مشاهد يومية .. حضور ذكرى العفيف «0»!!! 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

 عبدالرحمن بجاش

 { أحيت مؤسسة العفيف الذكرى الأولى لوفاة الأستاذ المربي أحمد جابر عفيف كان الحضور صفرا برغم حضور ذلك العدد الصغير وحين تسأل عن السبب فتش عن القات الذي يشغل الناس في هذا الوقت خاصة عند الساعة السليمانية التي تشغلني حتى أنا لكن على الأقل أكون وزملائي في الصحيفة وفي ساعات الذروة فنرسل زميلنا حسن شرف الدين لتغطية الفعالية ويعود متبرما : لم يحضر أحد!! سألت الأستاذ – رحمه الله – وقد وبخني : لماذا لا تحضر فعاليات المؤسسة وأنت منú ينشر برنامجها السنوي¿ قلت : يا أستاذ لماذا لا تكون الفعاليات صباحا¿ فنظر إلي عاتبا : بعد الظهر مخزن أنا داري قلت : بالفعل قال : يا ابني أريد كسر هذا الزجاج الذي يفصل بين المخزنين والأشياء الجميلة لكننا كمخزنين قهرناه!! أقولها وبأسف شديد حيث استعمرنا القات وصار ثقافة كيف نوازيها بثقافة أخرى نسبقها ونتقدم الركب¿ الجواب عند حملة القلم كل الفعاليات عند منظمات المجتمع المدني المشغولة بـ «الأثوار»!! كل أسبوع تقام تحيا تنظم فعالية في المؤسسة وهذا شيء جميل أن تظل تقاوم الإحباط الذي أوله عدم حضور الناس وأقصد بالناس الذين هم الناس!! والشكر الذي يجب أن نوجه فهو إلى مجلس الأمناء الذي يصر على أن يستمر برغم كل المحبطات ولا شك أن المؤسسة في الأخير ستنتصر وينتصر الخط الذي ترسخه في الوعي العام والأمنية أن تحذو حذوها المكونات الأخرى. دعونا نجعل من القات مدخلا لفعاليات ومناشط بمختلف أنواع الفنون من خلال التصوير والرسم والشعر وكل ما يجر الأجيال الجديدة إلى المربع الخالي من الورقة الخضراء – لا أقصد دولار منظمات المجتمع – التي هي القات والتي تحولنا إلى شعب متجهم من بعد مغرب كل يوم لا نقترب حتى من الابتسامة!! وإذا أردنا فيكون السؤال وأنا أطرحه هنا باستحياء : لماذا لا نعيد للمسرح المدرسي اعتباره¿ لماذا لا نعيد لفرق الرسم اعتبارها¿ لماذا لا نحيي الأهداف النبيلة لفرق الكشافة المدرسية¿ لماذا لا تكون للمدرسة سينما¿ بالطبع هنا سيصعق كثيرون : هل تقول السينما¿ أقول : نعم السينما الفعل العظيم الفن الأعظم الفن الأنبل الذي أخرج بلدانا وشعوبا بثقافاتها بتنوعها بجواهرها بلآلئها إلى الآخرين. وانظر فالهند العظيمة بطبيعتها تنوعها أعراقها لغاتها رقصها أبقارها المعبودة وأنهار الوثن فيها وطبقاتها التي تتوالد في الشوارع كل ذلك المجتمع الحي تنقله السينما إلى الشعوب الأخرى فهل بالإمكان أن يكون لهذه البلاد فنها السينمائي يخرجها إلى العالم¿ وبشرط ألا يكون الفن العظيم هذا تابعا للحكومة يكون للمبدعين ويكون القطاع الخاص الواعي هو الممول وهو صاحب الرسالة إن أراد. لا يمكن للمستقبل أن يأتي إلا من خلال حامله وحامله الفعل الثقافي وقد قيل اعطني مسرحا اعطني شعرا اعطني أدبا اعطني موسيقى اعطني فنا تشكيليا أعطيك أمة لم يقل أحد اعطني ربطة أو ثورا أعطيك مستقبلا!! وإذا أردنا لتأسيس أو لتثوير الفعل الثقافي الحامل لمشروع المستقبل فلنعلنها ثورة على التلقين والحفظ ونحرر العقل من الإملاء. نترك الإنسان ينطلق من أعماقه المبدعة ليصنع الحياة ففي مدارسنا وجامعاتنا يصبح التلقين والحفظ ألد أعداء حياتنا ونيتنا في الاتجاه صوب حياة أخرى فنحن جزء من هذا العالم ولا نستطيع أن نرفع شعار لا أسمع لا أرى ولا نستطيع أن ندفن رؤوسنا في الرمال إلا إذا قررنا الانتحار في أعماقنا جواهر فقط منú يمسح الغبار عنها وللوصول إليها لا بد من روح جديدة تسري في شرايين دمائنا وقلوبنا أن نبدأ بتحرير العقل من كل خزعبلات التلقين والحفظ ومحاولات التعامل مع الإنسان كخشبة أو لوح الإبداع وحده يحولها إلى شكل جمالي أو لوحة تنبض بالحياة كيف نبدأ بتحرير العقل¿   
 

قد يعجبك ايضا