الالتزام بالحوار.. والحوار أولا 

حسن اللوزي


حسن اللوزي

 

حسن اللوزي

 

* خضوعا لإملاء الحكمة اليمانية الخالدة التي هي دائما مصدر إلهام القيادة السياسية الواعية والمحنكة وزاد قوتها.. واقتدارها في التعامل الحكيم والرشيد مع كل الظروف.. والأحوال.. والمواقف والتحديات.. واستثمارا لنتائج الرؤية العميقة لمعطيات اللحظة التاريخية بكل محتواها الماثل اليوم وبكل تفاعلاتها على كافة الأصعدة الوطنية والقومية والإسلامية والعالمية.. وإخضاعها جميعا لحسابات المصلحة اليمنية العليا حاضرا  ومستقبلا.. كلها جاءت لتكون السناد الفكري والباعث العملي لكل المواقف القيادية الحكيمة.. والحاسمة التي يتخذها فخامة الأخ علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية.. في استجابة عميقة.. وخلاقة تحفظ منهج التطور للحياة السياسية في أن يسير في الاتجاه الصحيح.. ويحصنه من كل الانحرافات.. أو الانزلاقات التي صارت تهدد بصورة واضحة المسيرة الديمقراطية والإنمائية في يمن الثاني والعشرين من مايو المجيد بل وتتربص.. بالأمن.. والاستقرار.. والسكينة العامة في كل ربوعه… لا قدر الله.
ومن هذا المنطلق جاء الاحتكام من قبل فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالنص المائة والخمسة والعشرين من الدستور الذي يتحدث عن تكوين مجلس الشورى واختصاصاته.. كما حدد بصورة واضحة أيضا في الفقرة من ذات المادة الاختصاصات المناطة بالاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى والتي تنص على مايلي:
هـ-الاشتراك ((أي اشتراك مجلس الشورى)) مع مجلس النواب بتزكية المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية والمصادقة على خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية والمعاهدات والاتفاقيات المتعلقة بالدفاع والتحالف والصلح والسلم والحدود والتشاور فيما يرى رئيس الجمهورية عرضه من قضايا على الاجتماع المشترك.. حيث كانت دعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية لمجلسي النواب والشورى انطلاقا من هذه المادة.
ولقد جاءت الكلمة التاريخية المهمة لفخامة الأخ رئيس الجمهورية في الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشورى بحضور الأخ المناضل الفريق الركن عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية وكبار العلماء ورئيس وأعضاء الحكومة ورئيس مجلس القضاء الأعلى وقادة القوات المسلحة والأمن متضمنة على مبادرة رئاسية جعلت من المطالب التي تقدمت بها المعارضة وأحزاب اللقاء المشترك أساسا لها كتعبير واضح وصريح لا يقبل التأويل والالتباس على المحاور الجوهرية للحوار الذي أكد على التمسك به فخامة الأخ رئيس الجمهورية حتى يتم الوصول إلى النتائج المقبولة من قبل الجميع ومن خلال الاحتكام إلى ما يفرضه العقل والمنطق الصحيح وليحل التفاهم والوئام محل الخلاف والاختصام.. وتجاوز تاريخ طويل امتد لأربع سنوات من الاحتراب الفكري والكلامي والتمترس وراء المواقف العدائية والأعمال الكيدية.. والعناد.. المضر الذي كاد أن يغلق كل الأبواب..
إذا فالنقطة الجوهرية هي المبادرة الرئاسية المنطلقة من المطالب المقدمة من المعارضة وكلمة فخامة الأخ رئيس الجمهورية التي أكدت على القبول  بها علانية وبكل الشفافية التي أطلقت العنان لتاريخ جديد للحوار وللتمسك به كسبيل رشيد للتفاهم والتلاحم بين الأخوة وأبناء الوطن الواحد والتمسك بقيمته الأخلاقية.. والوطنية والحضارية وبما يوصل إليه من نتائج مثمرة طالما توفرت النوايا المخلصة وتفاعلت الأفكار الصادقة.. وجعل الجميع المصلحة الوطنية العليا للشعب والوطن فوق كل المصالح الأنانية.. والخاصة فمصلحة الوطن -كما قال فخامة الأخ رئيس الجمهورية- فوق مصالح كل الأحزاب..
وإننا لنعتقد جازمين بأن ما وجه به فخامة الأخ رئيس الجمهورية.. وما قدمته في مبادرته تفتح اليوم وبكل سعة آفاق الرؤية الوطنية على واجهة الطريق الصحيح الذي يصون كل مكتسبات الثورة اليمنية المباركة (سبتمبر وأكتوبر) والمنجزات التاريخية العظيمة التي تحققت في ظل دولة الوحدة المباركة خلال العشرين السنة الماضية في كافة المجالات الديمقراطية والإنمائية وفي بناء مؤسسات الدولة اليمنية الحديثة.
وإن هذه الخطوة الإنقاذية المباركة لإرادة الحوار والخروج بها من دائرة الاختناق تعين إلى أبعد الحدود حين تطيب النفوس.. وتتوجه العقول والهمم.. وتتوظف كل الجهود والسواعد في تحقيق الأماني والطموحات الوطنية المتنامية في تفكير وضمير كل اليمنيين من أجل الانتصار على كل التحديات الماثلة التي لا يمكن الاستهانة بها.. وفي مواجهة كل المخاطر التي لابد من التغلب عليها ومواصلة صنع روائع الإبداع اليماني الخلاق المتمثل في المشروع الحضاري الكبير في ظل الجمهورية اليمنية ومسيرتها الديمقراطية والإنمائية المتواصلة وصنع التلاحم الكامل.. والمثمر بين تاريخ الثورة ومكاسبها العظيمة ومستقبل الوحدة والديمقراطية في ظل التعددية السياسية.. والثمار التي يجب أن يجنيها الشعب.. والوطن في الحاضر والمستقبل.

قد يعجبك ايضا