تنقيب هادئ في مهمة “الخط الثالث”!!
عبدالله حزام
عبدالله حزام
عبدالله حزام
{ خير اللهم اجعله خير.. رأيت – فيما يرى النائم – أن ثلة من الآخرين من حكماء اليمن قد تنادوا إلى مبادرة وطنية بهدف الإسهام في جهود المصالحة والحوار ووقف نزيف الدم” لإخراج البلاد والعباد من حرب الثمانية أشهر.
> لكن انفجار قذيفة صوتية ليلا وقتها في منزل جاري في حي (هائل سعيد) قبل أسبوع قد بدد حلمي شذرا مدرا وأيقظني مذعورا في خضم موقعة (كنتاكي وهايل) الشهيرة التي توقفتا بهدنة ضابطها ثلة ممن تبقى من عقلاء اليمن الذين غادر جلهم إلى الآخرة وظل الباقي منهم يعمل بطريقة البيجر الهزاز!!
> صحيح في اليقظة متعة الحلم متاحة – أيضا – لكنني وقتها كنت محتاجا إلى جرعة من قطر الحديد لمداواة الفجيعة التي ألمت بي وبالأولاد أو على أقل تقدير أن يأتي طرف ثالث ممازحا نازفا كمية ماء باردة في وجوهنا للتخفيف من أثر الخوف الذي تسرب إلى داخلنا.. فنحن لسنا من جيل الحروب والمزاح الثقيل الذي كانت تطلقه الفرقة الأولى من مدرعاتها جوار منزلي ويرد عليه بالقذائف الصوتية على اعتبار أن في الرد حöنية لا تسعها الدنيا!
> عموما شكرا للجميع لأنهم جعلونا نشعر بمعاناة أهل فلسطين والعراق وليبيا وأفغانستان والصومال وأحيانا حتى أهل هيروشيما وناجازاكي.. شكرا ثانية لأنهم جعلونا نفكر ألف مرة قبل بناء المنزل بالبدروم من باب “بدروم يخارجك ولا منظرة تحنبك” لأن كهوف أجدادنا المنحوتة في الجبال سيستولي عليها ناهبو الأراضي كالعادة.. وكل واحد لازم يدبر نفسه من الآن!!
> بالله عليكم هل ضاقت الأرض عليهم حتى تدار معارك كنتاكي وهايل وباب القاع والحصبة داخل العاصمة¿ فيما مساحة اليمن نصف مليون كيلو متر مربع!! ثم لماذا لا يذهبون إلى الصحراء كما قال الأستاذ عبده الجندي¿ أم أنها عاطفتهم الجياشة تجاهنا التي تجعل فراقهم لنا صعبا فينغصوننا مطعمنا ومشربنا ورقادنا.
> وسط هذه الملمات ننقب بهدوء عن الخط الثالث من حكماء اليمن¿ لأن لدينا خطين في حال الخبط عشواء.. يقولان الشيء ونقيضه! ويمارسان طريقة عاكس الخط عندما يحين وقت الحل!!
> نريد خطا ثالثا وطنيا من النخب الموجودة.. يصيغ مبادرة وطنية تتخطى متاريس الواقع التي خطط لها في معامل الأحزاب السياسية وكهوف القبيلة وأقبية العسكر.. مبادرة وطنية تحاكي الأدوار الموفقة التي كان يلعبها أمثال : الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والشيخ مجاهد أبو شوارب والأستاذ يحيى المتوكل هذه الباقة طيبة الذكر من حكماء اليمن الذين كانوا يفرملون المشكلات في المهد.
> ليس صعبا أن ينهض اليوم من ركام الأحداث أمثال أولئك القوم من الحكماء بدلا من دفن الرؤوس في التراب.. والتمترس خلف مواقف يتجاذبها مغناطيس عمر السلطة وزيد المعارضة وسعد الخارج.. ليس صعبا أن يتنادى نفر من كل طائفة نابذا وراءه انتماؤه السياسي والطائفي وحتى العسكري والقبلي إلى صناعة حل يرضي كل الأطراف منطلقه الدستور والثوابت وحكمة اليمانيين.. حل ينتصر فيه الوطن على وهم السلطة الثروة.
> يمكن البدء بمجلس حكماء يدعو إلى حوارات ومصالحات تنطلق من الأماكن الأكثر سخونة وهي الساحات التي يرى أصحابها أنها ستأتي لهم بمائدة عيسى النبي عليه السلام.. قبل الذهاب إلى مقرات الأحزاب وثكنات العسكريين ودواوين المشايخ.. مجلس حكماء يرفض أي “شكل من أشكال الاحتجاج المسلح” وكل أشكال التجييش والتحريض الطائفي والمناطقي.
> هل الأمر عصي إلى هذا الحد¿ في قت نحن فيه أمام سرطان أزمة نداويه بالإسبرين.. أزمة تقطر عصبوية وثأرية مقيتة تنذر بانفجار هائل على كل المستويات!!
> أتصور أن الخط الثالث الوطني سيكون باب حطة الذي ستنجو من خلاله اليمن إذا ما تشكل وتضافرت جهوده.. وأرى أن من بين أهم الأسماء في قائمة الخط الثالث الدكتور ياسين سعيد نعمان لأن دوره الأصيل في الخط الثالث.. وليس فيما هو الآن فالناس يراهنون عليه كشخصية سياسية مرموقة ومفكر وطني تقدمي يتسم بوضوح الرؤية وبعد النظر واستشراف المستقبل.. لذا عليه أن يقف على مسافة واحدة من الجميع لأنه من مفاتيح الحل في البلد.. ولكم أن تتخيلوا لو أن الدكتور ياسين إلى جانب المناضل عبدربه منصور هادي كخط ثالث.. ماذا سيحدث¿
> على أية حال نتمنى أن ينهض الخط الثالث من” أصحاب النفوس القوية التي لا تعرف اليأس” ويبدأ بلملمة الجراح وصهر جهوده باتجاه الحل في بوتقة واحدة.
> افعلوها.. لأن المثل الحبشي يقول : الوطن قبل الروح لأنه مقر راحتك!