دبابات ثقافية
دبابة تستقيل من « هنجرها»
وتلتحق بسلك التدريس الجامعي
«تخصص: رعب وقصف ورقص شرقي»
دبابة تهاجر من موقعها
وتفتح لها سوقا في حارة الجوعى
وتمنح تخفيضا في اسعارها
لجميع طلاب الجامعة
الباحثين عن مقررات دراسية
وقروض بدون أرباح
دبابة توزع مؤلفاتها الاكاديمية
وتحذر من نسح أفكارها
وقرصنة نظرياتها الملتشفة..
دبابة في باب الجامعة
تستقبل الطلاب بابتسامة مشرقة
وتفتح لهم الطريق نحو المجهول..
دبابة حرة
تخلع ثيابها المموهة
وتمارس تمارينها السويدية
أمام الطلاب المبهورين بخفاياها..
دبابة تحمل درجة الدكتوراه
تمشي في الأسواق عارية
وتحضر لنفسها جرعة كيماوية
تمنحها طاقة وحيوية وقوة جنسية.
دبابه تحمل درجة الماجستير
تنفث دخان سجائرها
وتطالب بمنحة دراسية
إلى بلاد الفرنجة البااااردة
لدراسة فنون الرسم والهوى المباح..
دبابة متذمرة من زمن الحرب العالمية الثانية
تهدد بقصف مقهى الأدباء
واعتقال جميع المدارس الثقافية
وقصف جميع الأكواب الفارغة
واختطاف جميع المقرارات الدراسية
دبابة متبرجة
تغرى المراهقين بصولة سريعة
مع امكانياتها الجنسية
وبفرصة مجانية لأخذ دورة
في قصف الأحياء المطمئنة..
دبابة حزينة
تتنكر لأسرتها
وتنحرف باتجاه الغواية
وتلتحق بحزب الأفلام الهندية..
دبابة في كلية الآداب
تلقي محاضراتها عن حوار الحضارات
وعن فلسفة سقراط
وبلاغة الحرب في الدمار,
وعن العقد النفسية التي يعاني منها الأقزام.
وعن فن التحنيط عند الفراعنة
وفن الهوى عند اليونان
وسيرة شكسبير في أحياء العاصمة,
وعن سخرية البردوني
من جميع دكاترة «الهلس» الثقافي
وقادة الحانات والبنوك الوطنية,
وعن تاريخ يعاني البطالة
ويبحث عن عمل اضافي في منتديات الانترنت الليلية.
دبابة في كلية الهندسة
تخطط لمدن جديدة
وحدائق واسعة, ومستشفيات متطورة
وشوارع ملغمة بالمتاريس الحضارية
دبابة في كلية الإعلام
تقرأ عبر فضائيات العهر السياسي
نشرة الأخبار
ولقطات من مسلسل الذعر اليومي..
دبابة في كلية التجارة
تحاكم الريال بتهمة الصمود
وتبحث عن أسواق جديدة
لتصدير الضحايا وأكياس الرمل.
دبابة في كلية الطب
تسرح جثة الأمان
وتجري للطفولة عمليات
استئصال اللوز والفرح
وتكتشف أوصالا جديدة
لتلقيح الجهل ضد إشعاعات العقل
وتحضر كبسولات مهدئة
لرؤوس الشر الساهرة
على أمن المشرحة..
دبابة في كلية الشريعة
تؤذن للصلاة وتقيم «الصلاة بدون وضوء»,
وتدعو جميع الجيوب للتبرع لمواجهة الحقيقة
وتصدر فتواها
بعدم جواز التغني بأمجاد الوطن
وتدعو ميزان العدالة
إلى «الرقص مع الذئاب»
دبابة في كلية الزراعة
تلقح الأشجار ببارود المخافة
وتقتلع ثمار الحقول قبل مواسمها
وتدعو طلابها إلى غرس أفكارهم
في كراتين الموز المهربة
ولتصدي لأقوال» علي ولد زايد»
ونشر وباء المجاعة
في جميع مواسم الأرض الطيبة.
دبابة واقفة
عابسة, تهدد ماسورتها
بحركات فن الكارتيه
وتتجاهل جميع التحيات
وترفض نشيد العصافير
ودعوة الأطفال للمرح.
دبابة في الشارع العام
تفتش هويات المشاة
وتبحث عن ولاء مسالم
يهتف للوطن والحياة..