هيا وكيف…¿ ! 

معاذ الخميسي



معاذ الخميسي

معاذ الخميسي

يبدو أن حالتنا “الغبراء” لا يريد لها البعض أن تتحول إلى حالة”بيضاء” يختفي فيها لون “البارود” وأصوات “الموت”وحالات”القلق والرعب والغلاء والجوع والعطش وقطع الأرزاق”.. حتى وقد وصلنا إلى توقيع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية واللتين جاءتا بالحلول الحاسمة لما نحن فيه ووضعتا الأطراف أمام اختبار دقيق يكشف الباحثون عن مصلحة الوطن والمواطن والمتورطين في المصلحة الذاتية المخلوطة بالأنانية المفرطة وباستخدام الممكن واللا ممكن وما لا يتوقعه عقل ولا يقره دين!

 * لاحظوا مشاهد ما بعد التوقيع.. احتفالات لأنصار النظام  لا تخلو من الألعاب النارية تحت حسبة أن فوز الوطن بالأمن والاستقرار وتجاوز مخاطر الحرب والنيات السوداء هو مطلب هام مهما كانت التضحيات وكيفما وصلت التنازلات.. وعند آخرين “زعل” لا يصل للرفض  بل ينتهي عند القبول مع التأكيد بأنه لا يجوز شرعا ولا قانونا التفريط بحق من شكلت أصواتهم أغلبية حتى لو كان ذلك لتفويت الفرصة على المتربصين من الداخل والخارج!

 * طبعا تلك الاحتفالات وذلك القبول أثار حفيظة البعض الذي لجأ إلى استدعاء نوازع الشر ونظريات “المؤامرة” مما دفع الموافقين والمحتفلين إلى أن يستغربوا ويقولوا”حيرتونا” ياجماعة.. نرفض فتقولوا لماذا.. ونوافق فتقولوا لماذا..!

 * ما بعد التوقيع وفي اتجاه آخر..قامت الدنيا ولم تقعد وثارت ثورة الغضب الإعلامي لوسائل “عود الكبريت” وبدأ التصعيد باتجاه الرفض للمبادرة والتنديد بها من نفس الجهات والأشخاص الذين كانوا إلى ما قبل التوقيع يتهمون ويهاجمون ويهددون بسبب عدم التوقيع.. وفجأة وفي سرعة “المهام المستعجلة والجاهزة” نشاهد تقارير إخبارية تقول أن المسيرات طافت شوارع مدن يمنية كثيرة رفضا للمبادرة ومن تلك المدن “الحديدة” التي أتواجد حاليا فيها ولم أر أو أسمع أن مسيرة تمت في نفس اليوم والليلة.. أسوق هذا الاستشهاد لتعرفوا فداحة الحرب الإعلامية ووساختها حين تختار نهجا واحدا يسير نحو الفتنة وإشعال الحرائق والحرب!

 * مشهد فضائي آخر قال فيه رئيس لجنة تنسيقية بالفم المليان أنهم في الساحات لا يستبعدون الخروج حتى على المجلس الوطني”حقهم”.. يا ساتر إلى هذا الحد تطبخون السياسات والأفعال وردودها وبراويزها !

 * لم يمر سوى ليلة واحدة وإذا بمسيرة صباحية رافضة تجوب شارع الستين والزبيري.. طيب.. وماذا فعلوا الكبار من الطرفين في الرياض¿ وما فائدة مبادرة ظننا أنها طوق النجاة.. وما ذنب أرواح أزهقت بعد أن وصلنا لحل وقع عليه الجميع وأقل ما يمكن في التعامل معه إنهاء الدفع باتجاه الفتن وإقفال حنفية الدم نهائيا لا كما طالب أحدهم بترشيد الضحايا في حوار فضائي وثقته “خبابير”المبدع محمد منصور .. ليؤكد في زلة لسان بيد من ذلك¿

 * غريبة فعلا.. الرئيس الذي خرج للتو من موت محقق ومعه قيادات الدولة ولديه شرعية الصندوق لا الدبابة.. لا يتوقف عند سعة الصدر وعظمة الصبر والخصال التي شهد له بها خصومه قبل مؤيديه ومنهم علماء وقادة سياسيون معارضون.. ولا يكتفي بما يمتلكه من قدرة فائقة في تجاوز الخصومات والعداوات وإن وصلت إلى الغدر .. فإذا به يقدم شاهد إثبات جديد على مرونته وحرصه على تجنيب البلاد والعباد ويلات الصراع الذي يطحن الأخضر واليابس .. ومع ذلك نجد من يريد أن يحولنا إلى خبر بعد أثر ومن يوغل في العداوة وكأن المطلوب الحرب لا الاتفاق وحفظ الأرواح وصون الأعراض وحماية الممتلكات والإبقاء على الأمن والاستقرار.

 * عالم مازلت أعتقد أنه جليلا مهما كان.. فاجأني من جديد وهو يتحدث في لقاء فضائي عما شملته المبادرة من تأكيد على إجراء انتخابات رئاسية ويؤكد أنها ستعيد إفراز نفس الوجوه مادام وهم يمسكون بالدولة..!

 * ما رأيكم .. بعد هذا كله هل يحق لنا أن نحتار.. وبعد أن قلنا عساها تنجلي بالتوقيع على المبادرة فإذا بهم يقولون هذا مبتداها.. وإذا بنا موعودين بتصعيد من نوع آخر يبدأ من رفض المبادرة ولا ينتهي عن أي شيء قد نتوقعه وقد لا نتوقعه فكما يبدو أن لدى البعض الكثير مما لا يخطر على بال.. فهل كان يخطر على بالكم وبالي أننا سنصل إلى هذا الحال.. وأننا بعد توقيع المبادرة سنظل نقول .. هيا وكيف.. حيرتونا.. أرهقتونا.. أدميتونا.. أعطشتونا.. أجوعتونا.. وبس قولوا لنا هيا وكيف!¿

 (وقفة)

 * عندما أجد على موبايلي رسالة طويلة من العزيز يحيى سرور الرجل المثقف والمطلع والمحب العاشق للمدينة التاريخية أسعد جدا وهو يهاجمني وأتقبل نقده لأنه يختزل حالة صدق من واقع مر وجد صعوبة كبيرة في تجاهله .. ومثل ذلك ما تعاني منه صنعاء التاريخية “القديمة” من خطر وبائي وبيئي بسبب تكدس القمامة في أحيائها وأزقتها تحت فرجة مقصودة أو مفروضة للمسئولين والمختصين حتى ولو تحولت المدينة إلى “كومة قمامة” لاشك

قد يعجبك ايضا