انتفاضة المؤسسات” الحكاية”!! 

عبدالله الصعفاني

مقالة



عبدالله الصعفاني

عبدالله الصعفاني
> بعد كل عام وأنتم بخير.. تبدو الانتفاضات داخل بعض المؤسسات الحكومية كما لو أنها مؤشر على أن المعارضة أخذت نصف الحكومة بالمبادرة الخليجية وستأخذ الباقي بمبادرات الشارع العام وساحات هذه المؤسسات التي شهدت وماتزال تشهد انتفاضات لاتتجاهل مغازيها إلا نعامه..!!
> إذا كانت المناصفة في مجلس الوزراء صارت معروفه بالواضح من مبادرة الجيران الخلجيين فإن ما يحدث في المؤسسات يحتاج إلى نقاش يوضح الملتبس ويهتك ستر الغامض.
قد تكون المعارضة استفادت وتستفيد مما يحدث وقد تكون أطراف سياسية وعسكرية وقبلية تغذي ما حدث ويحدث ولكن من قال بأن هذه الأطراف هي السبب الوحيد أو اليتيم.
> قناعتي الشخصية أن مثل هذه الانتفاضات لم تكن لتحدث بالمطلق لولا توفر كافة الظروف الموضوعية التي خلقها مسؤولون إما فاسدون ماليا وإداريا أو عابثون ومترهلون ومتغطرسون يتعاملون مع مرؤوسيهم وكأنهم أبناء القطة السوداء.. وعذرا لو استعنت لإغلاق الفقره بتأكيد أن إنكار ذلك يستدعي دعوة من ينكر للمسارعة لتناول الكثير من مياه البحر العربي غير المحصن من تسونامي الربيع العربي وشتائه, وكنت ذات مرة قلت في مجلس لمناقشة الراهن آنذاك.. لماذا لا تتم المسارعة إلى ” التضحية” بعشرة أو خسمة عشر من المسؤولين الذين ثبت فسادهم لكنني لم أحظ لا بإجابة أو حتى يتعليق وكأنها صرخة في الفراغ الأجدب.
> ولعلكم تتذكرون ما أثير من الزوابع الكلامية عقب تقرير هلال باصرة في بدايات الحرك الجنوبي وارتداداته وكأن القائمين على هذه البلاد كانوا يعدون لخزانات احتياطية من شأن الاحتفاظ بها إيصال يمن السلوى والبلوى إلى ماهي فيه.. ولا حظوا معي أن الذي سبق لا يعصم أسماء صارت اليوم تعارض النظام السابق وتطالب برأسه.
> ومن مكان الواقف عند الحق بين ظلمين أرى أن أطراف الصراع السياسي تحتاج لأن تمد مع بعضها جسور العلاقات السوية التي تتقي الله في العباد والبلاد وأقول بأن أبجديات المواطنة الإيجابية تفرض تنبيه كل الأطراف إلى حتمية احترام الواقع والتأثر به دونما مكابرة أو تمترس سياسي من شأنه أن يكون الأسوأ من متارس صنعاء التي تحولت عمليه إزالتها إلى مكسب في زمن ركب فيه الآخرون قطار الحضارة والتطور وتركونا نبطش في الهواء ونعجز حتى عن مواساة الأم الثكلى والزوجة المكلومة برحيل «أبو طفلتها» متأثرا بقذيفة قيدت كالعادة ضد مجهولين حيث سيتم البت في كل القضايا يوم القيامة.
> وعودة إلى موضوع الانتفاضات في بعض المؤسسات كم كان رائعا ومسؤولا لوغادر أصحاب القرار متارس العناد واستبدلوا من هو سيئ أو غير مرضي عن أدائه بمن هو أفضل منه.. إذن لكانوا قدموا خدمة جليلة لمن تم تغييره ولمن حل محله وفي نفس الوقت أزالوا الاحتقان وكسبوا الرهان وسجلوا حسنات في ميزان الله وميزان الشعب فضلا عن ميازين السياسة باعتبار أن العمل مع الجمهور ليس فقط صندوق انتخابات كما يفهم البعض ممن يعتمد المناسباتية في التواصل مع القواعد والأنصار في زمن صار فيه مطلوبا رسم الصياغات الناجحة للعلاقات بين المكونات أو ما يسمى بالقيادات والقواعد وفي مقدمتها الإحساس بأوجاع الناس وإيكال المهمة للنزيه والأمين وغير المترهل أو العابث.
> من المهم بمكان أن تنأى التوجهات التصحيحية داخل المؤسسات بنفسها عن لغة الانتقام أو الإقصاء على أسس كيدية أو جهوية.. ولا أقصد هنا منú أفسد وعبث فلم يجد صوتا حقيقيا يدافع عنه حتى منú غرق في التكسب معه.. على أن سؤالا مهما يفرض نفسه على حكومة الوفاق وعلى رئيس الجمهورية القادم.. ما الذي يحول دون إدارة حوار حول التغيير في المؤسسات الفاشلة¿ ولماذا لا يتفق أطراف الحوار على المنظور الكلي القائل: الفاسد أو المتكلس بإجماع فقهاء المرفق الحكومي لا يجب أن يكون من أتباع أي من أصحاب القرار الأعلى ولو من باب المراعاة لرواية التفاحة والكرتون.
> ومقتضى العدالة الوطنية حسم الكثير من مشاكل الناس من منطلق أن تعرض مواطنين للظلم هو ظلم لليمن تماما.. كما أن الظلم لليمن هو ظلم لمواطنيه.. كيف وكل من المواطن والوطن إنما يمثل رافعة للآخر.. ولا أتجنى لو قلت إن هناك منú في إزاحته ما يستوجب التصفيق حتى من الملائكة.
> كفاية توتير.. وكفاية صخب وكفاية عبث وفساد.. ولقد حان زمن التفرغ لبناء البلد.
> عام جديد بكل جميل.. إن شاء الله.
 

قد يعجبك ايضا