترض أن القانون يعاقب منú يترك برميل الماء مفتوحا أو يهمله حتى يصاب بالصدأ أو يجرف التربة ويهيئ الأرضية لتتحول إلى مستنقع أو يسد الماسورة بعودي!!
الآن هناك مرض يحصد أرواح الناس لا هو هذا ولا هو ذاك ولا يدري الناس إزاءه هل العلاج هو الحل أم الوقاية مرض هزم الناس جميعا.
حين سألنا : هل هو المكرفس¿ قالوا : لا هل هي الضنك¿ قالوا : لا هل هي الملاريا¿ قالوا : لا إöذا ما هو المرض الذي يقال إنه حصد إلى اللحظة – كتب العمود أمس ظهرا – (72) شخصا قال مصدري إنهم المسجلون في مكتب الصحة بالمحافظة.
وحين سألته عن أعراض المرض القاتل قال : حمى شديدة انخفاض في الصفائح الدموية صعوبة في التبول يدخل المصاب في غيبوبة وفي الأخير يصاب بالفشل الكلوي ثم الوفاة ولا تستجيب الحالات إلى أي دواء فيعطى المصاب مضادات حيوية وسوائل ولم يعرف أحد ما هو إلى اللحظة!! وهو ليس معديا أما كيف ينتقل ومن أين فلا أحد يعلم إلى اللحظة وقال مصدري : إن هناك خلافا حول المكان الذي يفترض أن ترسل إليه العينات إلى مصر أو إلى عمان.
المهم أن الإسراع في إرسالها إلى أي مكان سيكون أخير وكلما أسرعنا أنقذنا حالات جديدة.
وللجميع : اعطوا بعض الوقت من الاهتمام لما يحصل في تهامة هذه الأرض الطيبة بإنسانها الصامت الذي يعاني بصمت أيضا.