عفوا أيها العيد ..لم نعانق قيمك ¿! 

عبدالله حزام



عبدالله حزام

عبدالله حزام

تعبنا من الإمساك بالوردة على طريقة المحب المتوجس خيفة من محبوبته أن تصده ونحن نردد :(حيتفقوا..مش حيتفقوا )..وهكذا جاء رمضان ودخل العيد ولا-  لغة – إلا – لغة الرصاص ..قتلوا الجندي المسلماني أمام وكالة سبأ بالطريقة المغولية وفي تعز اغتيل ضابط في الأمن السياسي وجبهة أرحب تواصل جهادها المقدس ضد الجيش وعينها على المطار!!وكله حدث في ثلث العتق من النار!!ومثل هذا كثير ضاق به عداد الخطايا ضرعا..

كنت أعتقد أننا وحدنا في بلاد الإسلام من يمكن أن يضع قيم رمضان والعيد تحت (مداكي )مقايل الغيبة والنميمة .. لكن داوود أغلو وزير خارجية تركيا وفي الثلث الأخير من رمضان أيضا ..طلع ثوري من طراز مختلف لم ينزل إلى الأسواق بعد ..حين أضفي صفة القداسة الدينية على غزوة طرابلس غير منتبه لأن من قاد الغزوة هو حلف شمال الأطلسي!!

وزاد بالقول : يجب أن تدخلوا طرابلس كما دخل النبي محمد إلى مكة.. !!وأم الغرابة أن هذا يحدث مع الحملة الأطلسية التي وصفها وزير الداخلية الفرنسي السابق كلود غيان بأنها صليبية..!!يالله ..مادمنا لسنا وحدنا من دخل القائمة السوداء الخاصة برمضان والعيد ..!!

أخي اليمني.. بالله عليك ..هل كنا ممنونين ليلة العيد لخطابين إضافيين إلى خطاب الرئيس علي عبدالله صالح واحد بإسم دولة (التبة) والثاني بإسم دولة المجلس الوطني المهزوم بالضربة القاضية من قبل المنسحبين  .. خطابين شوها المشهد وصورانه في أردأ درجات التشظي ¿! ثم ماالحكمة من مجيء العيد مرتين في السنة ورمضان فوق هذا كله ¿ ..أليست هذه المناسبات محطات لنبذ الفرقة والخصام والشتات وطلب المغفرة من رب العباد وتصافح القلوب قبل الأيادي ..¿ فلماذا  إذن نذهب بعيدا عن هذا الجو ¿..ونستبدله بالفجور في الخصومة وممارسة القتل وكأننا أمام لعبة القتال الشهيرة تيكن 5  على البلاستيشن.. !!

بالفعل ..هل نحن أمام متلازمة الغباء الإبداعي بذاتها وصفاتها ¿ أم رهن محنة ركوب متون النفس الأمارة بالسوء التي أضلتنا الطريق فأضعنا بوصلة الحلول وبقينا نحرث في بحر العوائق ..¿ التي تصعد بنا إلى ذروة الأزمة  بسلالم خطاب إعلامي تفجيري سيء السمعة ..من مفرداته الأولى يكاد يقول خذوني.!!

لقد خيم شبح خطابين لمحسن وباسندوه على أجواء العيد وتواصلت حماقات القواعد على الأرض ..وكلها تمضي كمن وجد لديه وقت فراغ يقضيه في ‘تسلية صيامه’والعيد بدلا من التخلص من أدران الدنيا الفانية الملطخة بالدم وتعكير صفو عيش المستضعفين في الأرض واغتنام الثلث الأخير من رمضان في طلب العتق من النار وتخفيض قراءة عداد الخطايا الذي ينوء بحمل خطايا كالجبال .!!

يكفي خصام وتعالوا نعانق قيم العيد..نتصافح بحب ..نترك لقرارات العقل الحكيمة أن تنفذ إلى الواقع ..ونكف عن قذف حمم السياسة التي تقطع الطريق على الحل الذي هو قريبا كقرب اللسان للأسنان..

تعالوا نغادر تلك الخطابات التي تخفي ماالله مبديه والتي لا- نراها – إلا تطمينات تصبونها صباحا على نار قلقنا وتلحسون إيجابياتها  ظهرا كالعادة ..!!لكن نقول:

عفوا.. أيها العيد الذي نشعربك اليوم فينا ميتا..لأنك تغيرت بتغيرنا وصارت مشاعرنا تجاه بعضنا باهتة تقذف حمما من لهب الكراهية والبغضاء.. عفوا لأنك تحاول جاهدا أن تهزم فينا روح العداء للحاضر والمستقبل..فتهزمك  تجليات غبائنا التي لاتعرف المستحيل ..وتهزمك همومنا وأعمال بعضنا الباسلة التي لوفكرنا وقدرنا سوء عاقبتها لتصافحنا بحرارة..

عفوا أيها العيد لم يعد لثيابك الجديدة ومكان الاحتفال بك أهمية تذكر.. لم يعد سلامك سوى مجرد رسالة منسوخة مائة مرة على طريقة “جر منه ناوله” ..وهكذا لكل الناس ومع ذلك قد يعد البعض ذلك منجزا تواصليا لصاحبه وانه  صاحب واجب لأنه قد ربما خص أبيه وأمه بعدد من تلك الرسائل..!!

عفوا أيها العيد لأننا خذلناك بعد أن حولناك إلى نوم وخمول واستسلام لمتابعة الشريط الإخباري لقنوات المصائب ..

يا الله لماذا رسى عطاء خذلان العيد علينا نحن معشر اليمانيين ونحن مخزن الحكمة وبيت التعاطف والجسد الواحد الذي يتداعى إلى المكرمات والبذل والعطاء وحقن الدماء¿

الهي غفرانك فكل أعمالنا السيئة في العيد وقبله ليست إلا مذبحة  للقيم بكل المقاييس نرتكبها معصوبي العينين ضد وطننا والناس التواقين إلى كسرة أمن واستقرار وحياة كريمة ..

(قولوا نستغفر الله العظيم من موبقات الذنوب..!!

وعيدكم القادم أجمل وأكثر وحدة وأمانا وبركة .
 

قد يعجبك ايضا