مشاهد يومية.. في حب الوطن… 

عبدالرحمن بجاش



عبدالرحمن بجاش

عبدالرحمن بجاش

{ الوطن هو المكان هو الزمان هو كل شيء في حياة الإنسان هل هناك أجمل من هذه الكلمة «الوطن»¿ هل هناك أغنية أجمل من أغنية الوطن¿ هل هناك أنشودة أجمل من أنشودة الوطن¿ الوطن الذي نتنفس هواه وهواءه نعيش في كنف حنانه وفيض عطائنا له.

المكان الذي نحرث ترابه لنراه محاجين وسبولا وردا وأزهارا كاذيا وفلا هو الوطن الذي من أجله ولأجله تهفو القلوب وتصدح الموسيقى رفعة لشأنه وترديدا لأجمل كلمات التغني به وبعظمته ولأجله وهب الشهيد حياته وله تنحني الهامات احتراما وإكبارا وإجلالا وتقديرا وله ترفع الأعلام وينشد الأطفال كل صباح معلنين ولاءهم له عشقا وولها وطربا به ومن أجل عينيه وبقائه يتقدم الشجعان لنيل رضاه حتى بحياتهم وكم من شهيد وهب حياته في سبيل أن يبقى سيدا مهابا له الكلمة الأولى وله كلمة المنتهى.

من أجله نعلم أطفالنا كيف ينشدون باسم هذا التراب وله نعقم أفواهنا ونفوسنا لنتذكره بدون أدران أو غبار ولا شيء في هذا الكون يستحق أن يضحى من أجله كما يكون الإنسان مستعدا لأن يضحي من أجله راضيا فخورا هانئا لأنه الوطن الذي أعطانا ويظل يعطي ومهما أعطينا نظل مقصرين وحين يكون الوطن في خطر نهب بكل ألوان أفكارنا ومعتقداتنا وأيديولوجياتنا ورغباتنا الشخصية وبكل ما نملك نقدمها قربانا ليظل حيا حرا سيدا مصانا وإلا لماذا سموه وطن¿

وفي الأولين والآخرين سيظل الوطن هو الوحيد الذي يعمل الجميع من أجل مصلحته من أجل بقائه من أجل استمرار شعاعه يملأ سماء حياتنا وحين ينادي الوطن اليمني أبناءه ليصونوه ليعززوه ليكرموه لا يتخلف أحد وحين يحاول كائنا منú كان المساس بواحدة من أصابع قدميه نكون جميعا بدون استثناء مستعدين لنهب حياتنا فداء له.

الوطن اليمني يدعو أبناءه لمزيد من حبه لمزيد من العطاء لمزيد من الإخلاص له وحين يحاول منú يحاول الخروج على الصف ويستهدف الوطن نقف في وجهه حفاظا على وجودنا وكياننا.

الوطن يدعو أبناءه في اللحظات العصيبة ألا ينسوا أنهم من أجله يحيون ومن أجله ينتجون ومن أجله يتعلمون ومن أجله يخطبون ومن أجل مصلحته يتباينون لكنهم لا يكرهون بعضهم لا يحقدون بل يزدادون حبا لأن تبايناتهم حين تكون من أجل الوطن يكون اختلاف الأمة رحمة.

الوطن اليمني الآن في هذه اللحظة بحاجة إلى كل ذرة عرق بحاجة إلى كل دقيقة جهد إلى كل لحظات العشق نهبها له إلى كل ثواني الحب نمنحها له كما يمنحنا ما نريد يهبنا قيمتنا وقيمنا يعطينا اسمه يجرد أعماقنا من كل ذرات الكراهية ويزرعها وطنية وانتماء وولاء لا ولاء إلا للوطن لا انتماء إلا للوطن لا عشق إلا للوطن لا أغاني إلا للوطن لا أناشيد إلا لليمن.

كل المعاني العظيمة نزرعها في أعماق أطفالنا كرامة وتكريما للوطن.

اليوم إذا خرج البعض إلى الشارع أفرادا أو أحزابا أو تنظيمات للتعبير عن الرأي فمنú سيمنع ذلك¿ منú سيقول لا لصاحب الرأي المسؤول والذي يصب في مصلحة الوطن ومستقبله¿

لنخرج ذلك من حقنا وكفل الدستور للجميع أن يعبروا عن الرأي بمختلف الوسائل لكن ليس من بينها الخروج على المنطق والعقل اللذين يقولان إن هذا الوطن أمانة في عنق كل منا سواء كان في السلطة أو كجزء من النظام والآخرين في المشترك أو في غيره فطالما والرأي من أجل البلد فمنú سيعترض¿ ولماذا يعترض بالأصل¿

وقبل الخروج لا بد من قراءة سريعة للمشهد ليس الداخلي – فقط – بل كل المشهد وقراءة الواقع قراءة متأنية وبالواضح والصريح لا بد من معرفة ما بعد ما يحصل سواء في تونس أو في مصر لا بد من قراءة عاقلة وبدون مبالغة إذ أن ما حدث ويحدث يستوجب السؤال : إلى أين¿ فقد يكون منú دمروا وأساءوا للناس لديهم ما هو أسوأ أقله أن يسرق من الناس كل شيء خاصة من راكبي الموج ولöمنú له مصلحة في أن يظل الوطن الأكبر رهن مصالح أكبر منا.

لا بد لöمنú بيده الفعل في هذه اللحظة أن يوجه الريح باتجاه أن تذهب باللقاح إلى الأشجار لتثمر لا إثارة الغبار حتى تفقد العيون أبصارها اليوم على الناس جميعا أن يكونوا في مستوى هذا الوطن وشمولية رؤاهم تتسع الوطن الأكبر.

يجب ألا يقزم الوطن في أن يتحول الأمر إلى مجرد تكسير كل «القلاصات» إذ أننا لا نزال بحاجة لأن نشرب بها من ماء الوطن الذي يتدفق.

على الجميع في هذه اللحظة أن يركزوا البصر والبصيرة على الوطن الذي عانى ولا يزال وفي حقيقة الأمر لقد مللنا أشياء كثيرة لكننا لا نريد وتحت أي مبرر قد يكون أقوى أن نمله لحظتها يكون كل شيء قد ضاع.

ليس هذا عموميات كما قد ي

قد يعجبك ايضا