الحديدة.. بأي ذنب!¿ 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

معاذ الخميسي
< أرتاح جدا للبساطة والتلقائية وأقضي أياما جميلة عندما أكون في مدينة يتوارى فيها الشعور بالقلق أو بعدم الاستقرار ويكون للهدوء النفسي حضور طاغ يجعل كل ما حولي رائعا حتى لو اختفت أبسط الخدمات السياحية أو قلت الأماكن الترفيهية وانعدمت المنشأة الفندقية اللائقة!
< وغير عدن والمكلا الساحليتين ..أجد الحديدة قبلة مهمة عندما نبحث عن شيء من “نزهة” أو قسط من  “راحة” وخاصة في هذا الحال الذي كتب علينا فيه أن نعيش تفاصيل مؤلمة ماكنا نتوقعها على الإطلاق  تزداد فيها مساحات “الألم” وتضيق دائرة “الأمل”!
< وفي الحديدة لابد وأنت تستحضر إمكانية أن تعيش بعيدا عن الهم والغم والشوارع المحتلة والطرق المقطوعة والكهرباء المضروبة والمياه المنعدمة .. لابد أن يسكنك “الوجع” في اتجاه آخر حين يقول كل شيء فيها ..لماذا إهمالها.. وما سبب الإجحاف في حقها.. وما داعي التفرج على عروس البحر الأحمر وهي المرشحة لأن تكون إحدى أجمل وأروع مدن اليمن السياحية لو حظيت بالاهتمام المطلوب  !
< لن أتجاهل ما حظيت به سابقا ومؤخرا وبالأخص في عيد الوحدة عام 2006م وكيف أن الفارق شاسع بين الماضي والحاضر وأبرز شاهد  الشوارع الجديدة والكورنيش الممتد إلى ما بعد منصة الاحتفالات وهذا مسجل في شهادات الناس للدولة.. إضافة إلى ما يؤكدونه من ثناء للمحافظين محمد شملان والقاضي احمد الحجري.. لكن السؤال الآن مازال ملفوفا بالحسرة عن ما بعد اهتمامات عيد مايو الذي مضى عليه خمس سنوات  ..ولماذا لم تستمر ولم يتم تشجيع المستثمرين والتعاون معهم بدلا من تطفيشهم بسبب البحث عن “المعلوم” وشفط مافي “الجيوب”!
< وأكثر ما يبعث الألم أن تتحول هذه المدينة إلى صيد لمن لا يرحم ولا يشبع ولا يقنع من صائدي الأراضي ولعلكم تتذكرون كشف الأسماء الذي قدم الصورة واضحة لما يجري في طريق الاهتمام بالمتنفذين لا المستثمرين!
< ولا يجوز أن نظل في كل حين نذكر بأهمية الوضع السياحي وكيف يجب أن تتضافر الجهود وتحشد الإمكانات لتأهيل المحافظة سياحيا وإحضار المستثمرين وتشجيعهم لا تنفيرهم وهذا ما سيخدم المحافظة وأهلها وسيغير من صورة البؤس التي نجدها يمينا وشمالا وسيجلب العائدات الكبيرة من الأموال والعملة الصعبة !
< لا أخفيكم وجدت في الحديدة لغزا محيرا وهو “القات” الذي لاحظت أن من لا يملك شيئا ويعيش على خط الفقر وله مصدر دخل وحيد ينفق بالأقل خمسة آلاف يوميا مقابل “تخزينة”..فكروا بهذا وكيف لو أن المتنزهات والاندية السياحية والشواطئ المؤهلة موجودة!
< الحديدة اليوم فاقدة للمعنى الحقيقي للمنشأة السياحية وفندق واحد أربعة نجوم أو حتى ثلاثة لايوجد..وباستثناء منتجع الحديدة لاند تكاد تكون الحديدة مدينة وبحر وبس!
< وهذا المنتجع “الحديدة لاند” هو الفريد من نوعه في اليمن ولم يتم استنساخه في محافظات أخرى وأكثر ما يميزه شاليهاته التي تحفظ الخصوصية الأسرية بوجود مسابح خاصة في كل شاليه ووجود مسبح عام وحدائق زاهية ومرتبة وألعاب مختلفة ..وكل ذلك يجعل من “الحديدةلاند” وجهة رئيسية وأولى لمن يقصد الحديدة زائرا أو سائحا ..ومثل هذا الاستثمار يجب أن يشجع ويدعم خاصة إذا ما التزم المستثمر ولم “يلعب” كحال كثير من المستثمرين الذين “يلطشون” المميزات الممنوحة ومنها الأرض ثم يماطلون ويتهربون ولا ينفذون فنجد من يدعمهم ويسهل لهم ويعمل في اتجاه آخر على عرقلة ومحاربة المستثمرين الجادين والصادقين  !
< باختصار الحديدة مهيأة لأن تكون إحدى أجمل وأحلى المدن سياحة ومتعة لو نالها الاهتمام الذي نال محافظات أخرى ..ولو وجد المستثمر التشجيع والتسهيل ..وكونها مقصدا رئيسيا للتجار ورجال الاعمال وفيها يوجد أهم وأكبر موانئ اليمن فمن الضروري أن تتحول إلى مدينة جاذبة تجاريا وسياحيا ..وأمس.. واليوم ..وغدا.. سنظل نذكر بالحديدة وبالاهتمام بها..ونقول بأي ذنب أهملت!!
وقفات
الإشادة هناك في الحديدة لا تتوقف بمدير الأمن العميد ناصر الطهيف الذي عين مؤخرا فيها بعد أن كان له تجربة سابقة وناجحة في نفس المحافظة.. وجميعهم يؤكدون أن استتباب الأمن في المحافظة يعود لحكمة وحنكة مدير الأمن الذي تعامل مع الأحداث الأخيرة بذكاء وعمل على حماية المسيرات.. وبالمقابل التزم المعارضون بالهدوء وعدم قطع الطرقات وبث المخاوف كما حصل في البداية.. وما أتمناه من المعتصمين في بعض محافظات أن يقدموا لنا نموذج الحديدة في ما يسمونه بالسلمية ففيها الاعتصام قائم داخل الحديقة ولم يتم احتلال شوارع ولا قطعها ولا إغلاق محلات تجارية ولا مكاتب أو شركات ولا تتسبب اعتصاماتهم في إلحاق الأذى أو قطع رزق أحد ..وعلى من يدعي “السلمية” أن يأخذ دورة “السلمية” وما تعنيه مما هو حاصل “حاليا” في الحديدة!
} } } }
< هناك مشروع سياحي رائع جدا في الساح

قد يعجبك ايضا