في‮ ‬ذكرى الاستقلال الوطني 

ابراهيم الحكيم



ابراهيم الحكيم

 ‬يحتفل شعبنا اليمني‮ ‬هذه الأيام بذكرى الاستقلال الوطني‮ ‬الناجز الذي‮ ‬تحقق في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967‮ ‬بعد تضحيات وكفاح طويل قدمها هذا الشعب العظيم في‮ ‬سبيل الانعتاق من قبضة استعمارية دامت أكثر من‮ ‬129‮ ‬عاما‮ ‬وبهذه المناسبة نهنئ أبناء شعبنا وقيادتنا السياسية ممثلة في‮ ‬فخامة الأخ الرئيس علي‮ ‬عبدالله صالح رئيس الجمهورية وهي‮ ‬مناسبة تأتي‮ ‬هذه المرة متزامنة مع تحقيق كثير من الإنجازات السارة‮.‬

وأجد في‮ ‬هذه المناسبة أن من واجبنا جميعا‮ ‬أن نقف وقفة احترام وإجلال لليمنيين العظماء‮ ‬الشهداء منهم والأحياء‮ ‬الذين قدموا أرواحهم ودماءهم وطاقاتهم بسخاء في‮ ‬سبيل الحرية ونيل السيادة الوطنية ووضعوا شعبهم وجها‮ ‬لوجه أمام المستقبل والحياة الكريمة‮ ‬وفي‮ ‬هذا السياق أود التذكير أن فضيلة الإنصاف والأمانة تقتضي‮ ‬عدم إقصاء أحد أو نكران فضله مهما كان قدره وتأثيره ضئيلا‮ ‬في‮ ‬حركة التحرر الوطني‮ ‬خاصة‮ ‬والحركة الوطنية عموما‮ ‬فحقائق التاريخ تثبت بجلاء أن الذين نشروا الوعي‮ ‬الوطني‮ ‬والتوق إلى الحرية وصنعوا تلك الأحداث الكبرى التي‮ ‬أنجزت الاستقلال الوطني‮ ‬هم طلائع من مختلف التيارات الفكرية والسياسية والاجتماعية ويجب الوفاء بحقهم والاعتراف بفضلهم مقاتلين ومفكرين وشعراء وفنانين وعمالا‮ ‬رجالا‮ ‬ونساء‮ ‬كما أن إنجاز الاستقلال الوطني‮ ‬كان خاتمة حلقات مترابطة بدأت بمقاومة طلائع المحتلين الذين قادهم المحتل ستافورد هنز مرورا‮ ‬بتلاحم ثورتي‮ ‬26‮ ‬سبتمبر و14‮ ‬أكتوبر التي‮ ‬شاركت فيها الحركة الوطنية اليمنية على اختلاف مشاربها‮.‬

إن تلاحم الصفوف ووحدة الحركة الوطنية وتضافر الجبهة الداخلية للمجتمع كانت وستظل من أهم العوامل الأساسية التي‮ ‬جعلت اليمنيين‮ ‬يقدمون أفضل ما لديهم ويحققون أهم منجزاتهم‮ ‬فعلى سبيل المثال حاول الاستعمار البريطاني‮ ‬اللجوء إلى شتى الوسائل والمناورات والمؤامرات وأساليب البطش من أجل الحفاظ على مصالحه ومصالح عملائه للإبقاء على ديمومته‮ ‬وقد أدركت الحركة التحررية خطورة تلك المحاولات على الثورة‮ ‬فقاوموا معا‮ ‬أساليب الاحتواء واسقطوا تلك المحاولات والمؤامرات واضعين أمام أعينهم تضحيات الشعب وتوقه للحرية والاستقلال وامتلاك القرار الوطني‮ ‬وبالتالي‮ ‬فقد كانوا جاهزين للمعركة الفاصلة وتمكنوا من السيطرة على كل الميادين في‮ ‬مواجهة قوة استعمارية‮ ‬غاشمة مزودة بمختلف الإمكانيات المادية والأسلحة والتجهيزات العسكرية وشبكة إعلامية واسعة‮.‬

لقد أعلنت بريطانيا في‮ ‬1967م القبول بالجلاء وحددت لذلك موعدا‮ ‬هو السابع من‮ ‬يناير‮ ‬1968‮ ‬ولكن التراب الوطني‮ ‬كان‮ ‬يتحرك تحت أقدامها والشعب اليمني‮ ‬في‮ ‬جنوب البلاد‮ ‬يغلي‮ ‬منتفضا‮ ‬وثائرا‮ ‬رافضا‮ ‬بقاء الاستعمار‮ ‬فبدأت قلاع الاستعمار تتهاوى ابتداء من الضالع ولحج وأبين وحضرموت‮ ‬وانتهاء بعدن التي‮ ‬انسحبت منها معظم القوات الاستعمارية في‮ ‬26‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮.‬

لقد كانت تلك الانتصارات على أرض الجنوب هي‮ ‬أقوى سند للمفاوض اليمني‮ ‬في‮ ‬جنيف الذي‮ ‬فرض على الاستعمار الاعتراف بالاستقلال وإقامة دولة ذات سيادة في‮ ‬30‮ ‬نوفمبر‮ ‬1967م‮ ‬وفي‮ ‬الوقت نفسه كان ذلك الانتصار أقوى سند للثورة والنظام الجمهوري‮ ‬في‮ ‬شمال اليمن في‮ ‬مواجهة القوى الإمامية التي‮ ‬كانت تحاصر صنعاء‮ ‬وكان الاستعمار هو أحد الداعمين لتلك القوى وهو الأمر الذي‮ ‬يؤكد واحدية الثورة اليمنية&#823

قد يعجبك ايضا