جوائز الحور العين ليست حلا 

علي ربيع



علي ربيع

علي ربيع
يا إلهي ما الذي يحدث في اليمن¿ اليمنيون يقتلون بعضهم بدم بارد تحت شعارات ورايات تصطدم ببعضها هل سدت آفاق الحلول وماتت أبواب الخروج من مأزق الدم والدم المضاد¿ القتل والقتل الآخر الجنون والجنون الآخر¿ هل لهذا الكابوس من إفاقة ¿ هل لهذه الغمة من نهاية وهل يمكن أن يثوب الجميع إلى رشده لتقف حمامات الدم.
إن المتاجرة بالجثث والمزايدة بالدماء والتسول بالأشلاء لن تؤدي إلى مخرج لن يتوقف القتل طالما هناك من يحرض له ويشرعن له باسم السماء وجوائز الحور العين التي ينثرها سدنة الفتنة وأعداء الحياة لن تؤدي إلى نقل السلطة لن تجدي إراقة الدم سوى في إراقة دم جديد ولن يتوقف نهر الدم طالما بقي من يهتف له ويتغنى به.
على الصعيد الشخصي ليس لي مشكلة مع أحد لكني سئمت ومللت هذه القذارة التي تزج فيها البلاد ماذا يريد السياسيون وتجار الحروب وأصحاب المصالح أكثر مما يحدث¿ حياتنا في خطر و اليمن في خطر ومستقبل أولادنا على شفير الهاوية والإصرار على المقامرة بقدسية الحياة لن يؤدي إلى رابح وخاسر بقدر ما سيؤدي إلى متتالية لا نهائية من القتل والقتل المضاد.
السلطة لا تحسم الطريق إليها بالحروب فقط هناك طرق أسهل لن تكلفنا الكثير بالسلم والحوار والتوافق والاتفاق سنحقن دم اليمنيين وسنحقق انتقال السلطة وفق إرادة الشعب والأغلبية الناخبة المسألة ليست ثأرا من الرئيس علي عبدالله صالح وحزبه ومناصريه هؤلاء يمنيون أيضا ولهم إرادتهم لم لا نحترم إرادات بعضنا ونلجأ إلى أسهل الطرق.
الخطاب الثوري باسم الجنة ودم الشهداء خطاب عدمي أعمى ليكن خطابنا من أجل الحياة لا تدميرها أما البحث عن طوابير جثث جديدة لإحداث التغيير للضغط واستدرار العطف فتلك جريمة نكراء من يقتل لا تقل جريمته عمن يهيئ سبل القتل ويدفع إليها ويدعو لاستمرارها.
ربما تحول المقال في الأسطر السابقة إلى خطبة وعظية متخبطة وجدت نفسي في ثناياها لكن لا بأس يقول قائل كيف المخرج إذن أقول له إن كل ما يمكن أن يقال قد قلناه نحن وغيرنا طيلة الأشهر الثمانية المأزومة بل ومن قبلها بسنوات قيل من أجل اليمن الكثير فضلا عن أن الفرقاء في اليمن يعرفون جيدا أين تقف أقدامهم ويعرفون أسهل الحلول لكنهم يتعامون عنها كبرا ومقامرة بسبب الارتهان لإرادات أشخاص تقودها الأحقاد والمطامع والثارات أو جماعات تعصف بعقليتها الأيديولوجيا السماوية فلا ترى شيئا غير ما يمليه وحي قياداتها ومراجعها وأدبياتها البابوية لذلك تتقرب بالدم وتحض عليه وتتوسل بالهدم وتزحف إليه.
لم تجد محاولات الأشهر الثمانية شيئا قتل الرئيس وأركان دولته ونجا سال دم أبرياء كثر وساطات وانشقاقات ومظاهرات وساحات اعتصامات وطوفان إعلامي يقتلع كل شيء دون جدوى تأخرت عودته فقالوا اعتقلته السعودية وحين عاد قالوا طردته السعودية متجاهلين على الإطلاق أنه يمتلك رصيدا من أسباب القوة أهمها القاعدة الجماهيرية والحزبية والشرعية الدستورية القائمة.
عاد يبسط خطابا للسلم فيه توجيه بوقف الاحتراب ودعوة للحوار للوصول إلى اتفاق على آليات عملية للمبادرة الخليجية تؤدي إلى نقل السلطة وإجراء اتتخابات مبكرة لا تمديد فيها ولا توريث لم لا نحسن النية إليه ونساعده على تحقيق ذلك لا أعتقد أنه يراوغ أو يماطل لأنه إن فعل سيخسر الرهان هذه المرة لم لا نصغي له لمرة أخيرة ونقرر أليس هذا أهون من الدم والهدم لن يملي على الرئيس أحد من الداخل أو الخارج ليترك السلطة طالما لديه اعتقاد بأنه يحوز مسوغات شرعية القوة ليبقى كما لن يستطيع الداخل ولا الخارج أن يبقيه في السلطة إذا فقد مسوغات هذه الشرعية. وما عدا ذلك لا نملك أن نقول سوى اللهم احفظ اليمن واصرف عنه المحن ويسر لليمنيين من كربتهم مخرجا.
 
 
 
 
 
 
 
 
 

قد يعجبك ايضا