تقويض ضد التفويض
محمد حسين النظاري
محمد حسين النظاري
محمد حسين النظاري
> لم يكن منطقيا ولا موضوعيا أن تقابل أحزاب اللقاء المشترك وشبابها القرار الجمهوري القاضي بتفويض فخامة الأخ الرئيس لنائبه بالتحاور حول الآلية المزمنة لتنفيذ المبادرة الخليجية في قرار غير قابل للنقض أو التراجع عنه أو التسويف فيه لأنه بني على واقع يرتكز على المصلحة الوطنية الرامية لإخراج البلاد من دوامة العنف الذي تعيشه كما أن القرار جاء وفق الطلب الحثيث الذي دأبت المعارضة على المناداة به واستغاثت واستنجدت بالعالم للوصول لهذه النقطة التي كانت حلما يراودهم فلم تحقق جعلت منه كابوسا على الشعب من خلال رفض التعامل معه بروح المسؤولية الوطنية.
> إن تقويض التفويض لم يعد خافيا على أحد إلا لمن فقد القدرة على القراءة الصحيحة للأحداث فقبل أن يجف حبر قرار التفويض -الذي سارع العالم لتأييده- تفاجأ اليمنيون بقرارات التقويض التي كانت أسرع من قرار التفويض ذاته حتى أنهم سمعوا برفض المعارضة قبل سماعهم بتفويض الرئيس.
> ولم يقتصر الرفض على القول فقط بل اتبع بسلسلة أحداث مؤسفة تجسدت على أرض الميدان بدأ بالتصعيد المفاجئ الذي دفع بعض الشباب بالزحف نحو القاع وجولة كنتاكي حتى سماها البعض من باب التندر بغزوة (كنتاكي) والتي أسفرت عن إزهاق أرواح بعض الشباب الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يحلمون بتغيير لم يكونوا يدركون انه سيغير عليهم لا سيغير حالهم نحو الأفضل وإلا ما الرد على ما قالته إحدى قيادياتهم بأن الانتخابات ستأتي برئيس مفصل طبعا يجب أن يكون الرئيس القادم مفصلا حسب قماش الأغلبية لأنهم من سيختارونه ولو كنتم أغلبية كما تظنون فالأكيد انه سيكون مفصل على مقاسكم ولكنكم أتلفتم كل الخيوط التي يمكن أن نغúزöل منها انتخابات قادمة وكما هي بلا توريث ولا تمديد نسأل الله ألا يولي علينا أحدا من الذين تسببوا أو شاركوا أو دعموا الحال المزري الذي وصلت إليه البلاد.
> إن ما حدث في القاع لم يكن وليد صدفة إطلاقا وإلا لماذا تم اختيار 18 من سبتمبر وهو اليوم الثاني الذي يلي الدخول المدرسي والجامعي كما انه ذات اليوم الذي يسبق وصول مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمروالزياني أمين عام مجلس التعاون الخليجي كما أن تلك الأحداث الدامية والأليمة استبقت تهيئة العواصم الخليجية والعالمية لإمكانية توقيع الأخ نائب رئيس الجمهورية على المبادرة وفق التفويض الممنوح له وكأنها بذلك أرادت إرسال خمس رسائل للفشل قوضت مساعي التفويض.
> أول تلك الرسائل إدخال الرعب في نفوس أولياء أمور التلاميذ لعدم التجاوب مع الدخول المدرسي وحرمان ما يقارب ستة ملايين يمني من التعليم والكارثة أن فيهم مأتي ألف طفل وطفله يدشنون عامهم الأول والذي وفق هذه الحال لن يبدأ كما لم يبدأ أقرانهم في العام المنصرم بمعنى أن التغيير قاد إلى انضمام 400 ألف طفل إلى عالم الجهل وتأخرهم في هذه السن عن الالتحاق بالتعليم معناه على الأقل القضاء على أن يكونوا أسوياء في تلقيهم للعلوم مستقبلا.
> ثاني تلك الرسائل موجهة إلى الشباب الذي يجب أن يحملوا مشعل التغيير ألا وهم شباب الجامعات وما احتلال أكبرها وأقدمها (جامعة صنعاء) إلا دليلا على أن العلم ممنوع غير أن المنع فقط على طلاب الجامعات الحكومية أما تلك التابعة لبعض أحزاب اللقاء المشترك فيحرم إغلاقها والانكى أن بعض زملائنا من أعضاء هيئة التدريس يغلقون أقسامهم الحكومية ليذهبوا للتدريس في تلك المرافق¿ ولا أجد تفسيرا واحدا للاعتصام في جهة والالتزام في الجهة الأخرى يا إخوتنا أعضاء هيئة التدريس الأفاضل.
> ثالث الرسائل كانت موجهة للإخوة في الخليج وتحديدا للمملكة العربية السعودية ومعناه نحن مع قطر ضدك وإلا فما تفسير قول إحدى القياديات في المشترك سنقلق كل الجيران ما عدى قطر الأبية السؤال المهم الم تكن السعودية في يوم من الأيام قبلة هؤلاء لا أقول عقائديا فهذا مفروغ منه ولكن قبلة مالية وسياسية وكان بعض الإخوة يفاخرون ويجاهرون بهذا وكأنه غاضهم أن يجد الشعب اليمني بعضا من الدعم الذي ضلوا يتحصلون عليه لعقود عديدة وهم أفراد وهذا مجتمع بأسره¿.
> الرسالة الرابعة موجهة للمجتمع الدولي الذي لم ندر بعد ما يريدون منه ولعل آخر تلك المناشدات ما قاله الدكتور محمد القباطي على قناة العالم والتي طالب فيها بالتدخل الاممي على غرار ما حدث في ليبياوهنا بيت القصيد فتصعيد الوضع عسكريا على الميدان واستعطاف العالم عبر ما يبث في الفضائيات من مناظر مبكية فعلا- وان كان بعضها مصطنعا- إن ما يريدونه الآن بعد أن قطعت عليهم السلطة كافة سبل التهرب من الحوار والدخول في الحرب أن يفجروا الوضع عسكريا ثم يستنجدوا بالناتو على غرار ليبيا لا قدر الله.
> الرسالة الخامسة وهي المخيفة فعلا والقائمة على إلغاء الآخر على قاعدة من