الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني شهيد الوطن والدولة المدنية الحديثة (1)
حسن اللوزي
حسن اللوزي
حسن اللوزي
< حين نحاول أن نرسم صورة واضحة ودقيقة بالملامح وبصمات الشخصية الوطنية والإنسانية الفذة للشهيد الكبير.. شهيد الوطن الأستاذ الجليل عبدالعزيز عبدالغني.. الذي ترجم كل القيم النبيلة.. الوطنية.. والأخلاقية.. وقيم المسئولية كمعلم وكمسئول وكوزير وكرئيس للحكومة ورئيس مجلس الشورى لا بد من استدعاء صفتين هما:
أولا: النبراس.. المثل الأعلى في الوطنية والإنسانية وفي الإخلاص وفي الوفاء وفي التفاني في العمل ونكران الذات.
وثانيا: والإنسان الكامل.. كأب ورب أسرة وكأخ وزميل وقائد استطاع أن يقدم مدرسة خاصة به في فن الإدارة والقيادة وفن التوصيل لحقيقة الإنسان المقتدر على أن يستكشف الحلول ويعمل على معالجتها وينجح في الواقع العملي.
< يمكن أن أسترسل وأتحدث طويلا عن هذا الشهيد العظيم.. عن محبته لوطنه ولأهل وطنه.. عن وفائه وإخلاصه لقائده وتفانيه في كافة مواقع المسئولية التي تولاها.. فهو إنسان ترجم مكارم الأخلاق وأنبل صفات المسئولية وترجم أعظم قيم العطاء الوطني حتى بلغ الذروة مع اكتماله شهيدا جراء ذلكم الاعتداء الإجرامي الإرهابي الرهيب الذي استهدف الإطاحة بالوطن.. استهدف فخامة الأخ رئيس الجمهورية ورؤساء المؤسسات الدستورية.. وكبار مسئولي الدولة.. واستهدف ضباطا وقادة وجنودا أوفياء وهم يؤدون صلاة الجمعة في شهر رجب الحرام وفي أول جمعة في جريمة لم يعرف التاريخ اليمني مثيلا لها ولن يعرف أبدا مثل تلك الجريمة التي كانت تريد لهذا الوطن شر مصير.. غير أن الباري سبحانه وتعالى أفشل ما كان يدبر من تلك الجريمة النكراء وكتب لشهيدنا الفوز بأعلى الدرجات السامية بالقرب من الأنبياء والصديقين والصالحين في جنات النعيم..
هبة كبيرة أن تكون في موقع أداء الواجب وأداء المسئولية في جمعة عبادة وجمعة عمل وأن يختار لك الله أن تكون في الشهداء.. ولاشك بأن الشهيد عبدالعزيز عبدالغني كان نöبراسا.. ومعلöما.. وصاحب مدرسة ثرية وفي كل شخصية من الشخصيات التي يقابلها سمة وميزة خاصة فيه تنعكس في الشخص الذي يكون بالقرب منه وقدم أنموذجا لمعنى الولاء الوطني.. الولاء للقائد.. الولاء للوطن.
< في قيادته للعمل السياسي والعمل التنفيذي داخل الحكومة كان دائما يرى أن من أهم سبل النجاح هو أن يوصلك أنت إلى القرار الصحيح بمعنى أنه لا يملي عليك قرارات أو مواقف يجب أن تتخذها وإنما يستمع إليك ويسألك ما وجهة نظرك¿! ما الذي تراه في هذا الموضوع¿! ويوصلك إلى النتيجة المطلوبة ويشعرك بأن القرار ليس قرار عبدالعزيز عبدالغني وإنما هو قرارك أنت وبالتالي ليس تعامله مع وزير الإعلام فحسب وإنما مع كل الوزراء يسير على هذه القاعدة.. كان ينصöت بöعمق فكان في صمته حكمة كبيرة للبحث عن الفكرة الإيجابية عن المعالجة الصحيحة عن الرأي السديد وكان يتمتع بقدرة عالية من الصبر وتحمل أخطاء الآخرين وإصلاحها ولديه بعد نظر في كافة القضايا والأمور التي يتعامل معها وكل من يلتقي به وكل من يقترب منه وكل من يعمل معه يحس بأن في شخصية الشهيد عبدالعزيز عبدالغني جانبا من شخصيته الإيجابية التي يفخر بها ويعتز بها كأنه جمع المناقب كلها في ذاته وفي تعامله.. وبالتالي لا تحس بأي نوع من الانغلاق في شخصيته تجاه الآخرين فكان منفتحا على الآخرين.
< فعلا سنظل نذكر الأستاذ عبدالعزيز عبدالغني كل يوم بصفاته النبيلة.. بشخصيته التي أعطت في كل المجالات العلمية والعملية وفي قيادته للسلطة التنفيذية وقيادته للمؤسسات الأخرى أن الوطن كان دائما في مواقفه.. في شخصيته.. في قسمات وجهه.. في أحاديثه لا تجد فيه انحيازا لأي منطقة.. ولا تحس أنه من الحجرية أو من تعز بل تحس أنه من كل اليمن.. ولذا كان جزءا من عمله اليومي هو التواصل بالناس.. الزيارات للمحافظات ولايتردد في أن يذهب إلى كل محافظات الوطن ليؤدي مسئولياته وواجباته..
< أقول بالفعل استطاع أن يقدم تجربة في قيادة السلطة التنفيذية لا مثيل لها وأفادت في أنها استطاعت أن تجعل من الحكومة ومن عمل الحكومة في نقاشاتها وفي قراراتها مؤسسة دستورية هامة.. للشهيد عبدالعزيز عبدالغني بصمات واضحة في تكوينها كما كانت له تلك البصمات في تكوين البنك المركزي وفي تكوين عدد من المؤسسات التي رأسها وقادها.
< طبعا الصبور الأول وبالتالي أستطيع أن أقول أنه في خضم معاناة المسئولية الكبيرة في رئاسة الحكومة في بلد مثل اليمن نام ويواجه الكثير من التحديات وكشخصية استطاعت أن تدير الحكومة لفترات طويلة.. يمتلك صدرا واسعا سعة الوطن ويمتلك قوة صبر لا يطيقها الصبر نفسه وبالتالي مثلا لو قلت لي متى وجدته غاضبا¿! في السيرة العملية معه وفي العلاقة المباشرة في الحكومة وخارجها وجدته يغضب غضبا شديدا لمرتين في حياة طويلة.. سبع سنوات معه في الحكومة وست سنوات